كتبت برجس النومان:
ازدادت العمليات الإرهابية المرتبطة بالتطرف الديني بين المسلمين على وجه الخصوص وفي الوقت الذي يحاول المسلمون المعتدلون على اتساع العالم ترقيع صورتهم التي شوهها المتطرفون باسم الدين، يفاجئ العالم في لجوء أشخاص الى الإرهاب بينما لا تبدو عليهم أي علامات للتطرف والغلو بل وأشخاص على درجة عالية من التحصيل العلمي كالأطباء الذين اعتقلوا في خلية إرهابية في بريطانيا أخيرا·
إلا أن المنبع لكل هذا الإرهاب واحد: البيئة الحاضنة التي فرخته لينتشر كالجراد في أصقاع العالم والتي لا تزال تزوده بالمال والدعم غير المنقطع·
فلا يمكن أن يتحول الإنسان بهذه السهولة الى آلة تفجير يشتري فيها "خلود الآخرة" بقتل المدنيين الأبرياء كي "يلقن" حكوماتهم درساً أو ربما كي "يدمر" اقتصادهم ودولهم!!!
من يدعم هذا الغلو والتطرف بكل هذا المال الذي يستخدم في علميات لم تعد توقفها حدود سياسية أو جغرافية؟ من يزود دهاقنة القتل بكل هؤلاء الشباب المفخخ؟ من يشتري كل هذه الأسلحة والمتفجرات ومن يدفع مبالغ هائلة لتهريبها الى دول مسورة برجال الأمن ومعدات الرقابة؟ من يجمع كل هذا المال وكيف ينقله من بلد الى آخر من دون خيط ولو رفيع لرصده؟ من ينفق على مدارس التكفير في باكستان وأفغانستان؟ من أوجد الأرض الخصبة لانجراف الشباب وراء الغلو؟
الإجابة على كل هذه الأسئلة لن تكون في البحث بعيداً عنا، بل بين ظهرانينا وربما بأموال بعضنا الذي يتخيل أنها صدقة تذهب لمستحقيها، ودروس تلقن في مدارسنا وشرح متطرف للنصوص الدينية ومواقف وتعاليم يغرسها في عقول أبنائنا معلمون أو لكلمة أدق مجهلون ندفع رواتبهم من جيوبنا؟
الإرهاب صنو الغلو وانعدام التسامح والقبول بالآخر وهي صفات تخلق البيئة الحاضنة لما نرى وتقشعر له أبداننا من قتل وسحل وذبح وتفخيخ وتفجير! فهل ننكر دورنا في خلقها؟!