رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 7 فبراير 2007
العدد 1761

يؤكد أن هناك مؤامرة على البيئة أحد أطرافها هي الحكومة
المشعان: الوضع البيئي في الكويت سيئ... سيئ... سيئ

                                    

 

·         الكبار وحدهم المعنيون من رقابة الهيئة العامة للبيئة

·       لماذا لم  يتحرك رئيس مجلس الأمة بعد اعتذار رئيس لجنة البيئة عن رئاستها؟

·         نفتقر للشفافية ولرؤية واضحة لإصلاح البيئة

·         أطالب بنقل الهيئة العامة من الجهاز الحكومي إلى الجهاز الرقابي

·         سؤال يجب طرحه على وزير الصحة: أين تذهب النفايات الطبية؟

 

حاوره محيى عامر:

وصف رئيس الجمعية الكويتية لحماية البيئة الدكتور مشعل المشعان في حواره أجرته معه "الطليعة" الوضع البيئي الحالي للكويت بالسيئ مدعما وصفه هذا بتدني جودة الهواء وارتفاع الإصابة بأمراض القلب والسلطان·

وأكد أن الملوث الأول للبيئة هي الحكومة مطالبا بضرورة نقل الهيئة العامة للبيئة من الجهاز الحكومي إلى الجهاز الرقابي·

وناشد المشعان النواب "النائمين" في مجلس الأمة ضرورة التحرك قائلا إن البيئة ليست ملكا لفرد أو مؤسسة وإنما هي ملك المجتمع في الحاضر والمستقبل، متعجبا في الوقت نفسه من موقف رئيس مجلس الأمة المتمثل بعدم تحركه بعد أن تنحى أحد الأعضاء عن رئاسة لجنة البيئة اعتراضاً على عدم حضور الأعضاء اجتماعات اللجنة وشكره على هذا الموقف·

وأشار إلى أن هناك مؤامرة واضحة على البيئة الكويتية وأحد أطرافها هي الحكومة نفسها مفسرا ذلك في رغبتها بالانتهاء أولا من المشاريع القائمة ثم النظر إلى قضايا البيئة، وتمنى المشعان من الأعضاء الذين يستجوبون وزير الصحة سؤاله أين تذهب النفايات الطبية وما هو مصيرها في الكويت·

وفيما يلى تفاصيل الحوار الذي غلبت عليه الصراحة والمصداقية:

 

الوضع البيئي

 

·   ما هو التقييم البيئي الحالي لدولة الكويت بشكل عام؟

- إن التقييم الحالي للبيئة إذا تناولناه على أساس منطقي وعقلاني فهو وضع سيئ وهذا التقييم يؤكد تدني جودة الهواء نتيجة وجود محطات لإنتاج الطاقة الكهربائية وتقطير المياه، وكذلك الوقود الذي يحتوي على كمية كبيرة من الكبريت، ناهيك عن عدم وجود أي وسيلة تحد من هذه الملوثات· لطالما نسمع عن تحديث المنشآت النفطية، وميزانيتها التي تتضمن مئات الملايين لقضايا البيئة والسلامة، إلا أننا لم نلمس شيئا على أرض الواقع، ومازالت الحوادث المتعلقة بالمنشآت النفطية تحدث وبكثرة ولعل آخرها ما حدث من قبل عدة أسابيع في مصفاة الشعيبة والتي تتسبب في تلوث الهواء بنسب كبيرة·

أما انتشار الروائح الكريهة في أرقى مناطق الكويت مثل السالمية وغيرها من المناطق التجارية فحدث ولا حرج، فضلا عن أن البيئة الكويتية الآن أصبحت صحراء جرداء لا يوجد فيها قطاع نباتي مقارنة بعشرين سنة ماضية! أي أن الوضع البيئي في تدهور مضطرد إلى جانب أن المياه الجوفية في الكويت حسب إحصاءات ودراسات علمية ملوثة بنسب كبيرة بالنفط من جراء الغزو العراقي الغاشم·

