رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 14 فبراير 2007
العدد 1762

الهجوم على الأقصى.. وعلى كل فلسطين
استعمار الأرض وتهويدها لهم.. ولنا "اتفاقيات أوسلو" و"خريطة الطريق" و...!

كتب محرر الشؤون العربية:

لا يثير موضوع إزالة التل الأثري الملاصق للجدار الغربي للمسجد الأقصى والمسمى تل المغاربة على يد قوات الاحتلال الصهيوني أمراً جديداً غير مألوف في سياق حملة استعمار فلسطين التي سبقت الاحتلال البريطاني في العام 1917 ثم إغراق الأرض الفلسطينية بالمهاجرين اليهود المسلحين بدعم غربي واسع النطاق، وصولاً الى إقامة دولة إسرائيل على الأرض الفلسطينية بقرار من الأمم المتحدة سحبت إليه بالضغط والترهيب الأمريكي، وأخيراً باحتلال بقية فلسطين في العام 1967 (غزة والضفة الغربية) والمضي في تهويدها وتدمير مقومات حياة سكانها الفلسطينيين تحت سمع وأنظار العالم كله بما فيه العالمين العربي والإسلامي·

في هذا السياق من المعروف أن محاولات اقتراب الصهاينة من المسجد الأقصى حدثت مبكراً وقبل أن يتمكنوا من إقامة دولتهم· فقد عملوا باستمرار على مواصلة إقامة الصلوات أمام جدار المسجد الأقصى الغربي المسمى "حائط البراق" بزعم أنه جدار متبق من معبد سليمان التوراتي، ومحاولة تملك الأرض المجاورة له وهو من أطلق أول شرارة للدفاع عن الأقصى في العام 1929 وفلسطين يومها ترزح تحت الاحتلال البريطاني العسكري والسياسي والاقتصادي الموجه بمخطط تحويل فلسطين الى وطن قومي لليهود حسب وعد الحكومة البريطانية لرئيس الوكالة اليهودية في العام 1917·

ومع تحقق هذا الوعد على جزء من أرض فلسطين بقوة السلاح الغربي والدبلوماسية الغربية التي خرجت بقرار تقسيم فلسطين وقيام دولة إسرائيل في العام 1948 استولت العصابات الإرهابية الصهيونية على ما يقارب نصف القدس أي على ما نسبته %66.3 من مساحة القدس الكلية، ولكن القدس التاريخية نفسها بكل ما تضمه من آثار إسلامية ومسيحية (المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة وكنيسة القيامة) ظلت بيد العرب، ولم تتمكن آلة الحرب الصهيونية من احتلال القدس التاريخية إلا في العام 1967، وبعد أيام أصدرت حكومة الاحتلال قرارا يقضي باعتبار القدس عاصمة موحدة لإسرائيل وضمتها الى بقية الأراضي المحتلة في العام 1948، وتبع هذا الضم إجراءات على الأرض إدارية وجغرافية وثقافية وسياسية، انطلقت لخلع الطابع العربي- الإسلامي الحضاري عن القدس وتهجير سكانها بإجراءات منظمة تخضع الأرض والسكان لمشيئة الاحتلال. وبدأت منذ العام 1967 عملية واضحة في عدة اتجاهات مثل هدم الأحياء الفلسطينية وطرد سكانها، وكان أول الضحايا سكان حي المغاربة المجاور للمسجد الأقصى، وإقامة ثلاثة أحزمة من المستعمرات تطوق القدس، بالإضافة الى استعمار القدس من الداخل بجلب اليهود المهاجرين وإسكانهم في بيوت الفلسطينيين الذين تعرضوا للطرد، وتعرضت أراضيهم للمصادرة وتوسيع بلدية القدس وفق ما يسمى مشروع القدس الكبرى، بحيث أصبحت مدينة القدس تضم إداريا وسياسيا واقتصاديا وبلدياً مناطق ممتدة من رام الله وبيت لحم، احتشدت بالمستعمرات الصهيونية، وأخيراً تحجيم التزايد السكاني الفلسطيني في المدينة بحيث لا يتجاوز %25 من مجموع السكان وهو مخطط بدأ في العام 1967 ويقدر له أن يبلغ كماله في العام 2010·

