رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 14 فبراير 2007
العدد 1762

الرئيس الروسي يبدأ مقاومته للتحالف الغربي
لمن حاملات الطائرات في الخليج والصواريخ على حدودنا؟

كتب محرر الشؤون الدولية:

المستمع لخطاب الرئيس فلاديمير بوتين أمام حشد المؤتمر الأمني في ميونيخ يوم السبت الماضي، لابد أن يتبادر الى ذهنه أن روسيا بدأت تطلق الآن أليات حرب مقاومتها ضد ما تراه مساساً غربياً بمصالحها في المنطقة الواسعة المحددة حسب الاستراتيجية الأمريكية بأسم الشرق الأوسط الكبير "أسيا الوسطى وما جاورها والوطن العربي" والمحددة حسب الاستراتيجية الروسية وقبلها السوفياتية ومن قبلهما القيصرية بأسم خاصرة روسيا الرخوة·

بعض المراقبين يرى أن الرد الروسي جاء متأخراً نوعاً ما، ولكن المتابع لشؤون الصراع الدولي الذي استبقته واشنطن بما اطلقت عليه "الحروب الاستباقية" أي استباقا للمنافس القادم، والتحركات الروسية الهادئة على صعيد إعادة بناء روسيا وعلاقتها بدول آسيا الوسطى والصين "ضمن منظمة شنغهاي للتعاون" ووضعها اليد الحكومية على ثروات روسيا الاستراتيجية "النفط والغاز وصناعة الأسلحة" يدرك أن خطاب الرئيس الروسي جاء في وقته بعد أن اتضحت خيوط استراتيجية الحروب الاستباقية الأمريكية· لم يضيع الرئيس الروسي وقته في مناقشة مبررات هذه الحروب سواء في أفغانستان أو العراق بل عبر عن رؤية صريحة وواضحة بدأها بالقول إنه لن يلجأ الى لغة الدبلوماسي البالغة التأديب بل يفضل أن يكون صريحا وواضحا، ومن هنا جاء نقده ليس لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية القائمة فقط بل ووضع معها في كيس واحد دول حلف الناتو، ووجه خطابه الى التحالف الغربي تحديداً، أي أنه أقام خطاً بين مصالح دولة مثل روسيا ومصالح دول مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة، ووجه كلامه مباشرة الى ما أدلى به ممثلو هذه الدول في المؤتمر، وانتقد بعضهم· على أن أكثر ما أثار الحلفاء الغربيين في خطاب الرئيس بوتين وكان أكثر إزعاجاً، هو تشديده على تغيب القانون الدولي في سياق هذه الحروب الغربية والتلميح الى درجة أن لا أحد أصبح يشعر بالأمان في هذا العالم، الى أنها تستهدف كما يبدو بلده حين تساءل عن مغزى وجود قواعد صاروخية للناتو على حدود بلده؟ وقبل ذلك كان قد عبر عن قلقه من نشر حاملات الطائرات الأمريكية في الخليج التي لا يعقل وفق أي منطق عسكري أن تكون موجهة لمعالجة الوضع الأمريكي المأزوم في العراق·

موقف الرئيس بوتين كما هو واضح أحدث تمييزاً وسط الضجة الغربية التي تغمر العالم، وسلط الضوء من موقع رجل دولة خبير بكواليس السياسات ودوافعها الخفية من دون أن يلتفت الى الألفاظ الخادعة·

وكانت بوادر هذه المواقف قد ظهرت في عدة مناسبات سابقة يبدو أن التحالف الغربي أدخلها في باب السجال الكلامي، ومنها الموقف الذي تمسك بحماية المصالح في دول الاتحاد السوفياتي السابق، ونقد الاندفاعة الغربية الى ابتلاع هذه الدول، ومنها تمايز موقفه تجاه نتائج الانتخابات الفلسطينية والحصار الذي فرضه التحالف الغربي على الفلسطينيين وموقفه من البرنامج النووي الإيراني المختلف عن الموقف العدواني الغربي، وأخيراً موقفه المتميز من الوضع في العراق ولبنان وهذا الموقف الأخير فاجأ به الرئيس الأمريكي بوش في قمة الثمانية التي انعقدت في موسكو في تموز الماضي حين رد على مطالبة بتعميم "الديمقراطية" بالقول ساخراً "نعم·· ولكن ليس على الطريقة الأمريكية في العراق"·

ولعل المفاجأة الأكبر كانت في تصريحاته اللاحقة عن ضرورة وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق، وهو ما دفع وزير الدفاع الأمريكي ورجل المخابرات السابق الى القول أن كلام بوتين يشعر بالحنين الى أيام الحرب الباردة!

