رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 31 يناير 2007
العدد 1760

ألستر كروك يروي والأوساط الخليجية تتداول
قصة قناة "رايس" الخلفية مع المقاومة العراقية

روى مدير منتدى الصراعات المستشار الأمني السابق لرئاسة المجموعة الأوروبية ألستر كروك في موقعه الإلكتروني قصة الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2006 التي شهدت جولات لوزيرة الخارجية الأمريكية كونداليسا رايس بين بعض العواصم العربية وخلفية هذه الجولات الحقيقية·

جاء في هذه الرواية أنه طيلة الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، ترافقت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليسا رايس وكبار مساعديها لبناء "بنية أمنية" جديدة للشرق الأوسط، بنية تضمن بقاء الضغط على إيران، وتوفر في الوقت نفسه غطاء لجهود الولايات المتحدة لإنقاذ شيء من الاحترام لها من موقفها المنهار في العراق·

الخبر ليس جبهة مجلس التعاوني الخليجي+اثنين، بل الخبر هو أن هذه الجبهة استخدمتها وزارة الخارجية كقناة خلفية ممكنة لفتح محادثات مع ممثلي المقاومة العراقية، وهي محادثات ولدت ميتة رغم أن "رايس" بذلت أفضل ما لديها·

وقالت الرواية إن أكثر اللقاءات أهمية مع وزراء مجلس التعاون+ اثنين انعقدت في المنطقة، في الرياض وعمان والقاهرة، وأكثر هذه اللقاءات الثلاثة أهمية والذي حمل انفتاحا محتملا على المقاومة العراقية انعقد في القاهرة في مطلع أكتوبر·

ولم يتحدث مراسل المنتدى إلا في الأسبوع الأخير من ديسمبر مع المسؤولين العراقيين، وحصل من أحدهم على تفاصيل جهود "رايس" لاستخدام لقاءاتها مع وزراء مجلس التعاون+اثنين لاستكشاف بوابة الى قادة المقاومة العراقية وقد حصل المراسل على التفاصيل التالية عن ذلك اللقاء الذي تم في القاهرة ونتائج تلك البوابة:

في الثالث من أكتوبر 2006 التقت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليسا رايس في القاهرة مع وزراء من مجلس التعاون الخليجي ومن الأردن ومصر، وبعد هذا اللقاء وفي مساء اليوم نفسه تلقى الوزراء من الأردن ومصر والسعودية وقطر مكالمات هاتفية غير متوقعة من أحد مساعدي رايس يطلب منهم حضور لقاء خاص مع "رايس" في مكان معد لهذا الغرض في القاهرة·

أحد الوزراء الذين حضروا ذلك اللقاء برايس في القاهرة التقى في ما بعد بعضو رفيع المستوى من هيئة علماء المسلمين في الرياض ونقل الى ممثل الهيئة ما دار في اللقاء من موضوعات أكثرها أهمية· كان عرضا من حكومة بوش بفتح محادثات مع حركة المقاومة العراقية ويتطابق هذا النقل مع رغبة رايس التي عبرت عنها بأن تنقل رؤية الولايات المتحدة الى هيئة علماء المسلمين·

في لقائها في القاهرة قالت "رايس" للوزراء الأربعة إنها تود الحديث معهم عن تدهور الوضع الأمني في العراق، وقالت "رايس" إن حكومة الولايات المتحدة فهمت أن الأمريكيين ارتكبوا أخطاء في العراق، وإن الرئيس شعر بقلق بالغ تجاه هذه الأخطاء وإنه يريد أن يصححها، وقالت للوزراء الأربعة أنتم أصدقاؤنا وأريدكم أن تساعدونا·· انسوا الماضي من فضلكم وتعقيداته أنا أعترف أننا ارتكبنا أخطاء وأهملنا تحذيراتكم، ولم نأخذ بنصائحكم ولكن دعونا نتعاون في حل كل المشاكل في العراق، وقد دعوتكم الى هذا اللقاء في القاهرة لنناقش هذا الأمر  وبعد أن اتصلت بالبيت الأبيض لضمان معرفتهم أننا سنناقش هذه القضية في هذا المكان الأكثر خصوصية·

وبعد مقدمة "رايس" القصيرة هذه، الاعتذار وطلب المساعدة، سأل مسؤول دبلوماسي سعودي الوزيرة عن الطريقة التي يمكن أن تساعد فيها الحكومات العربية الولايات المتحدة، فردت بلا تردد بأن الحكومة الأمريكية: "نريد محادثات مكثفة وتفصيلية مع قادة المقاومة العراقية السنية حول طرق لإنهاء التمرد وتحقيق الإستقرار في العراق"· وقالت إنها تريد من الذين حضروا الاجتماع أن يعودوا الى بلدانهم ويستخدموا نفوذهم، لإقناع المقاومة السنية بالدخول في محادثات مع الأمريكيين ومضت "رايس" الى القول إن حكومة بوش مستعدة للحديث مع الشيخ "حارث الضاري" سكرتير هيئة علماء المسلمين بالإضافة الى أي عضو رفيع المستوى من حزب البعث أو أي قائد عسكري رفيع المستوى من قادة الجيش العراقي السابقين لإيجاد طرق تحقق استقرار الوضع وتضع حداً للمقاومة·

وقالت "رايس" إن الولايات المتحدة ستتحدث مع أي مسؤول عالي المستوى في المقاومة ولكنها لن تتحدث مع أي أحد من مسؤولي "القاعدة"·

