رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 7 مارس 2007
العدد 1764

القمة السعودية - الإيرانية ومؤتمر بغداد
اللاعبون الإقليميون يصعدون على حساب استراتيجية أمريكية مضطربة

كتب محرر الشؤون الدولية:

سخرت بعض الصحف الأمريكية وأبرزها الواشنطن بوست من انقلاب حكومة بوش على خطوطها الحمراء فبعد أن وقفت بصلابة في وجه دعوة لجنة بيكر- هاملتون "الجمهورية الديمقراطية" الى اشتراك سورية وإيران في حل المأزق الأمريكي في العراق وبعد تجاهلها بل ورفضها أي حديث عملي في مسألة رسم خطوط الدولة الفلسطينية وبعد تفويضها القيام بعمليات سرية لنائب مستشار الأمن القومي اليوت ابرامز، تغطيها دبلوماسية رايس العلنية في فلسطين ولبنان وإيران، وبعد حشدها لحاملات طائراتها في الخليج، بدأت تبرز مواقف مختلفة فتقر بمبدأ عقد مؤتمر في بغداد حول مأزقها بمشاركة سورية - إيرانية وتتريث في المضي بخطط الحروب الأهلية في فلسطين ولبنان وتنظر من شرفة بعيدة الى تحركات السعودية التي أخرجت الى العلن الاتفاق على حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وعقدت في الرياض اجتماع قمة بين الرئيس الإيراني والملك السعودي وبدأت تنشط على صعيد إحداث نقلة في مسألة حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية التي أصبحت أقرب مما كان متصوراً واخيراً جاء الموقف السعودي- المصري بالاصطفاف الى جانب الموقف السوري في اجتماعات وزراء الخارجية العرب الرافض للدعوة الإسرائيلية التي تبناها النظام الأردني لإحداث تغيير جوهري في المبادرة العربية الشهيرة، بحيث تلغي أهم ثابتين فيها وهما حق عودة اللاجئين والانسحاب الإسرائيلي الى حدود العام 1967·

وبدا وكأن الأحداث في المنطقة العربية تحديداً بدأت تفلت من قبضة حكومة بوش بتركيبتها التي وضعت أجندة الحرب التوسعية طيلة السنوات الثماني الماضية، وبدأ اللاعبون الإقليميون يؤدون دوراً في تقرير مصائرهم كما تنبأ ريتشارد هاس الشهير في مقاله الشهير في مجلة Foreign Affairs قبل أربعة أشهر·

هل اصطدمت الحرب التوسعية وسياسة فرض خريطة جديدة على المنطقة والشرق الأوسط الجديد بما لم يكن في الحسبان؟ يتحدث الخبراء والمدللون الآن عن تحول استراتيجي في السياسة الأمريكية ولكن هذا التحول الذي حدد خطوطه الصحفي الشهير سيمور هيرش في تقرير كتبه قبل أربعة أشهر من نشره في "5/3/2007" يتحدث عن تغيير في وسائل الهجوم أي الانتقال الى إشعال حروب سرية تقودها أجهزة المخابرات تحت عناوين أبرزها تحالف الدول السنية مع إسرائيل لمواجهة التحالف الشيعي  أو ما أطلقت عليه رايس وزيرة الخارجية تحالف المعتدلين ضد المتطرفين، ولم يتحدث عما شغل ويشغل المسرح السياسي في هذه الأيام أي عن القمة الإيرانية- السعودية أو مؤتمر بغداد القادم ونتائج اتفاق مكة الذي وضع حداً لمخطط إشعال الحرب الأهلية الفلسطينية الذي رصدت له الحكومة الأمريكية أكثر من 80 مليون دولار بالإضافة الى مدربين أمريكيين وأسلحة أردنية ومصرية تدخل لدعم حرس عباس الرئاسة بموافقة إسرائيلية·