هناك استفزاز لروسيا إذن، وربما للصين أيضا يصدر عن كل تحرك غربي في منطقة هذا الشرق الكبير، سواء كان في مضمار السباق على الموارد والهيمنة عليها أو بالتوسع العسكري المباشر أو تشكيل تكتل من الدول الخاضعة وتحويله الى منصات إطلاق صواريخ متقدمة· وكانت الصين قد تحركت مبكراً في خطوات "خرجت بها على قواعد اللعبة كما يقول الأمريكيون حين بدأت تتجه نحو منابع الموارد في أفريقيا مثلا· ويبدو أن روسيا بدأت تخرج أيضا على "قواعد اللعبة" التي تعني البقاء بعيداً عن الصراع على الموارد الى ان تجد نفسها تستجدي برميل النفط من الولايات المتحدة أو حلفائها·

في هذا السياق أيضا تجيء جولة الرئيس الروسي العربية بزيارة السعودية وقطر والأردن تحديداً·

ومن يراجع السنوات القليلة الماضية يدرك أن لكل زيارة من هذه الزيارات خصوصيتها·

فالسعودية احتضنت منذ فترة مشروع استخراج نفط وغاز بمشاركة شركة روسية وهي لاعب رئيسي في مضمار موارد الطاقة على الصعيد الدولي بالإضافة الى أنها منفذ جيد لصادرات السلاح الروسي، ولها وزنها على صعيد القضايا الإقليمية التي تعني روسيا وحلفائها أيضا بالدرجة نفسها التي تعني بها التحالف الغربي، ومن المنطقي أن تكون محطة من محطات التوجه الروسي العلني الى الوطن العربي· أما زيارة قطر والأردن، فتنبع خصوصيتها من علاقة الأولى والثانية بالحرب في الشيشان، سواء كان عن طريق تكوين ملجأ لقادة شيشانيين تعتبرهم روسيا من المعادين لها، أو احتضانها لمنظمات وشبكات مخابرات تلعب دوراً في تمويل المقاتلين الشيشان بالمال والعناصر البشرية· إذن لكل زيارة من زيارات الرئيس الروسي مهمات محددة، إلا أن بالإمكان اعتبارها في إطارها العريض استكمالاً للتوجه العلني الذي لخصه في خطاب ميونيخ وكأنه أراد أن يرسل رسالة بعد هذا الخطاب تقول للتحالف الغربي أن الأمر لم يعد سجالاً كلامياً كما يظنون بل هو الجد·· ولا شيء إلا الجد·

طباعة  

فيما لا تزال القضية منظورة في محكمة الوزراء بعد اعتبارها جدية
علي الخليفة يطلب رفع الحظر التحفظي على أمواله

 
صفقة الطائرات عمولتها مليار دولار
10 مليارات دولار لشراء 60 طائرة

 
الدبلوماسية السعودية قوة مهمة في الفضاء الإقليمي
 
بانتظار التشريعات الرياضية الجديدة وتطبيقها بشكل صارم
محاسبة المسؤولين الحاليين بداية الإصلاح

 
"الفتوى والتشريع" أمام تحدي قضايا الفسخ!!
 
معتصمو وزارة الإعلام يتحفظون على إجراءاتها ما بعد الاعتصام
مطالبهم إصلاحية وليست شخصية والوزير وعد بمعالجتها

 
أحمد الفهد و"الإخوان"
 
مهرجان خطابي أقامته "المحامين" للشهداء البدون
في الكويت ..الشهداء أنواع!

 
مسمار بلوح
 
تسريبات
كل يدني النار...

 
الهجوم على الأقصى.. وعلى كل فلسطين
استعمار الأرض وتهويدها لهم.. ولنا "اتفاقيات أوسلو" و"خريطة الطريق" و...!

 
خطة دبي للسنوات الثماني المقبلة
الدخل الوطني إلى 105 مليارات دولار والفرد إلى 44 ألفاً

 
اتجاهات
 
فئات خاصة