كتب محرر الشؤون البرلمانية:
تتناقل الأوساط السياسية حركة التمويه التي تستعد لها الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) باستجوابها وزير الإعلام محمد السنعوسي الذي تعتبره الأوساط صيداً سهلاً، وتضيف أن حدس تريد بذلك تحقيق ضوضاء إعلامية خلال الفترة القادمة يتخللها انسحاب "تكتيكي" سلس من المواجهة التي هيأت حدس لها الرأي العام بعد إطلاق نوابها تصريحات نارية ضد وزيري البلدية والتجارة·
الانسحاب من مواجهة الوزيرين أو أحدهما على الأقل تأتي في إطار توقع الأوساط السياسية العارفة بأسلوب حدس السياسي الذي يعتمد على إثارة ضوضاء ضخمة جداً تتلوها انسحابات سلسة لكن بعد تحقيق مكاسب على الأرض كانت نصب أعين الحدسيين عندما بدؤوا حملتهم· المخرج المعتاد للتمهيد للانسحاب يأتي بعد ترتيب لقاءات مع الوزراء المعنيين ليعلن النائب الحدسي أو أكثر أن الوزير "وعد بمراجعة جميع الملفات التي أثارتها الحركة معه كما التزم بمحاسبة المقصرين···" ثم يضاف الى ذلك عبارة ختامية تنص على "استمرارنا بمتابعة الوزير وجميع الملفات التي نوقشت معه وسنقدم على استجوابه إن لم يفعل شيئاً حيالها···" الجملة الأخيرة تقول الأوساط تأتي في العادة لتمويه عملية الانسحاب كما تترك الباب مفتوحا للضغط على الوزير في المستقبل إن هو تراجع عن اتفاقه معهم·
هذه المرة الحركة لم تخيب ظن تلك الأوساط فقررت استجواب وزير الإعلام الذي يعاني من فقدان دعم أغلبية الكتل السياسية في المجلس عدا كتلة الحكومة التي لا يمكنها إنقاذه لوحدها بعد أن خسرت الدعم التقليدي من النواب المحسوبين عليها·
كما تعتبر الأوساط استجواب وزير الإعلام بمثابة "فروسية" الألعاب الإلكترونية (بليستيشن) التي يتمكن "البطل" فيها من قتل الآلاف من دون أن يبرح مقعده·
وتشير الأوساط الى احتمال عقد حدس صفقة مع وزير التجارة كانت "الطليعة" قد أشارت إليها في العددين الماضيين حول تعيين شخصية محسوبة على الحركة في موقع مدير عام هيئة الصناعة الشاغر، كما لا تزال الترتيبات قائمة للتنسيق بينها وبين وزير البلدية ومديرها العام وبين بضعة نواب الحركة كي يطوى ملف "بعارين البلدية" من دون أن تنوخ·