ولاحظ أنني لم أتطرق في حديثي إلى الآن إلى جميع الملوثات البيئية في الكويت ولكنني تناولت بعضا منها فقط، إذ أتناول على سبيل المثال النفايات التي تنتج في الكويت وكمياتها التي تصل إلى مليون طن تقريبا· وكذللك النفايات الطبية التي لا نعلم أين يتم التخلص منها، والنفايات الخضراء التي تنتج من جراء المنشآت الصناعية خاصة ما ينتج عن الشركات النفطية والتي لا نعلم أيضا أين يتم دفنها داخل الكويت· وبالطبع ينعكس كل ذلك سلبا على صحة الإنسان ولعل ما يؤكده هو الارتفاع الملحوظ في الإصابة بأمراض القلب والسرطان الأمر الذي نفته وزارة الصحة سابقا زاعمة عدم وجود ارتباط بين التلوث والإصابة بمثل هذه الأمراض إلا أنها تراجعت لاحقا عن قرارها معلنة وجود ارتباط بينهما·

فإذا لم يكن هناك مصداقية على مستوى بعض الوزراء السابقين فما بالك بالتدرجات الوظيفية الأقل من ذلك كيف تكون المصداقية؟

 

نقل الهيئة

 

·   حددت لنا أسباب التلوث... إذاً ما هو الحل برأيكم؟

- يتمثل الحل أولا في نقل الهيئة العامة للبيئة من الجهاز الحكومي إلى الجهاز الرقابي· لأن الملوث الحقيقي هو الحكومة··· إذاً كيف تراقب الحكومة نفسها؟ ومن لم يوافقني في أن الملوث البيئي في الكويت هو الحكومة فكأنه يعيش على سطح القمر وليس في الكويت·

وثانيا في تطبيق المعايير العالمية للسلامة البيئية·

أما الحل الثالث فيتطلب تحركا فوريا من قبل بعض النواب (النائمين) في مجلس الأمة والذين تقاتلوا من أجل دخول لجنة البيئة لا لإحيائها وإنما لقتلها، ناهيك عن أن أحدهم صارع من أجل محوها من الأساس والآن قتلها من الداخل بعدم حضوره الاجتماعات الخاصة بها·

وبهذه المناسبة أود أن أوجه تحية لنائب مجلس الأمة الذي تنحى عن رئاسة اللجنة اعتراضا على عدم حضور الأعضاء للاجتماعات·

وأتعجب من موقف رئيس مجلس الأمة الذي لم يحرك ساكنا إزاء هذه الاستقالة ولم يعمل على إعادة تفعيلها بل لم يسأل حتى عن سبب عدم حضور الأعضاء اجتماعاتها والذين تنافسوا سابقا على الانضمام لعضويتها·

فهذا التجاهل من الجميع لا يعني سوى أن هناك لا مبالاة أو أنه أمر مقصود·

وأود أن أذكرهم أن البيئة ليست ملكية فرد أو مؤسسة إنما هي ملك المجتمع الحاضر والقادم· فإذا لم نحافظ على بيئتنا فمن حق الجيل القادم أن "يلعنا"· ولكن للأسف لا أحد يعي هذه الرسالة وهناك مؤامرة واضحة على البيئة الكويتية·

 

المؤامرة

 

·   من يحيك هذه المؤامرة؟

- أحد أطرافها الحكومة لأنها لا تريد أن يكون الجهاز البيئي قويا، فالهيئة العامة للبيئة منذ أن غادرها الدكتور "جاسم بشارة" مديرها العام لم يتم تعيين مدير عام لها حتى الآن· فما هو السبب؟ السبب باختصار أنها لا تريد بيئة قوية·

 

·   لماذا لا تريد الحكومة بيئة قوية؟

- قضية البيئة قضية سياسية اقتصادية إدارية والحكومة تريد الانتهاء أولا من المشاريع القائمة مثل تطوير جزيرة بوبيان بحجة إنشاء ميناء وغيرها من المشاريع متناسية أن البيئة تمثل الوطن بأكمله·

 

ماذا نريد؟

 

·   بماذا تطالب أعضاء مجلس الأمة؟

- نريد منهم وضع حد للتجاوزات البيئية، ونريد التأكد من نقاء الهواء الذي نستنشقه، ونريد الاطمئنان من أن أولادنا سيرثون بيئة سليمة إلى مئة سنة قادمة· ودعني أذكرهم بأنه لا يوجد في الكويت مختبر واحد معتمد على مستوى العالم للتحاليل البيئية والرسالة التي يجب أن يعيها الجميع أن الله سبحانه وتعالى خلق البيئة في أحسن صورة وأحسن توازن، وكلما غيرنا في  هذه الصورة وهذا التوازن نهبط بمؤشر صمتنا إلى الأدنى·

