رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 24 يناير 2007
العدد 1759

حول تناقض مزعوم

د.عزمي بشارة:

يشغل الشأن السوري، أو شأن المسار التفاوضي المعطل مع سورية، الرأي العام الإسرائيلي بشكل غير مسبوق منذ أن توقفت تلك المفاوضات في اجتماع الرئيس حافظ الأسد بكلينتون في جنيف، نتيجة لتنكر باراك لعهوده ولعهود غيره ممن سبقوه في رئاسة الحكومة·

ولا شك أن لعودة الاهتمام علاقة بهزيمة إسرائيل وفشلها في تحقيق أهدافها في الحرب على لبنان، وقناعة فئات واسعة أن إسرائيل فوتت فرصة عام 1999، وأنها انكشفت في الحرب لتفكير سوري متعلق بالمقاومة كاستراتيجية دولة· ولا شك أن سورية التي لم تتفاجأ من أداء المقاومة قد درست الأداء الإسرائيلي في العدوان الأخير على لبنان· إضافة إلى ذلك فإن الخطاب السوري الرسمي المتجسد في تصريحات وخطابات رئيس الجمهورية بعد الحرب يؤكد على الرغبة في السلام وعلى خيار المقاومة في حالة رفض السلام العادل· واضح أنه يخير إسرائيل إذا· ومهما ادعت إسرائيل وجود تناقض في هذه التصريحات، فإنها ليست متناقضة بل متكاملة· وبالعكس، لقد كمن التناقض في دعوة دولة مثل إسرائيل إلى خيار السلام مع إعلان العجز العربي عن تحقيقه، أي دون التسلح ببدائل للتوصل إلى الهدف نفسه· هذا التخيير بين السلام وبدائل أخرى هو الدافع إلى الاهتمام الإسرائيلي الحالي غير المسبوق حول ضرورة التفاوض مع سورية·

ويعير بعض المعلقين العرب اهتماما زائدا للتناقض في التصريحات بين قيادة الاستخبارات العسكرية والموساد والخارجية الإسرائيلية وغيرها· ومرة أخرى لا تناقض، بل غياب للقرار السياسي لبدء مفاوضات مع سورية· فالحكومة الإسرائيلية الضعيفة الحالية غير قادرة على اتخاذ قرارات تاريخية من نوع تفكيك مستوطنات الجولان، وهي تتذرع علنا بأن الملف السوري بيد أمريكا، وهذا صحيح· ولو رغبت إسرائيل بتغييرٍ في هذا السياق تحديدا لسهل عليها إقناع أمريكا·

ولكنها تفضل الهمس بين وزرائها أن الملف بيد أمريكا منذ أن رفضت سورية شروط كولن باول للحوار، ومنذ أن عارضت بشدة الحرب الأمريكية البريطانية على العراق· وهذا مريح لإسرائيل تتذرع به حين ترغب، وتحمل أمريكا المسؤولية حين ترغب·

وأمريكا حاليا ترى تناقضا بين فتح مفاوضات ذات معنى مع سورية، وبين استمرار محاولاتها لعزل سورية وابتزاز نظامها للعب دور "بناء" في العراق ولبنان وفلسطين، بما في ذلك التسليم بنقل لبنان إلى الحظيرة الأمريكية، والتسليم بتحويله إلى منصة دولية للتآمر والتدخل في شؤون سورية·

ولا شك أن تقرير بيكر هاملتون قد أفاد سورية في هذا السياق على مستوى الرأي العام وحتى الكونغرس، ولكن ما زالت الإدارة الأمريكية الحالية تسابق الزمن لحسم صراعات مفتوحة في لبنان وفلسطين، وكلها تتطلب برأيها محاصرة سورية وابتزازها· والأدوات لذلك معروفة، ولكن ما يزعج أمريكا وإسرائيل أن الفعالية السياسية الهجومية ومحاولة كسر الحصار والنبرة العالية باتت استراتيجية الصمود السورية في وجه هذه الأدوات··· ومنذ اعتماد تلك الاستراتيجية وسورية تحقق تقدما في كسر الحصار·