وعلى إثر هذا اللقاء زار الشيخ "حارث الضاري" السعودية والأردن والإمارات وعقد لقاءات مع كبار المسؤولين في هذه البلدان موضوعها عرض "رايس"، ومع ذلك وبعد هذه المباحثات رفض "الضاري" رفضا قاطعا فكرة عقد أية لقاءات مباشرة مع مسؤولي الولايات المتحدة الأمريكية، إن لم تستجب الولايات المتحدة إيجابيا لستة "مطالب حاسمة" للمعارضة والمقاومة السنية للاحتلال الأمريكي لشعب ما بين النهرين، ووضعت المطالب الستة كتابة من قبل "الضاري" كما يبدو وسُلمت الى مستشار الأمن القومي الأمريكي "ستيفن هادلي" خلال زيارته للعاصمة السعودية في شهر ديسمبر·

وبعد أن قرأ "هادلي" هذه المطالب قام بزيارة مفاجئة لأربيل في شمالي العراق حيث التقى هناك برئيس منطقة كردستان في العراق، مسعود البرزاني ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ملتمساً نصحيتهما في كيفية الرد على المطالب·

وكانت المطالب الستة هي:

1- يجب أن توافق الولايات المتحدة على توسيع مسعى المصالحة الوطنية الراهنة لتشمل كل الأطراف السياسية، بما في ذلك الأحزاب الكبرى لحركة المقاومة العراقية·

2- على الحكومة العراقية من دون أي شروط مسبقة أن تضمن وتلتزم بالعفو والآمان الكامل لأولئك الذين كانوا جزءا من المقاومة·

3- يجب أن توافق الحكومتان الأمريكية والعراقية على إلغاء كل ما يتضمنه قانون اجتثاث البعث القائم، وإعادة الموظفين البعثيين الى مناصبهم في الحكومة والجيش·

4- يجب أن توافق الحكومتان الأمريكية والعراقية وأن تسري الموافقة مباشرة، على تفكيك كل الميلشيات وفرق الموت ومحاكمة قادتها·

5- يجب أن توافق الحكومتان الأمريكية والعراقية على إلغاء كل البرامج التي تستهدف تقسيم البلد فيدرالياً الى ثلاث مناطق·

6- يجب أن توافق الحكومتان الأمريكية والعراقية على خطة لتوزيع عائدات النفط توزيعا عادلاً ومناسباً على كل المناطق العراقية·

وعلم منتدى الصراعات لاحقاً بأن هيئة علماء المسلمين عقدت بضع محادثات مع ممثلي المقاومة العراقية الذين شددوا على نيتهم المشاركة الكاملة في العملية الساسية إذا تحققت هذه المطالب ولكن ممثل هيئة العلماء لاحظ أنه مع، قيادة الهيئة، يشكون إذا توافق الحكومة الأمريكية والعراقية على هذه المطالب، والأكثر من ذلك أن التحالف العراقي الشيعي سيضع فيتو على أي عرض من هذا النوع·

ويبدو أنه من غير المحتمل في ضوء جوهر هذه المطالب الستة أن ينجح بحث الحكومة الأمريكية عن حل سياسي لأزمتها في العراق ومن المؤكد أن كبار القادة العسكريين الأمريكيين في بغداد لا يؤمنون أن حلا مثل هذا يمكن تحقيقه·

بالإضافة الى أن معظم إن لم يكن كل المراتب العسكرية العليا الأمريكية في العراق لا توافق على خطة البيت الأبيض وهيئة الأركان على حد سواء والقاضية بإرسال دفعة من القوات لتحقيق الاستقرار في البلد·

ومضى تقرير منتدى الصراعات الى القول بأن هذه ليست هي المرة التي حاولت فيها الولايات المتحدة التعامل مع المقاومة العراقية أو تطلب أو تعقد حتى لقاءات مع قادة المقاومة، فقد عقد لقاء من هذا النوع في عمان في العام 2004 إلا أن المسؤولين في البنتاغون أصروا في ما بعد على أن الأفراد الذين التقوا بهم لم يمثلوا تمثيلا حقيقيا أكثر الجماعات العاملة ضد الأمريكيين قوة، وانطبق الأمر نفسه على بضعة لقاءات عقدت في العراق في العام 2005 فقد صمم الأمريكيون لاحقا على أن الوفد الذي تحدثوا معه آنذاك كان يمتلك في الواقع نفوذاً ضئيلاً لا يتيح له إنهاء أنشطة المقاومة ومنذ ذلك الوقت، وبإلحاح من "رايس" حددت الولايات المتحدة أنها ستستخدم وسطاء لإيصال رغبتها الى قادة المقاومة العراقية، يتمتعون بموقع أفضل يتيح لهم التعرف على قيادة المقاومة، ومع ذلك فإن الإدارة الأمريكية في التعامل مع المقاومة مباشرة، أو بشكل غير مباشر كانت نتائجها تقدماً طفيفا في تجسير الهوة السياسية التي لا تزال تفصل بين الولايات المتحدة وخصومها في العراق·

طباعة  

عام مر على حكم الشيخ صباح
أطروحات العهد الجديد في مواجهة التحديات

 
حملة موسى على البدر
هدفها وقف إزالة التجاوزات

 
كراسي "الكويتية"
..منذ عامين ولا تزال

 
مع استمرار النفخ في وزارة الدولة لشؤون مجلس الأمة
الصالح يعترف بفسادها ولا يفعل شيئاً

 
خطوة على طريق الدولة الدينية
"الإعلام" تلتحي وتسلم "إثمار" الى "الأوقاف"

 
وضع الأزمة اللبنانية والفلسطينية على محور الوساطة
الوساطة السعودية محورية فهل تنجح؟!

 
بمشاركة فعالة من جميع القوى والتيارات والتوجهات المختلفة
شباب "الشارع الغاضب" يقود ثورة التصحيح الرياضية

 
علماء الدين وخلافاتهم!
 
الجـــيران