رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 7 فبراير 2007
العدد 1761

أرفض مشروع إسقاط القروض
المحامية نجلاء النقي: الاستجوابات أصبحت عادة ويجب أن يكون الحوار بين النواب هادئا وبناء

                                                                

 

·        لدينا نقص في التشريعات  الخاصة بأوضاع المرأة

·         على الإعلام أن يتحمل مسؤوليته في تنمية الوعي السياسي للمرأة

·          من كانوا ضد حقوق المرأة السياسية دغدغوا مشاعرها في حملاتهم

·         لن  تستقيم أحوال المجتمع إلا بتفعيل دور المرأة

 

حاورتها صفاء العليوه:

أكدت المحامية في إدارة الفتوى والتشريع بمجلس الوزراء نجلاء النقي أن فشل المرأة في الوصول إلى قبة البرلمان في انتخابات مجلس الأمة الأخيرة كان أمرا طبيعيا نظرا لغياب الوعي السياسي في المجتمع ككل محملة الإعلام والمؤسسات الحكومية مسؤولية تثقيفية بضرورة تفعيل دور المرأة على جميع الأصعدة ليتسنى لها المشاركة البناءة في التنمية·

وفي لقائها مع "الطليعة" أجابت النقي عن بعض الأسئلة التي تراود كثيرا من النساء حول حقوقهن في قضايا النفقة، وبدل السكن مشيرة إلى وجود نقص في بعض التشريعات التي تضمن لها ذلك· وطالبت أعضاء مجلس الأمة بإعادة النظر في قانون الأحوال الشخصية·

كما ناشدت صاحب السمو أمير البلاد معالجة قضية فوائد القروض التي باتت تشكل عبئا ثقيلا على كاهل الأسرة الكويتية معربة في الوقت نفسه عن رفضها لمشروع إسقاط القروض نظرا لعدم عدالته من وجهة نظرها وهنا نص الحوار:

 

نقص في التشريعات

 

·    بوصفك امرأة عاملة في مجال القانون··· ما هي برأيك أبرز المشكلات القانونية التي تعاني منها المرأة الكويتية من ناحية التشريع ونقص القوانين؟

- أولا حكم النفقة الذي يأخذ وقتا كبيرا في تطبيقه وحين تكون المرأة غير عاملة ولديها مسؤوليات وأسرة وأبناء تعاني الأمرين من هذا التاخير·

ثانيا، هناك بعض أولياء أمور (سواء الأب أو العم أو الخال) يستغلون بناتهم في مشروعات تجارية واستثمارية فيزجوهن ويطلقوهن دون علمهن لعدة مرات، قد تصل إلى ثمان أو تسع مرات، وللقضاء على مثل هذه المشكلة أطالب بسن قانون يُمنع من خلاله عقد قران الفتاة دون سؤالها ثلاث مرات ويكرر اسم زوجها على مسامعها حتى يتم التأكد من موافقتها وأنها راضية تمام الرضا ومن دون ضغوط أو تهديد يُمارس عليها·

ثالثا، القانون يحرم المرأة من حقها في بدل السكن إذا كانت تمتلك منزلا فإذا كان هذا البيت من مالها الخاص وليس من مال الزوج، فلماذا تحرم من بدل السكن وهذا حق مشروع لها؟ وقد ذكر ديننا الحنيف ذلك في الأحاديث والقرآن·

رابعا، هناك تفرقة من قبل بنك التسليف حيث يسمح بإعطاء مبلغ سبعين ألف دينار للرجل كقرض للسكن لكنه يمنع ذلك على المرأة، علما بأن المرأة الكويتية شاركت الرجل في المحن وتحملت على عاتقها أعباء كثيرة لسنوات عديدة في الماضي والحاضر وحتى أثناء الغزو هناك شهيدات روين بدمائهن الشريفة تراب الكويت·

 

غياب الوعي السياسي

 

