· بعد تعديل التشريعات الرياضية لابد من إزاحة القيادة المسؤولة عن انهيارها
كتب محرر الشؤون الرياضية:
لا يزال الوضع الرياضي في حالة من الحراك المستمر بعد الهزة الأخيرة التي تعرض لها منتخب الكويت الوطني لكرة القدم في خليجي 18 وما تلا ذلك من ردات فعل تمثلت في تقديم بعض أعضاء الاتحاد لاستقالاتهم ثم قيام البعض الآخر تحت ضغوط قيل إنها أتت من خارج الاتحاد كي يتم حله وبعد ذلك الأنشطة التي نوقشت من خلالها حالة الرياضة بشكل عام، وآخرها مناقشة الوضع الرياضي في مجلس الأمة يوم أمس الثلاثاء في جلسة خاصة لتقديم مشاريع قوانين لمعالجة هذه الحالة الكئيبة التي وصلت إليها الرياضة الكويتية بعد أن هيمنت عليها صراعات أبناء الأسرة من أجل السيطرة على كل ما له علاقة بالرياضة، وبخاصة بعد تولي أبناء الشهيد للمقدرات الرياضية وتسخيرها لمصالحهم وصراعاتهم وأجندتهم·
وكما جاء في كلمة النائبين مرزوق الغانم وفيصل المسلم في الندوة الجماهيرية التي نظمها شباب "بس" ودعت لها العديد من القوى السياسية والاجتماعية في نادي الكويت الرياضي مساء السبت الماضي، فقد حاول البعض افتعال مسائل في غاية الخطورة لتبرير مواقفهم واستمرار أوضاعهم بما في ذلك إثارة النعرات التي تقسم الكويت الى مناطق داخلية وخارجية وبدو وحضر وكأنما هذا التقسيم
مقصود ضد فئات بعينها·
وقد تصدى الكثيرون من النواب والمهتمين بالشأن الرياضي لمثل تلك المحاولات مبينين الأسباب الحقيقية وراء تردي الأوضاع الرياضية والعبث في المؤسسات الرياضية حتى انهارت·
وما كان لافتاً للنظر في تلك الندوة الجماهيرية اعتراف النائب ناصر الصانع بأحد الأخطاء التي أدت الى تدهور الوضع الرياضي وهو تهميش الرياضة المدرسية· وقد جاء اعترف الصانع بهذا الأمر وكأنه لا يعرف من قام بهذا التهميش!!! فهذا ليس سوى جزء من هيمنة القوى الدينية المتمثلة في حزب الصانع على الأجهزة التعليمية وتحديداً في قطاع المعلمين في مراحل التعليم العام، حيث همشت الرياضة باعتبارها عبثاً وألغي تدريس الموسيقى باعتباره حراماً وحورب المسرح والرسم وكل الدروس الترويحية والفنية والرياضية الخلاقة، بل وساهمت عناصر حزب الإخوان المسلمين فرع الكويت في محاربة هذه الأنشطة حتى من خارج المؤسسات التعليمية بالتدخل عن طريق إرهاب الآخرين كما حدث قبل سنوات عندما حاولت المنطقة التعليمية في الجهراء إقامة عمل مسرحي حضره وزير التربية آنذاك الدكتور يوسف الإبراهيم عندما قام عضو جمعية المعلمين فهد سماوي بالتهجم على الوزير في أثناء العرض·
لذا فقد استغرب المتابعون للشأن الرياضي هذه الصحوة المتأخرة جداً للحركة الدستورية ونائبها الصانع لكن كما يقال "أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً"، وتمنى المتابعون أن تكون صحوة حدس في مكانها وليست نتاجاً لظروف الضغط الذي يمثله الشارع الرياضي كما فعلت مع حركة نبيها خمس عندما استغلتها ونجح أغلب أعضائها بسبب تقربهم من الحركة ثم تنكرت لها بعد نتائج الانتخابات مباشرة·
أما عن الأسباب الأخرى لتدهور الرياضة فهي ليست بخافية على أحد إنما تحتاج الى قرار شجاع يضع الأمور في نصابها ويعالج الخلل التشريعي الذي نفذ منه المتسللون الى الجسم الرياضي، ثم بعد سد الثغرات التشريعية لابد من الحزم في تطبيقها كما لابد من إزاحة الطاقم المشرف على الرياضة بالكامل لأنه أثبت فشله بشكل صارخ كما يعرف الجميع أن المناصب الرياضية القيادية لاتمثل الواقع الفعلي لمن يهيمن على الرياضة بالريموت كونترول بينما بعض القياديين "سمانديقات" ليس لهم من المنصب سوى الاسم فقط· هذا الوضع يجب أن يتغير والرياضة كما في السياسية تحتاج الى رجال دولة يقودونها من خلال رؤية وبعد نظر ومن خلال مصلحة الكويت أولاً وأخيراً·