كتب محرر الشؤون البيئية:
أعلنت جماعة الخط الأخضر البيئية في بيان صادر لها أن الحكومة هي المجرم البيئي الأول بحق المجتمع الكويتي إذ إنها اعترفت بارتكاب جريمة بيئية جديدة بحق الكويت وأهلها من أن الحكومة وبعد ستة عشر عاما من تحرير البلاد وانتشار الملوثات الإشعاعية المختلفة فيها قررت وبعد تأخر سنوات طويلة نقل الآلاف من البراميل والدبابات الملوثة باليورانيوم المنضب الذي استخدم أثناء تحرير البلاد الى الولايات المتحدة الأمريكية·
واعتبرت الخط الأخضر أن الاعترافات الحكومية تثبت تخاذلها وعدم اكتراثها بصحة المجتمع بل انتهاكها لأهم حق من حقوق الإنسان وهو الحق في الحياة حيث تركت المواقع الملوثة باليورانيوم المنضب تنشر إشعاعاتها في الكويت وبين أهلها لمدة ستة عشر عاما·
وأضافت الخط الأخضر أن الحكومة لم تذكر أية تفاصيل عن حجم الإشعاعات الناتجة عن الانفجار الذي حصل في معسكر الدوحة والفترة الزمنية التي حدث بها الانفجار واتجاه الرياح وقت الانفجار وهل فحصت المنطقة بعد الانفجار·
وذكرت جماعة الخط الأخضر البيئية أنها حصلت على نتائج المسح الإشعاعي للبلاد الذي نفذته مجموعة من خبراء وكالة الطاقة الذرية وذلك للوقوف على مدى تأثر المجتمع الكويتي بمخلفات اليورانيوم المستنفد الذي تم استخدامه في الذخائر أثناء حرب تحرير الكويت عام 1991·
وأضافت بأن التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الذرية أكد بأن الحكومة الكويتية تفتقد الى الدراية الفنية اللازمة لتقييم المخاطر الإشعاعية التي تسببت بها حرب تحرير الكويت الأمر الذي جعل خبراء الوكالة يصفون المعلومات المقدمة من الحكومة بأنها مشوبة بقدر كبير من عدم التيقن وهو ما يبعث على التشكيك بصحتها أو احتمال التلاعب بها·
كما ورد في التقرير بأن نتائج المسح أثبتت بأن بعض المناطق السكنية كانت قريبة من مسارح العمليات التي تم استخدام ذخائر يورانيوم مستنفد فيها أثناء حرب تحرير الكويت، الأمر الذي يوجب إجراء دراسات واسعة للوقوف على مدى التأثيرات الصحية التي قد تحدث لسكانها وخصوصا فيما يتعلق بانتشار وتزايد الأمراض السرطانية·
وأضافت "الخط الأخضر" بأن وثيقة صادرة عن الجهاز الطبي التابع للجيش الأمريكي أكدت أن التعرض لتأثير ذخيرة اليورانيوم المنضب يتسبب بارتفاع حالات السرطان "في الدم والعظام والرئة" وتلف الكليتين والكبد وجهاز المناعة ويسبب أيضا فقر الدم، والتشوهات الجينية وتلف وتدمير الحمض النووي لخلايا الجسم·
واستغربت "الخط الأخضر" نقل الملوثات الإشعاعية الى الولايات المتحدة وهي الأغلى سعراً والأكثر تكلفة في استقبال الملوثات الإشعاعية، حيث توجد العديد من الدول المتخصصة باستقبال الملوثات الإشعاعية ومعالجتها وبتكلفة أقل·
وطالبت "الخط الأخضر" الحكومة بتحمل النتيجة الكاملة تجاه التطمينات التي أطلقتها مراراً وتكراراً من أنه تم تنظيف كل المناطق المقصوفة باليورانيوم المنضب وتحمل المسؤولية الكاملة في حال اكتشاف مناطق ملوثة باليورانيوم المنضب، كما دعت "الخط الأخضر" في ختام بيانها الحكومة ببناء جسور الثقة بينها وبين المجتمع بانتهاج سياسات بيئية أكثر مصداقية وعدم الاستهانة بمخاطر الحروب التي مرت بها البلاد وباتت التقارير العالمية تتحدث عن تأثيراتها الصحية والبيئية·