رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 20 ديسمبر 2006
العدد 1755

لأنه يقف مع السلام لا التمييز العنصري
الديمقراطيون يتبرؤون من الرئيس الأسبق جيمي كارتر

·     دين وبيلوسي: نقف مع إسرائيل الآن.. والى الأبد!

 

كتب محرر الشؤون الدولية:

واجه الكتاب الجديد الذي أصدره الرئيس الأمريكي الأسبق "جيمي كارتر" تحت عنوان "فلسطين: سلام لا تمييز عنصري" أوسع حملة إعلامية وسياسية مضادة في أجهزة الإعلام المجندة في خدمة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، وأوساط الحزب الديمقراطي·

وقال معلق متابع إنه لم يشاهد أبدا كتابا من هذاالنوع انصب عليه اهتمام هذه الوسائط، فهو موجود على شاشات التلفزة، وأصبح على الرئيس الأسبق كارتر صاحب الكتاب أن يدافع عن نفسه في كل وقت يظهر فيه بدلا من الحديث عن محتويات كتابه، وعما شاهده في الأراضي الفلسطينية، رغم أن تكتيك الصهاينة القائم على استخدام بضاعة العداء للسامية كان هو السلاح المرفوع مرة أخرى ولا جديد فيه"·

أحد العاملين في مركز كارتر في جامعة إيموري، البروفيسور "كينث دبليو شتاين" سارع الى تقديم استقالته من المركز ، وأرسل رسالة إلكترونية بهذا الخصوص يقول فيها "إن تواصل ارتباطي بالمركز سيخلق انطباعا أنني أتفق مع سلسلة الأخطاء الفظيعة والنتائج السجالية التي ظهرت في كتاب الرئيس كارتر، ولهذا لا أستطيع السماح لنفسي بالإبقاء على هذا الانطباع"، ولم يترك البروفيسور شتاين الذي يدير معهدا خاصا بإسرائيل في جامعة إيموري الأمر عند هذا الحد، بل اتهم الكتاب بأنه "مملوء بأخطاء تتعلق بالوقائع، ويأتي بشهادات لم يقلها أحد، ويذكر أمورا سطحية، ويهمل أشياء أخرى، وهو لا يعدو كونه أجزاء مخترعة" بل يحتج حتى على مجرد طباعة عنوانه الذي يدعي أنه لا يستحق حتى الطبع··!

من جانبهم، عبر أبرز زعماء الحزب الديمقراطي عن تنكرهم لكل ما جاء في كتاب كارتر، وشددوا على ولائهم الحالي والأبدي لإسرائيل بلا تحفظ، من هؤلاء زعيم الأغلبية الديمقراطية في الكونغرس "هاوراد دين" الذي أصدرر بيانا مكتوبا جاء فيه أنه "لا يتفق مع تحليل الرئيس كارتر لإسرائيل ولا يناصره، وكذلك لا يتفق معه حول تشخيصه للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي·

والرئيس كارتر في هذه المسألة يعبر عن نفسه، والآراء الواردة في الكتاب تخصه وحده، وهي ليست آراء ومواقف الحزب الديمقراطي"· وأضاف "دين": "أنا وبقية الديمقراطيين سنواصل الوقوف الى جانب إسرائيل في حربهاعلى الإرهاب من أجل سلام دائم مع جيرانها"·

وأصدرت رئيسة الكونغرس الديمقراطية  "نانسي بيلوسي" بيانا أيضا، أعادت فيه الى الأذهان مواقفها السابقة الموالية للسياسات الإسرائيلية بلا نقاش، وجاء في البيان "مع احترامنا للرئيس السابق كارتر، فإنه لا يتحدث عن إسرائيل باسم الحزب الديمقراطي· الديمقراطيون لا يتزعزعون في دعمهم لإسرائيل منذ ميلادها، لأننا نرى أن فعل هذا في أحد جوانبه هو لمصلحة أمن الولايات المتحدة الوطني· نحن نقف مع إسرائيل الآن، وسنقف معها الى الأبد"!·

ماذا في هذا الكتاب الذي أثار كل هذا الحنق؟ يقول الرئيس كارتر في كتابه الذي جاء خلاصة لاستطلاعاته في الأراضي الفلسطينية "إن سياسة إسرائيل الراهنة في المناطق هي نظام فصل عنصري بين شعبين يعيشان على أرض واحدة ولكنهما مفصولان عن بعضهما البعض فصلا تاما، مع هيمنة إسرائيلية شاملة وقمع عنيف يحرمان الفلسطينيين من حقوقهم الإنسانية الأساسية" ويقول: "إن مواصلة إسرائيل لاستعمار الأرض الفلسطينية والسيطرة عليها هي العقبة الرئيسية أمام اتفاقية سلام شامل في الأرض المقدسة"·