إذن لابد أن تشققا حدث  وأدخل العصا في العجلة الأمريكية وهو ما أصبح واقعا يحمل عنوان المأزق الأمريكي أبرز عناصر هذا التشقق ولا شك كان فوز الديمقراطيين في انتخابات الكونغرس ومجلس الشيوخ بالأغلبية مما جعل حركة حكومة بوش مقيدة الى حد ما، وبعض عناصر لا يستطيع أي مراقب إلا أن يلاحظها بدءاً من انكسار الهجوم العسكري الإسرائيلي على المقاومة اللبنانية أي فشل عسكرة شاطئ شرقي المتوسط كما كان مخططا ووضعه تحت الهيمنة الإسرائيلية وقوات حلف الناتو واستقصاء الوضع العراقي على التهدئة الملائمة أمريكيا وظهور ملامح المقاومة الروسية  لهذا الامتداد الغربي المتواصل الذي بدأ يضرب  حدود روسيا ووسط آسيا وسور الصين العظيم، وأخيراً التخوف المشترك بين إيران والسعودية بخاصة من حرب عنوانها طائفي "سني- شيعي" لا يبقى أحداً في المنطقة في مأمن·

هذه العناصر كانت محل مقاومة الحكومة الأمريكية في أواخر العام 2006 وقد تم رسم خطط حرب لبنان ثم، التحالفات الجديدة بين دول "الاعتدال" وإسرائيل ضد إيران وحلفائها في ضوء الاختراقات السابقة التي حققتها الحكومة الأمريكية بغزو أفغانستان ثم العراق وليس في ضوء الوقائع الجديدة أي ليس في ضوء اتضاح مخاطر الأجندة الأمريكية حتى على مصائر دول "الاعتدال" بالمفهوم الأمريكي·

واليقظة الروسية على التهديد الجدي، الذي بدأت تشعر به روسيا والصين يطرق أبوابها·

في هذا الضوء الجديد من الملاحظ أن الكونغرس الأمريكي بأغلبيته الديمقراطية بدأ يعمل على إصدار قرار ملزم يحد من التفويض الذي حصل عليه بوش بشن الحرب من دون موافقة الكونغرس في أي مكان يختاره قبل عامين والمسمى "خطة الأحداث الطارئة" "Conpaln" ويفسر لماذا أن رفض توصية لجنة بيكر- هاملتون لم يستطع الصمود ولا استطاعت السيدة رايس المضي في برنامج الحرب السنية- الشيعية ومع تداخل هذا "الداخل" الأمريكي مع مجريات ووقائع ما حدث في المنطقة العربية منذ تموز 2006 فصاعداً يمكن أن ننظر الى مغزى التوافق السعودي- الإيراني على الوقوف بوجه الصراع المصطنع الذي كان مخططا له أن يلتهم المنطقة في العام 2007 أي قبل أن يرفع بوش يده بالوداع للبيت الأبيض ويمكن أن نفهم ضرورة حل المشكلة الفلسطينية والمشكلة اللبنانية على أساس "التوافق" لا توسيع حروب المواجهة·

طباعة  

إلا الدستور
 
"حدس" الخارج الأكبر من التشكيلة الجديدة بعد طعنها الرئيس
القوى السياسية لناصر المحمد: الاستقالة فرصة لحكومة أقوى

 
أمين عام "التحالف":
تحسب للرئيس.. والتشكيلة السابقة غير متجانسة

 
ليست المرة الأولى لكنها تعبير متكرر عن الضيق بالحياة النيابية
التسريبات حول الحل غير الدستوري.. أمنيات تنتظر التوقيت المناسب

 
بسبب عدم متابعة "الإعلام" لمناقصة مهاجعهم في محطات البث
"الحرس" قد يتعرضون للإشعاع

 
تناقض "الوزارة" حول محطات البث
 
العنجري والشايع ينفيان توزيرهما
 
جريمة قتل الأسرى المصريين هل تطيح بـ"الكويز" وإمداد إسرائيل بالغاز المصري؟
 
الإسلام السياسي ولعبة الشيطان:
حقائق الدوافع المالية والتحالف مع الأنظمة!

 
على خلفية قرارات محكمتي "العدل" و"الجنائية" الدوليتين
كيف سيستفيد البوسنيون من "الإدانة الجزئية" للصرب... وهل أصبح البشير مكشوفا بعد حكم دارفور؟

 
اتجاهات
 
فئات خاصة