أولمرت وبلير وبوش، سوية وكل على حدة، بحاجة إلى مسار تفاوضي في المنطقة بعد الورطة في العراق ولبنان، وليس إلى حل· ولذلك يتم "تفعيل" و"تنشيط" المسار الفلسطيني··· وهذا هو أيضا سبب التصعيد الداخلي الحالي ضد الحكومة الفلسطينية· أما المسار السوري فليس مادة للتنشيط والتفعيل، ولا يفتح دون حل، ولايوجد مدمنو مفاوضات مع إسرائيل في الجانب السوري يحتاجون إلى جرعة تفاوضية كل بضعة أشهر· ومن ناحية إسرائيل فإن فتح المسار التفاوضي مع سورية يتناقض مع مخططات أخرى ضد سورية·

وفي غياب القرار السياسي في إسرائيل لايبقى إلا سيرك اللجان البرلمانية يبحث الصحافيون فيها عن تصريح هنا وتصريح هناك لهيئات ترصد وتقدم تقارير ولا تصنع القرار· ويبدو أنه عندما يرصد الإسرائيليون سورية اليوم فإنهم يجدون فعلا الأمرين معا، شقي المعادلة المطروحة مؤخرا· وهذا ليس تناقضا بل توافقا بين القول والفعل· وصانع القرار الإسرائيلي لا يرى هنا عدم جدية، ونعتقد أن صناع القرار في إسرائيل محرجون لأنهم يعرفون أن الأمر جدي، إذ يرى الراصد أن هنالك تحركاً رسمياً سورياً إعلامياً غير مسبوق على أعلى مستوى ترافقه حركة دبلوماسية· ولا شك أن هنالك أيضا من يرصد تطورا سوريا في التسلح والإعداد بعد عزل عصابة ثلاثية عطلت بناء الجيش والحياة العامة وانشغلت بالفساد والإفساد في سورية ولبنان لمدة سنوات، وقاومت الإصلاح في كليهما·

يعرف الإسرائيليون إذا أن الكلام عن السلام العادل على أساس استرجاع الأرض التي احتلت عام "1967 كلام جد"، والكلام عن المقاومة جدي أيضا·

والكلام هو عن تفاوض يتم على أساس استكمال مفاوضات بدأت وتوقفت، وليس عودة إلى خانة الصفر، وهذا، أي استكمال المفاوضات، هو ما تعتبره سورية أمرا طبيعيا وليس شروطا· وقد تخلت عن كلمة شروط في خطابها الإعلامي، ولكنها لم تتخل عن الأساس لأية تسوية··· (فلنسمه أساس التفاوض بدل شرط التفاوض· وهذه تسمية أقوى من شرط، لأن الأساس أمر مفروغ منه) وهو استرجاع الأراضي التي احتلت عام1967  كاملة غير منقوصة·

 

* عن الموقع الإلكتروني:  http://www.altaliaalkawmya.net

طباعة  

"حدس".. تستعجل ولا تنسق مع القوى السياسية ثم توافق على التأجيل لشهر كامل!!!
ملابسات استجواب العبدالله مثيرة للتساؤل والاستغراب

 
صمت مطبق من نواب الأمة وكأن الأمر لا يعنيهم
"الطاقة" توقع رغم اعتراضات أعضاء اللجان!!

 
بعضهم قدم "شهادات تطعيم" من السعودية لا أصول لها في ملفات الهيئة
جواخير چبد.. أملاك دولة بعضها لتنفيع نواب ومسؤولين

 
في رسالة مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني الى المنتدى الاجتماعي العالمي:
واجب المجتمع الدولي أن يعاقب المحتل لا الذين يحتل أراضيهم

 
في ندوة بجمعية الخريجين حول مشروع قانون الاجتماعات العامة (التجمعات)
الديين: الأهم أن يتشكل رأي عام شعبي متمسك بالحقوق والحريات العامة

 
خلقنا أوضاعاً تؤدي الى حرب أعظم في الشرق الأوسط
 
الجـــيران
 
اتجاهات
 
فئات خاصة