 

الأقصى في القبضة الصهيونية

 

نصيب الأقصى في كل هذا السياق كان المزيد من  محاولات تدميره في عدة مناسبات أشهرها حادثة محاولة إحراقه في 21/8/1969، ثم محاولة نسفه بالمتفجرات في العام 1980، واقتحامه في العام  1990 وارتكاب مذبحة راح ضحيتها عدد كبير من المصلين، ووصلت الادعاءات الصهيونية التي بدأت بمحاولات السيطرة على حائط البراق في العام 1929 ذروتها بالزعم أن المسجد الأقصى كله ملك لليهود، وأصبح من الرائج في الصحافة الصهيونية والموالين لها إطلاق اسم "جبل الهيكل" على موقع الأقصى في التسعينات وصولاً الى مطلع القرن الحادي والعشرين· وتخللت سنوات هذا الصراع على الأراضي الفلسطينية كلها في الحقيقة، وليس المسجد الأقصى فقط، جهود حثيثة للتنقيب في القدس، وحفر الإنفاق تحت المسجد الأقصى منذ أن أرسل صندوق استكشاف فلسطين البريطاني في العام 1866 بعثة تشارلس وارين للبحث عما زعموا أنه أساسات "هيكل سليمان" تحت المسجد الأقصى· وقد دمرت وخربت هذه البعثة وبعثة فريدريك جون بلس بعدها في العام 1890 الأدلة الأثرية التي لم تكن موضع عناية المنقبين المشغولين بفكرة البحث عن آثار ثبت بعد ما يقارب تنقيبات قرن ونصف في القدس وفي كل التلال الفلسطينية أن لا وجود لها إطلاقا·

ويلاحظ في هذا السياق أن تأسيس صندوق استكشاف فلسطين، حسب تصريحات أول رئيس له، كان مدفوعا بمقولة "إن هذه الأرض لنا مثلما أن إنجلترا لنا"!

ولكن هذه النتائج المخيبة لعلماء آثارهم الذين اخترعوا علم آثار ملائم لمخيلتهم اسمه "علم الآثار التوراتي" بدل علم الآثار الفلسطيني الذي اعتمده الباحثون النزيهون، لم تمنع الاستعمار الصهيوني من مواصلة الحفريات تحت أساسات المسجد الأقصى بل إقامة قاعات في هذه الأنفاق ووضع رموز يهودية، وإقامة صلوات فيها· وواضح من استمرار الحفر وإزالة الآثار الإسلامية وقبلها الآثار الكنعانية واليونانية والرومانية في محيط المسجد الأقصى وتحته، أن الهدف أصبح الآن تقويض الأساسات التي يقوم عليها وتعريضه للسقوط، وهو الأمر الذي يحلم به الصهاينة، لإقامة معبد لهم على أنقاضه·

 

خطط الكانتونات المبكرة

 

اللافت للنظر منذ أن وضع الصهاينة خطط التهام أراضي فلسطين الشرقية (الضفة الغربية) المحتلة بعد العام 1967 أن المشروع الذي أطلقوا عليه اسم "القدس الكبرى" تجاوز ضم القدس نفسها الى جعلها تضم ما يقارب %30 من مساحة فلسطين الشرقية، فلم يعد الأمر يتعلق بتهويد القدس بالسيطرة على مساكنها وأراضيها وحشد نسبة سكان عالية من اليهود فيها، بل اتسع الى إدامة احتلال فلسطين الشرقية، وذلك بإقامة أحزمة من المستعمرات (وصلت الى 15 مستعمرة) حول مدينة القدس تعزلها نهائيا عن فلسطين الشرقية بقلاع المستعمرات والجدار الإسمنتي الذي ظهر في السنوات الأخيرة·

