بوصلة لجان المجلس!
يبدي المراقبون لعمل المجلس ملاحظات عديدة على نتائج أدائه السياسي والعملي، وتندرج معظم الأحكام حول ذلك على الأداء الشخصي أو أداء الكتل السياسية وهي لا تعدو في كونها أحكاما مشوبة بانطباعات لا تستند الى معلومة أكيدة وجازمة·
مجلس الأمة عبارة عن لجان يحلو للبعض تسميتها بـ "مطبخ المجلس"·· وما أكثرها في مجلسنا اليوم بعد كثرة عدد اللجان المؤقتة·
الشاهد أن معظم اللجان إن لم يكن كلها لا تملك أي برنامج عمل واضح أو خطة تستهدي بها منذ بداية دور الانعقاد وهي من السلبيات التي يعاني منها مجلس الأمة منذ تأسيسه·
وموضوع التخطيط هذا يرتبط عادة بتلافي آراء أعضاء اللجان والمستشارين الوطنيين المخصصين بحسب طبيعة عمل اللجنة إن كانت اقتصادية أو اجتماعية أو صحية وغير ذلك، ونرجو ألا يفهم من كلامنا أننا ضد سياسات تعيين المستشارين غير الكويتيين، فهؤلاء جهودهم واضحة كل حسب تخصصه سواء كان دستورياً أو قانونيا، لكن الحديث هنا ينصب على ضرورة تحديد الرؤىة والاستراتيجية التي يتطلبها عمل اللجان بحسب القضايا التنموية الحقيقية·
نأخذ مثالاً هنا·· فاللجنة المالية والاقتصادية في دور الانعقاد الحالي صرفت وقتاً طويلاً وعقدت اجتماعات مكثفة من أجل موضوع إسقاط القروض الذي ذاب بشكل سريع بعد تصعيد غير مبرر!·· وموضوع إسقاط القروض ما هو إلا موضوع أحيل للجنة من الخارج ويسري هذا الحكم على مقترحات عديدة بشأن زيادة الرواتب بمبلغ خمسين ديناراً·· وحتى موضوع أملاك الدولة وهو الموضوع الشائك لم يكن من خطط اللجنة المالية والاقتصادية الموجودة على جدول أعمالها، وإنما جاء لاهتمام إحدى الكتل السياسية به وتقديم العديد من النواب مقترحات لتعديله·· فإذن أين المبادرة·· وأين تلمس أهمية المواضيع المهمة بحسب اختصاص كل لجنة؟!
موضوع العلاج في الخارج كونه موضوعا صحياً وكذا هروب الكفاءات الكويتية لم تكن في يوم على أجندة اللجنة الصحية وتمت مناقشتها بعد الضجة النيابية والإعلامية المكثفة حولهما·
فهذه حال لجان المجلس·· لا رؤية ولا تخطيط·· والحاصل فقط ردود أفعال ومناقشة ما يأتي من الخارج لذلك ليس من الغريب أن يمتعض المواطن من أداء مجلسه·
بو معجب