 

الهيئة

 

·   كيف تقيم إذاً دور "الهيئة" في المحافظة على البيئة؟

- دورها ضعيف في المحافظة والمراقبة، ولطالما نسمع عن مخالفات إلا أننا نادرا ما نسمع عن إغلاق مصانع· وإذا سمعنا فمن المؤكد أنه مصنع صغير يملكه مواطن "غلبان"· أما الكبار فيتم غض النظر عنهم من قبلها·

 

الملوث الأول

 

·   ما هو الملوث الأول للبيئة في الكويت؟ وهل تتخذ هذه الجهات حياله إجراءات محددة؟

- الملوث الأول للبيئة في الكويت هي الحكومة وبلدية الكويت والشركات النفطية ووزارة الكهرباء· فـ%90 من الملوثات في الكويت نابعة من هذه المصادر وبالرغم من اللائحة التي أصدرتها الحكومة في أكتوبر 2001 والتي كان من المقرر أن يتم تطبيقها مع بداية أكتوبر 2002 ولكنها لم تعمل على تنفيذها على الرغم من أنها هي التي أصدرتها· وأود هنا توجيه سؤال من خلال "الطليعة" إلى أعضاء مجلس الأمة: لماذا لم يتم استجواب بعض الوزراء بخصوص جوانب بيئية؟

وأنتهر فرصة الاستجواب القريب لوزير الصحة وأسأل الأعضاء الذين يقدمون الاستجواب! لماذا لا تسألون وزير الصحة عن مصير النفايات الطبية في الكويت سواء الناتجة عن المصادر الحكومية، أو الخاصة "العيادات الخاصة" أين تذهب؟ وهل يتم حرقها والتخلص منها بصور سليمة؟

 

الخبرات الدولية

 

·   لماذا يتم الاستعانة بالخبرات الدولية في بعض الأحداث البيئية التي تتم في الكويت ولا نسمع عن نتائج؟

- لأن التصريحات تأتي عكس الحقيقة، إضافة إلى أنه لا يوجد أدنى تنسيق بين الجهات المعنية بالبيئة فالكل يكره الآخر·

ولا يوجد مشروع متكامل أو رؤية مشتركة للدولة في مجال البيئة· كذلك لم نلمس من الحكومة أي تقدم لمعالجة الأوضاع البيئية·

 

·   هل حققت الكويت معادلة الاستفادة من النفط ومشتقاته للمحافظة على البيئة؟

- لا، لم تحقق تلك المعادلة ولا نعلم أين تذهب نواتج حفر الآبار وكذلك كميات الرمل المخلوط بالنفط·

 

* * *

 

SMS إلى الحكومة

 

·  ما هي الرسالة التي توجهها الى الحكومة؟

- أقول لأعضائها أرجوكم "تكفون، يرحم والديكم" من أجل أبناء الكويت اجعلوا موضوع البيئة على لائحة أولوياتكم وخصصوا لها الميزانية الكافية، وتبنوا برنامجا قابلا للتطبيق، وصوغوا أهدافا يسهل قياسها، واعملوا على توعية المجتمع بأهمية البيئة، دعوا لنا رسالة واضحة للبيئة، وأطالبهم بالشفافية في مجال البيئة، ونشر تقارير الوضع البيئي في النفط المتكتم عليه·

 

 

طباعة  

أرفض مشروع إسقاط القروض
المحامية نجلاء النقي: الاستجوابات أصبحت عادة ويجب أن يكون الحوار بين النواب هادئا وبناء

 
البدون يتحدثون
 
رأي مهني
 
من المجلس
 
دربيل
 
حول تنامي اليمين المتطرف في أوروبا
آل شيخان: اليمين المتطرف الأوروبي والتكفيريون يعززون ظاهرة الإرهاب العالمي

 
اجتماع ثلاثي بدأ بالتحضير والتمهيد له
انقلاب "إخواني" على فضيلة المرشد العام!