·    ما العوامل التي لعبت برأيك دورا سلبيا في عدم وصول المرأة للبرلمان؟

- أعتقد أن ما حدث شيء متوقع وطبيعي حيث إن التجربة كانت تجربة أولى وجديدة ليس على المرأة فقط بل على المجتمع الكويتي كله، الأمر الذي يعتبر عائقا أساسيا في هذا الموضوع وما أعتبره سببا رئيسيا هو عدم الوعي السياسي ليس على المستوى النسائي فقط بل على مستوى الرجال أيضا، واعتقادهم أن وجود المرأة في البرلمان غير صحيح وأنها لا تصلح لهذا المكان· مع العلم أن المصلحة العامة للبلد وللمجتمع هي بوجود المرأة في البرلمان، فالحياة تشكلت من جزأين هما الرجل والمرأة وتوجد قضايا لا يستطيع الرجل الدفاع عنها، ولقد كرم الرسول عليه الصلاة والسلام المرأة وأعطاها حقوقها السياسية في بيعة العقبة الأولى والثانية وكان عليه الصلاة والسلام يستشير زوجاته وابنته فاطمة رضي الله عنهن في جميع الأمور السياسية والثقافية والدينية وكل ما هو مفيد للحياة بشكل عام ومن المؤسف وجود نظرة دونية ومادية لدى البعض وقد صعقت من موقف بعض النساء اللواتي وجدن الأمر غير مجد وأعربن عن آرائهن بأنه لديهن كل شيء ولسن بحاجة للبرلمان·

وأضيف هنا عدم اهتمام الجهات والمؤسسات الحكومية بالدولة بتوصيل المرأة للبرلمان ومنها وزارة الإعلام والتي يجب عليها إعداد برامج خاصة مستمرة وغير موسمية لتوعية وتثقيف المجتمع وخاصة المرأة بحقوقها السياسية، فالمرأة الكويتية يجب أن تشارك أخاها الرجل في صناعة القرار السياسي وعجلة التنمية والإصلاح، وأعود وأستند إلى المادة رقم 29 التي تنص على عدم التفرقة بين الرجل والمرأة في هذا المجال·

وهناك عامل آخر مهم هو عدم ثقة المرأة في نفسها وهنا أقصد الصعيد السياسي البرلماني فيجب على المرأة التي تجد في نفسها القدرة على ذلك أن تكون واثقة من نفسها تمام الثقة وتخرج من جلباب الخوف والضعف ما دامت قادرة على صنع القرار في مجتمعها وبلدها·

 

تغيير في المواقف

 

·    هناك من يرى أن التيارات السياسية استغلت المرأة في الانتخابات للتصويت فقط؟

- لقد حضرت المقار الانتخابية للمرشحين والمرشحات وكنت ألقي بعض المحاضرات أحيانا وأتلقى بعض المداخلات ولقد استفدت كثيرا، وكانت المقار الانتخابية كلها تعج بالنساء، وأتحدى من يقول إن كان هناك مقر واحد من دون وجودهن، بل كانت الكثافة العالية منهن، وكان للمرأة الكويتية دور فعال في توصيل الرجل الكويتي للبرلمان ولقد ذكرت ذلك في ندوة جريدة الأنباء وقلت بأن النواب الذين عارضوا في السابق بشدة منح حقوق المرأة السياسية، هم أنفسهم من كانوا يدغدغون مشاعرها في حملاتهم الانتخابية ويذكرونها بالخير في مداخلاتهم وقالوا إنها نصف المجتمع وإن المجتمع لا يمكن أن يستقيم من دونها، وكان ذلك تغيرا جذريا في مواقفهم، ونحن نحترمهم ونحترم جميع وجهات النظر حتى لهؤلاء النواب الذين وقفوا ضد حقوق المرأة، وهنا أقول لمن يعارض حقوق المرأة السياسية بأنهم لم يتفضلوا هم بإعطائها إياها بل هو حق لها وكان مسلوبا منها لأربعة عقود أو أربعة وأربعين عاما واستردته الآن، وأكرر لهؤلاء النواب إنني أحترمكم لأنكم أدركتم على الأقل أنه لابد من إعطاء المرأة حقها السياسي·

 

ضرورة التطوير المستمر

 

·    هل ترين أن المرأة الكويتية لم تستغل الحرية التي تتمتع بها اليوم في تطوير نفسها كي تصبح أكثر وعيا بأمور المجتمع؟