 والمخطط كما اتضح منذ إعلان الخطة في 30/9/1975 حسب ما نشرت صحيفة "دافار" يعني مد حدود مدينة القدس بحيث تضم 9 مدن و 60 قرية أي ما يقارب %30 من مجموع مساحة فلسطين الشرقية، واستهدف هذا المخطط أولاً تجزئة الضفة الغربية وتقطيع أوصالها جغرافياً وسكانيا، ومحو الوجود الفلسطيني حول القدس وثانيا إحداث خلخلة سكانية في وسط فلسطين الشرقية تمهيداً لتمزيقها الى منطقتين معزولتين ومحاصرتين بالاستعمار الصهيوني، هما منطقة الخليل جنوبا ومنطقة نابلس شمالاً·

وثالثاً، ضم مساحات واسعة من أراضي فلسطين الشرقية تتراوح ما بين 400 الى 500 كم مربع بالإضافة الى ما ألحق بالقدس·

واللافت للنظر أن هذه المعلومات المنشورة في العام 1975 هي ما يتحقق الآن على الأرض بالفعل، بتكثيف المستعمرات في فلسطين الشرقية ومد الجدار الإسمتني لالتهام المزيد من الأرض وتقطيع أوصال المناطق الفلسطينية، أو ما أصبح يدعي الآن على نطاق دولي، إقامة نظام الكانتونات الشبيهة بكانتونات النظام العنصري الجنوب إفريقي التي فرضها على سكان البلاد الأصليين· وهل ما فعلته اتفاقيات أسلو·· وخططت له "خريطة الطريق" وبقية الاتفاقيات التي تعتز بها قيادة منظمة التحرير وبقاياها الحالية سوى أن جسدت على الأرض ما كان على الورق في السبعينات من القرن الماضي؟!

إن مشهد منع المصلين من الوصول الى الأقصى والانفراد به واستخدام قوات عسكرية كثيفة شرسة ضد الفلسطينيين العزل من السلاح علامة على أن ساعة تدمير المسجد تقترب لخنق كل نبض يشعر الإنسان العربي والمسلم بأن فلسطين أرض عربية محتلة وأن المسجد الدال على فلسطينية القدس، وعلامة انتمائها، يمكن أن يتحول الى أنقاض منسية كما هو شأن غالبية أرض فلسطين·

طباعة  

فيما لا تزال القضية منظورة في محكمة الوزراء بعد اعتبارها جدية
علي الخليفة يطلب رفع الحظر التحفظي على أمواله

 
صفقة الطائرات عمولتها مليار دولار
10 مليارات دولار لشراء 60 طائرة

 
الدبلوماسية السعودية قوة مهمة في الفضاء الإقليمي
 
بانتظار التشريعات الرياضية الجديدة وتطبيقها بشكل صارم
محاسبة المسؤولين الحاليين بداية الإصلاح

 
"الفتوى والتشريع" أمام تحدي قضايا الفسخ!!
 
معتصمو وزارة الإعلام يتحفظون على إجراءاتها ما بعد الاعتصام
مطالبهم إصلاحية وليست شخصية والوزير وعد بمعالجتها

 
أحمد الفهد و"الإخوان"
 
مهرجان خطابي أقامته "المحامين" للشهداء البدون
في الكويت ..الشهداء أنواع!

 
مسمار بلوح
 
تسريبات
كل يدني النار...

 
الرئيس الروسي يبدأ مقاومته للتحالف الغربي
لمن حاملات الطائرات في الخليج والصواريخ على حدودنا؟

 
خطة دبي للسنوات الثماني المقبلة
الدخل الوطني إلى 105 مليارات دولار والفرد إلى 44 ألفاً

 
اتجاهات
 
فئات خاصة