كتب فراس حسين:
أقامت جمعية المحامين الكويتية مهرجان خطابي بعنوان الشهيد البدون تحت رعاية الشيخة أوراد جابر الأحمد، وشارك في هذه الفعالية عدد من جمعيات النفع العام وأعضاء مجلس الأمة والهيئات الداعمة لقضية تجنيس الشهداء البدون العالقة منذ صدور المرسوم الأميري رقم 38 لعام 1991، والتي حثت عليها الرغبة الأميرية الراحلة على تجنيس أسر الشهداء البدون تكريما لأرواحهم التي بذلوها في سبيل الدفاع عن الوطن·
في البداية تحدث أمين سر اللجنة الشعبية لقضايا البدون مبارك الشمري مبديا شكره للجميع على دعمهم للقضية وعلى رأسهم الشيختان أوراد وفوزية الصباح·
وبين الشمري أن الله لم يفرق بين الشهداء إلا أننا في الكويت وتحت رعاية مكتب الشهيد تم تقسيم الشهداء على أنهم كويتيون وغير كويتيين، والتفريق بينهم في المعاملة وحرمانهم من الامتيازات التي حظا بها زملاؤهم الشهداء حاملي الجنسية الكويتية كما لو كان خطؤهم أن يكونوا شهداء بدون·
وأوضح الشمري أن البدون أصحاب مأساة إنسانية ولا يخفى ما يحصل لهم من ظلم وبؤس، فالشهيد منهم قد ضحى بنفسه وبدمه لأجل هذا الوطن دون انتظار لأي تكريم، وكان يزامل مواطنه حامل الجنسية الكويتية حاملين السلاح معا في وجه العدو، ولم يميز الأخير بينهم في القصف وفي القتل والسلب فيما يقوم مكتب الشهيد بهذا التمييز والتقسيم بين شهداء الوطن على أن يعامل بشكل لا يقبله المنطق وكأن دم شهيد هذه الأسر قد ذهب هباء·
وتابع الشمري مؤكدا أنه لم تكن الكويت في يوم من الأيام ناكرة لأحد وتلبي حاجه البعيد قبل القريب، وكانت الرغبة الأميرية الراحلة خير دليل حين أصدر المرسوم الأميري رقم 38 لعام 1991 والذي ينص على منح الجنسية الكويتية لوالدي الشهيد وزوجته وأولاده·
وحمل الشمري أمانه تلبيه الرغبة الأميرية للحكومة وأعضاء المجلس الذين لا يثيرونها إلا في فترة الانتخابات و بعدها يطوون الصفحة·
وتحدث أمين سر الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان عبد المحسن تقي مظفر مبديا استياءه من عدم حضور أي من أعضاء الحكومة مما يدل على عدم اكتراثهم، فيما أثنى على للشيخة أوراد وعدد بجميل ألقابها مستدلا عليها بأفعالها·
وأوضح مظفر أن سريان القرارات في الجهاز الحكومي بطيء للغاية، إلا أن قرار تجنيس الشهداء البدون قرار إيجابي يجب أن يأخذ مساره بشكل سريع·
كما بين أن المرسوم واضح جدا ورغم ذلك لم يفعّل وهناك العديد ممن ينطبق عليهم القرار لم يبت في أمرهم شيء رغم أن الخدمة التي قدموها تعتبر أجل خدمه يمكن لإنسان أن يقدمها لوطنه·
وأوضح مظفر أن المرسوم قد حدث فيه تلكؤ ويجب على أعضاء مجلس الأمة أن يحركوه كما يجب على الصحافة أن تكشف هذا المرسوم وتساعد على تسييره·
واستدل في نهاية حديثة بوعد الشيخ نواف الأحمد حين صرح لأحد الصحف على أنه سيتم رفع القضية خلال شهرين أو ثلاثة، حيث صبر الجميع لسنين فلا بأس بشهرين أو ثلاثة إضافية·
وتم تقديم عرض مرئي يجسد بطولات الشهداء البدون على مر تاريخ الكويت، حيث عرضت عدد من الحروب التي شاركت بها الكويت في الصفوف العربية، كما تم الاستشهاد بحادثة محاوله اغتيال الأمير الراحل والتي استشهد بها عضوان في الحرس الأميري من فئة البدون دفاعا عن أمير الكويت·
وتحدث رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس الامه صالح الفضالة داعيا إلى عدم التفرقة في قضيتي البدون ككل والبدون الشهداء، حيث لا يحتاج الأمر في القضية الأخيرة إلى أي إثباتات لعدهم كويتيين ولن يقبل أحد بنكرانهم·
وقال عضو مجلس الأمة البارز مسلم البراك منتقدا في بداية حديثه مكتب الشهيد، حيث قام الأخير بتصنيف الشهداء مثلما صورت لهم أفكارهم·
ودعا البراك الحضور واللجان المعنية لحل جذري بوضع تشريع وإلزام الحكومة بالتجنيس، حيث أكد أن سبب عدم تفعيل المرسوم يعود لوجود أطراف تضغط على الحكومة لعدم التجنيس·
كما دعا أعضاء المجلس الذين يعتقدون بحق تجنيس الشهيد لتوقيع عهد يشرع ويفعل القضية على أن يتم تقديمه لرئيس مجلس الأمة لتحديد جلسة لمناقشته·