ويكشف كارتر عن واقعة ماثلة لم يعد أحد يجهلها في الأوساط الأمريكية الناجية من رشاش السهام والأموال الصهيونية فيقول "من النادر أن توضع قرارات الحكومة الإسرائيلية موضع تساؤل أو إدانة في أمريكا بسبب القوى السياسية والاقتصادية والدينية المتنفذة في الولايات المتحدة الأمريكية"·

وكان قد سبق للرئيس كارتر أن نفى في تصريحات له أي مبرر شرعي أو أخلاقي لإسرائيل في قصفها المدمر للشعب اللبناني، وهو ما أشعل ضده حرب المافيا الصهيونية، لا اللوبي الصهيوني بالأحرى، حتى قبل صدور كتابه في 14 نوفمبر الماضي·

إذن ما قاله الرئيس كارتر لا يتجاوز ما تقوله منظمات المجتمع المدني الغربي بأغلبيتها الساحقة، ولا يتجاوز ما أعلنته بعض الكنائس والجامعات الأمريكية التي قامت بحملة لسحب الاستثمارات المالية من المؤسسات الإسرائيلية بسبب سياساتها الاستعمارية - العنصرية، وكان هذا هو الموقف في السابق وراء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام  1975 اعتبار الصهيونية حركة عنصرية معادية للإنسانية، قبل أن تنقض الولايات المتحدة وحلفاؤها على هذا القرار وتقوم بإلغائه في التسعينات من القرن الماضي، ويبارك بعض العرب، وفي مقدمتهم السيد ياسر عرفات هذا الإلغاء، بل تواصل حملتها ضد إدانة إسرائيل بالعنصرية هي وهؤلاء الحلفاء في مؤتمر "دوربان" في جنوب إفريقيا قبل خمس سنوات·

الخفي وراء هذه الحملة الواسعة ضد كتاب الرئيس كارتر، هو أنه يصدر عن رئيس أمريكي أولا، وثانيا لأنه يصدر عن رئيس ينتمي إلى الحزب الديمقراطي، ويجيء في سياق انهيار السياسة الأمريكية في الوطن العربي والشرق الأوسط كله بعامة التي وضعها الحزب الجمهوري تحت زعامة بوش ومعاونيه الذين تطلق عليهم تسمية "المحافظين الجدد" المرتبطين بصناعة الأسلحة والاحتكارات النفطية، والسبب الثالث هو أن كتاب كارتر، حتى من عنوانه يشير الى أنه يقع الآن في سياق حملة عالمية تباشرها أوساط المجتمع المدني التي بدأت تطالب بمقاطعة إسرائيل والضغط عليها مثلما كان الأمر حين قاطع المجتمع الدولي النظام العنصري في جنوب إفريقيا وضغط عليه حتى تم تفكيكه·

هذه الأسباب مجتمعة هي التي لم تترك للمافيا الصهيونية في الولايات المتحدة بخاصة مجالاً لتجاهل الكتاب وطمسه بالصمت، لأن قضيته التي يدافع عنها، وهي الحقوق الإنسانية الأساسية للفلسطينيين في مواجهة نظام استعمار - عنصري أصبحت الآن تجد صدى واسعاً على صعيد العالم، ولم يكن في تجاهلها حكمة ولو بأسلوب تشويه الكتاب، وموقف صاحبه والهجوم عليه، وإعادة تكرار أطروحات لاعقلانية (أطروحات دين وبيلوسي) عن الوقوف الى جانب إسرائيل الآن والى الأبد، أي حتى لو تسبب هذا الوقوف في زوال أي ظل للولايات المتحدة في الوطن العربي·

طباعة  

الجـــيران
 

 

 
KOC ضد سياسة التكويت
 
ضغوط داخل الوزارة لصالح الشركة الفرنسية لصاحبها اللبناني
عقد صيانة قاروه يوقع اليوم بتكلفة 80 مليون دينار

 
معترضا على منحه "الأولى للوقود" أرضاً بشكل مخالف للقانون
خالد الخالد: المحيلبي يسير عكس اتجاه الحكومة

 
بناء على تقرير متوازن "للتشريعية" و"المالية"
المجلس يرفض إسقاط القروض

 
الحكومة خطوة إصلاح الى الأمام وعشر الى الوراء
مشروع قانون التجمعات نكسة وتعد على الدستور

 
في تقرير دراسة ظاهرة تفشي الفساد
محور "الإصلاح السياسي" سقط عمداً واستبدل "بالإداري"

 
الشؤون ونظام الكفيل..
لا تزال "تدرس جدياً"!!