كتب محرر الشؤون العربية:
قفزت الاتصالات الإيرانية - السعودية المفاجئة بشأن الأوضاع المتدهورة في لبنان الى الواجهة واتجهت الأنظار الى ما يمكن أن يخرج من هذا التوافق من نتائج، قبل ذلك كان هناك شبه تداول لعدة وساطات لعبت فيها الجامعة العربية دوراً ولكن إلقاء دولتين من وزن السعودية وإيران بثقلهما شبه المباشر يختلف هذه المرة عن كل الوساطات السابقة كما يبدو، فقد أصبح خطر اندلاع الحرب الأهلية في لبنان على الأبواب، في ظل إصرار طرفي النزاع، حكومة السنيورة والمعارضة اللبنانية على مواقفهما·
ويمكن قول الأمر نفسه عن الوضع الفلسطيني حيث ظلت تصطدم محاولات تشكيل حكومة وحدة وطنية متفق عليها بين الطرفين الرئيسيين "حماس" و"فتح" بعقبات الرفض الغربي لبقاء حكومة "حماس" أو بقاء نفوذها في أية حكومة فلسطينية قادمة، بينما تصر فتح على ضرورة انصياع حماس للاتفاقيات الموقعة من قبل السلطة الفلسطينية واحترامها أو التخلي عن السلطة مهددة بدعوة الرئيس الفلسطيني الى انتخابات جديدة فيما تعتبر حماس هذه الخطوة انقلاباً على الشرعية الانتخابية وممارسة صلاحيات لم ينص عليها الدستور الفلسطيني·
اقتراب الأوضاع من حافة الانفجار في لبنان وفلسطين على حد سواء، يعني أن المحيط الإقليمي لن يظل بمنأى عن تداعيات هذا الانفجار بخاصة وأن "الأسلحة" الأيديولوجية المستخدمة في هذا الانفجار هي من نوع "الأسلحة" المنتشرة في المنطقة بعامة وهذا هو السبب الجوهري الذي دفع دولاً مثل السعودية وإيران الى التحرك وهي تشعر بأن لديها مساحة نسبية من الحرية أتاحها المأزق الأمريكي في العراق والمنطقة عموماً، ومرة أخرى ستثبت فعالية التدخل الإقليمي على يد لاعبين محليين أهمية دور هذه الدول الإقليمية في المحافظة على استقرار المنطقة وعدم دخولها في حرب لا ينجو منها أحد·