رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 31 يناير 2007
العدد 1760

علماء الدين وخلافاتهم!

بقلم: سلامة أحمد سلامة:

أسوأ ما يمكن أن يحدث في العالم العربي الآن هو ذلك الجدل الديني الذي بدأ يحتدم بين علماء الدين من السنة والشيعة ليصب الزيت على النار في أمة عربية منقسمة على نفسها·· بفعل الصراعات السياسية والاطماع الخارجية حينا وبفعل الجهل والتخلف الثقافي  وغياب الحريات حينا آخر، وبفعل تفكك مجتمعاتنا وبؤس حياتها واستغلال بعض طبقاتها البعض الآخر من ناحية ثالثة·

وحين يتحول مؤتمر لحوار المذاهب الإسلامية يتداعى فيه العلماء الى التقريب بينها فينقلب الى تبادل للاتهامات وتوسيع الهوة بين المسلمين وتأكيد التعصب المذهبي·· فما الذي يمكن أن يفعله بسطاء الناس من الجانبين الذين ينقادون انقياداً أعمى بغير تدبر أو تفكير فيصدقون ما يقوله علماء كبار يتمثلون  لاستقطاب التسنن والتشيع ويرددون ادعاءات سياسية أن الكتب الشيعية توزع في مصر والسودان وتدعهم لترك المذهب السني، واتباع المذهب الشيعي  والتركيز على ما تتضمنه بعض كتب للشيعة من قدح في الصحابة وإساءة لهم، فما الذي يعني أي مسلم من هذا الهراء؟

إن ما يحدث حاليا من انصراف علماء مسلمين الى المعارك المذهبية التي تخدم أغراضاً سياسية خارجية لاتهم أحداً غيرهم ولا تؤثر على حياة الناس من قريب أو بعيد، ولا هدف منها غير تحويل الأنظار عن الأعداء الحقيقيين وخلق أعداء لها من داخلها·· هو تأكيد على أن الخطاب الديني قد عجز عن إدراك الحاجات الحقيقية للناس، وعن التفاعل مع مشكلات العصر وحيثما تلفت المرء حوله في أرجاء الأمة العربية بمسلميها ومسحييها، هاله ذلك التناحر الطائفي والاقتتال الديني الذي أصبح مصدراً لبؤس الناس وتعاستهم وإثارة الأحقاد والبغضاء بينهم في لبنان ومصر والسودان، وأصبح من السهل تلبيس المشكلات السياسية والاجتماعية في الخلافات الدينية، هذه الخلافات التي أصبحت عابرة للحدود والفئات والثقافات·

إن أغرب ما تمر به الأمة العربية والإسلامية هو أنه بالرغم من التطور الذي شهدته البشرية إلا أن غياب الوعي أو جموده عند المسلمين هو الذي أدى الى تلك الحالة المزرية من الضعف والهوان والتمسك بالقشور والمظاهر، والاعتماد على نوع من الكهنوت الديني الذي بات يشكل وصاية على العقول ويحيط بأفكارهم ويخلق قداسة لأشخاص وأفكار بعيدة عن الدين، هي التي أدت ولأسباب لا تخلو من الارتزاق- الى التنافس والفرقة الى شيع ومذاهب لا تقبل النقاش، وكل خروج عنها هو خروج عن الملة·

لا حاجة بنا الى القول إن مؤتمر الدوحة الذي أريد من ورائه تقريب المذاهب، ووقف المذابح الطائفية لن يحقق الغرض منه بل قد يؤدي الى العكس، في ضوء ما صدر عنه من مجادلات واتهامات علنية وكان الأولى أن يتم هذا اللقاء فيما بينهم بعيدا عن أضواء الشحن والتحريض والتنافس المذهبي، الذي يثير الفتن ويستدعي سخط العامة، فتتحول الشعائر الدينية عندهم الى شطحات انتقامية ومواكب تسيل فيها الدماء بغير حساب، وتصدر فيها فتاوى القتل على الهوية ينفذها الدهماء دون تفكير!

 salama@ahram.org.eg

المصدر: جريدة الأهرام 2007/1/28

طباعة  

عام مر على حكم الشيخ صباح
أطروحات العهد الجديد في مواجهة التحديات

 
حملة موسى على البدر
هدفها وقف إزالة التجاوزات

 
كراسي "الكويتية"
..منذ عامين ولا تزال

 
مع استمرار النفخ في وزارة الدولة لشؤون مجلس الأمة
الصالح يعترف بفسادها ولا يفعل شيئاً

 
خطوة على طريق الدولة الدينية
"الإعلام" تلتحي وتسلم "إثمار" الى "الأوقاف"

 
وضع الأزمة اللبنانية والفلسطينية على محور الوساطة
الوساطة السعودية محورية فهل تنجح؟!

 
ألستر كروك يروي والأوساط الخليجية تتداول
قصة قناة "رايس" الخلفية مع المقاومة العراقية

 
بمشاركة فعالة من جميع القوى والتيارات والتوجهات المختلفة
شباب "الشارع الغاضب" يقود ثورة التصحيح الرياضية

 
الجـــيران