- أنا أكن الاحترام لجميع المرشحات على مختلف آرائهن وأرى أن المرأة وإن فشلت في دخول البرلمان إلا أنها نجحت في كسر حاجز الرهبة والخوف خاصة أنها كانت تجربة جديدة إضافة إلى أننا لم نتوقع حل مجلس الأمة في ذلك الوقت، وأنا أهنىء المرشحات وأهنىء المرأة الكويتية لخوضها تلك الانتخابات على الرغم من الظروف المحيطة بها، ولكن يؤسفني أن أرى فعلا إهمالا من بعض المرشحات لأنشطتهن حيث كنت أتمنى ألا يقف ذلك النشاط بمجرد انتهاء الانتخابات، وكنت أتمنى أن أراهن في الساحة يمارسن مختلف أنواع الأنشطة والمشاركة في المنتديات والمهرجانات الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية التي كن يمارسنها أثناء الانتخابات، وأود أن أرى دورا ملموسا على مدار العام، وهنا أنا ألقي اللوم على المرأة بشكل خاص قبل أن ألقيه على الجهات الرسمية وأقول للمرأة الكويتية إنك ذكية ولماحة وواعية ومدركة تماما لما يحدث حولك، ولكن يجب أن تكون ثقتك بنفسك أكبر من ذلك وأقول لها أيضا إنها لا تقل كفاءة عن الرجل الكويتي بل تتفوق عليها أحيانا، ويجب على المرأة التي دخلت المعترك السياسي ألا تتأثر بكلام الآخرين القائل بأن دورها ينحصر في المنزل، ويؤسفني أيضا أن غالبية القوانين والأنظمة واللوائح تخدم الرجل أكثر من المرأة، ومهمة تغييرها تعود إليها بالدرجة الأولى، إذ عليها أن تطور من نفسها وتعمل على تثقيفها، وهنا أوجه الشكر لكل الرجال المتفهمين والمخلصين الذين وقفوا إلى جانب إعطاء المرأة حقوقها طوال السنوات الماضية ومازالوا يساندونها وعلى رأسهم رئيس جمعية حقوق الإنسان جاسم القطامي، وأود التأكيد مجددا على أن أحوال المجتمع لن تستقيم من دون وقوف المرأة ودورها الفعال إلى جانب أخيها الرجل، مما سينعكس على المجتمع إيجابيا من ناحية ثقافة الأجيال وحقوقها·

أما الناحية الثانية التي أطالب بها فهي تسخير المؤسسات الحكومية وجمعيات النفع العام والوسائل الإعلامية للاهتمام بهذا الأمر لتوعية المرأة بحقوقها وواجباتها وتنمية الوعي السياسي لديها·

 

قانون الأحوال الشخصية

 

·    كثيرا ما يتم الحديث عن قانون الأحوال الشخصية وظلمه للمرأة··· هل لك أن تحدثينا عن التفاصيل؟

- باعتباري محامية في مجلس الوزراء وأنظر في كل ما يتعلق بالمرأة من قضايا نفقة وطلاق وتزويج بغير رغبة أكرر ما ذكرته في سؤال سابق حول نقص التشريع بهذه الأمور، وأضيف على ذلك أنه من الناحية الوظيفية والوظائف القيادية والإشرافية يأخذ الرجل حقه أكثر من المرأة·

وبالنسبة لموضوع النفقة أطالب بالنفقة الفورية للمرأة بمجرد انفصالها عن زوجها وبأقصى سرعة وبضرورة تسهيل جميع الإجراءات الخاصة بالمرأة المطلقة·

 

·    وكيف يمكن أن يتم ذلك؟

- عن طريق مجلس الأمة الذي يعتبر مطبخ القوانين ويتم فيه تعديل القوانين من خلال النواب الذين تم توصيلهم للبرلمان عن طريق أصوات ناخبيهم، وأتمنى تفعيل قوانين توفير سكن صالح للمرأة المطلقة أو غير المتزوجة·

 

التعامل القانوني

 

·    ماذا أضافت مهنة المحاماة لحياتك العملية؟

- بطبيعتي ومنذ الصغر وأنا أمرأة اجتماعية ودائما ألتقي الناس عبر العديد من المجالات الاجتماعية، ومهنة المحاماة أضافت لي الكثير حيث جعلتني أكثر دراية بالقوانين وأكثر إمعانا في تفاصيلها بشكل عام· كما منحتني وعياً سياسيا واجتماعيا وثقافيا وجعلتني أعي حقوقي وحقوق الآخرين وزودتني بأسلوب خاص في التعامل مع الآخرين من منطلق علاقات قانونية فمثلا عندما ندخل بقالة ونشتري منها فهذا تعامل قانوني وفق قانون البيع والشراء·

ومعرفة النواحي القانونية ضروري جدا في الحياة لكل إنسان رجلا كان أم امرأة·

 

·    ما أبرز المتغيرات الاجتماعية والسياسية التي أدت إلى تراجع دور المرأة كما كان في الستينات والسبعينات؟

- لا أرى أن دور المرأة قد تراجع، بل العكس، فقبل اكتشاف النفط كانت المرأة تتلقى تعليمها من "الملالي" الذين كانوا يقومون بتدريس القرآن الكريم واللغة العربية وبعدها طالبت المرأة بالتعليم وبدأت تنخرط في مجال العمل ونتيجة لذلك تبوأت مراكز عديدة ومختلفة في جميع المجالات وعملت طبيبة ومحامية ومدرسة وغيرها ولذلك نقول إن دور المرأة لم يتراجع ولكن أتمنى المزيد من تفعيل دورها وعدم تهميشه·

 

أداء مجلس الأمة

 

·    إلى أين يسير مجلس الأمة بنظرك؟ وهل يلبي بأدائه هذا طموح المواطنين؟

- أوجه تقديري واحترامي للحكومة والمجلس ولكل الوزراء وكل النواب وأتمنى من الله أن يوفقهم جميعا لخدمة هذا الوطن الحبيب، وأتمنى أن يكون الحوار بينهم راقيا ومتحضرا وألا يكون هناك استجوابات سريعة، فقد لاحظنا كثرة في الاستجوابات وسرعة فيها أيضا فأصبحت عادة وأنا أتمنى أيضا إعطاء الفرص للنواب والوزراء كي يمارسوا أعمالهم، أنا أعلم أن مسؤولياتهم كحكومة أو وزراء أو نواب ليست سهلة بل عظيمة وجسيمة وأنا واثقة في كل الوزراء والنواب وكلهم إن شاء الله تهمهم الكويت بالدرجة الأولى ومصلحة المواطن بالدرجة الثانية ولكن أتمنى أن يتم الحوار فيما بينهم بشكل هادىء وبناء وبعيدا عن الصراعات الخاصة·

 

رسالة إنسانية

 

·    وماذا عن أداء الحكومة الحالية؟

- نحن نتمنى من الحكومة الحالية أن توجه اهتمامها الأكبر والأساسي لمصلحة المواطن الكويتي على الرغم من وجود بعض المعوقات مع تقديرنا واحترامنا لجميع أعضاء الحكومة والممثلة بصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله فعلى الرغم من اهتمام سموه بالمواطن لكننا نتمنى المزيد من صاحب القلب الكبير والعطوف، وبهذا الصدد أطالب برفع المعاناة عن بعض الأسر الكويتية وذلك بمعالجة قضية الفوائد التي أصبحت مئة في المئة على القروض، وهذا شيء رهيب وقاتل ويقضي على ميزانية الأسرة بالكامل، أنا لست مع إسقاط القروض لعدم وجود العدالة في ذلك الموضوع نظرا لتفاوتها بين شخص وآخر ولكني مع تخفيض الفوائد، وهذه المسؤولية تقع على عاتق الحكومة وأعتقد أنها ساهمت بوجودها، فهي قضية مجتمع لم تكن مشكلة آنية بل مر عليها سنوات عديدة حتى تضخمت وتفجرت الآن، أنا شخصيا أعرف أسرا تعاني من الديون ومن بينهم سيدات كويتيات فاضلات وعليهن أحكام ضبط وإحضار للسجن بسببها، وأعتقد أن البنك المركزي لعب دورا في حدوث هذه المشكلة بعد أن سهل منح القروض لتجد الناس نفسها مديونة، ومن واجبه الآن أن يصدر قرارات لباقي البنوك لتخفيض الفوائد·

هدفنا في النهاية هو الكويت أولا والمواطن ثانيا، وهنا أوجه مناشدة لصاحب السمو أمير البلاد من خلال هذا المنبر الصحافي لينظر في حل تلك المشكلة وهي رسالة إنسانية بالدرجة الأولى، فالكويت بلد غني وساعد الكثير من الدول المنكوبة وكان أمير القلوب رحمه الله أول من قام بذلك حيث ساعد ما يقارب سبعين دولة، ومن باب أولى مساعدة أبناء الكويت فالأقربون أولى بالمعروف·

طباعة  

يؤكد أن هناك مؤامرة على البيئة أحد أطرافها هي الحكومة
المشعان: الوضع البيئي في الكويت سيئ... سيئ... سيئ

 
البدون يتحدثون
 
رأي مهني
 
من المجلس
 
دربيل
 
حول تنامي اليمين المتطرف في أوروبا
آل شيخان: اليمين المتطرف الأوروبي والتكفيريون يعززون ظاهرة الإرهاب العالمي

 
اجتماع ثلاثي بدأ بالتحضير والتمهيد له
انقلاب "إخواني" على فضيلة المرشد العام!