رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 9 أغسطس 2006
العدد 1740

بعد الإخفاق العسكري الإسرائيلي، الحكومة اللبنانية تتصدر المبادرة
إعلان انتشار الجيش اللبناني في الجنوب عنصر جديد في المعادلة السياسية

                                                   

 

·     التحرك العربي الجديد مهم لتعزيز الموقف اللبناني رغم تأخره الكبير جداً

 

كتب محرر الشؤون العربية:

جاء اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت متأخراً جداً لكنه شكل ورقة جديدة في يد الحكومة اللبنانية التي أخذت زمام المبادرة بعيد انتهاء اجتماع الوزراء وأعلنت استعدادها لبسط سيطرتها على جميع الأراضي اللبنانية في الجنوب مع انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي·
الموقف العربي الجديد الذي كان من المفترض أن يتخذ قبل مؤتمر روما، وعلى الرغم من تأخره الذي استثمرته إسرائيل بدعم أمريكي كامل في محاولة تحقيق واقع جديد على الأرض، جاء بعد فشل الآلة العسكرية الصهيونية في تحقيق المكاسب التي خططت لها في بداية عملياتها التدميرية الشاملة، ما أعطى التحرك السياسي والدبلوماسي اللبناني زخماً جديداً يدعم الموقف الرسمي المعلن ويضع مجلس الأمن أمام مسسؤولياته المباشرة في الوصول الى اتفاق وقرار منصف للبنان بدلاً من القرار الفضفاض الذي توصلت إليه أمريكا وفرنسا والذي كان سيحقق لإسرائيل في السياسة ما لم تحققه في العمليات العسكرية·

الموقف اللبناني الجديد ينم في ثناياه عن اتفاق وطني لبناني بين جميع الأطراف الفاعلة وهو ما أعطاه هذه القيمة المضافة ودفع العدو الصهيوني الى "التفكير فيه ودراسته"· وعلى الرغم من هذا التغير والمعطيات الجديدة إلا أن إسرائيل لا تزال تعمل على تحقيق "انتصار" معنوي على أرض الواقع ليمنحها أوراقاً إضافية في التفاوض لتنقذ حكومة أولمرت نفسها من محاسبة شعبها على الفشل الذريع في تقدير إمكانات وقدرات المقاومة اللبنانية وفي تحديد هدف واضح للعملية العسكرية يمكن قياس النجاح والفشل على أساسه·

ومن أجل الحصول على أي مكسب يمكن اعتباره، ولو إعلامياً، "انتصار" لحكومة أولمرت، تقوم القوات الإسرائيلية بخرق كل القوانين والمعاهدات الدولية القاضية بعدم التعرض للمدنيين، وترتكب المجازر بشكل يومي من دون رادع من قبل المنظمة الدولية أو الدول الكبرى، وهو ما دفع بالمقاومة اللبنانية الى توسيع عملياتها باتجاه العمق الإسرائيلي وضرب المستوطنات القريبة من تل أبيب، علاوة على عمليتها الناجحة ضد القوات المسلحة الإسرائيلية في كريات شمونة التي قتلت فيها 12 عسكرياً يوم الأحد الماضي إضافة الى العمليات الأخرى التي تتعامل فيها مع القوات البرية في داخل الأراضي اللبنانية بهدف تحميلها خسائر بشرية أكبر·

 

الوقت ينفذ

 

خلال كل هذا انصبت التحركات في مجلس الأمن الدولي بقيادة الولايات المتحدة على منع استصدار أي قرار بوقف إطلاق نار فوري كما تطالب غالبية دول العالم، بما فيها دول الاتحاد الأوروبي والدول العربية وروسيا والصين، بل صدرت عدة تصريحات على لسان أكثر من مسؤول أمريكي "جورج بوش، كونداليسا رايس، وجون بولتون" تكشف عن أن الولايات المتحدة تؤخر استصدار أي قرار بوقف إطلاق النار انتظارا لتحقيق إسرائيل إنجازاً ما على الأرض، تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها وبخاصة بريطانيا وفرنسا بترجمته الى انتصار سياسي·

ولكن المدة التي ظلت تمنحها الولايات المتحدة لإسرائيل لإنهاء مهماتها ومسارعتها الى تدعيم ترسانتها الحربية بقنابل متطورة طالت وتصل اليوم الى ما يقارب الشهر، وأمام هذا العجز الإسرائيلي عن تحقيق أي إنجاز لا يمكن تحقيقه أساسا ما دامت المقاومة التي تواجهها لن تتوقف عن التصدي حتى لو استولى الجيش الإسرائيلي على الثمانية كيلو مترات التي أصبحت أقصى طموحه من أرض الجنوب، وبعد ما واضحا من أن إسرائيل غير قادرة على تحقيق إنجاز كاف على الأرض بدأت الولايات المتحدة وعلى لسان كونداليسا رايس تشير الى أن الوقت بدأ ينفد للعملية الإسرائيلية، ومن هنا جاء الانتقال الى مرحلة الهجوم السياسي الذي تأمل الولايات المتحدة أن يحقق ما عجز عن تحقيقه الهجوم العسكري الهمجي.

 

الرفض اللبناني القاطع

 

في أروقة مجلس الأمن توصل الطرفان الفرنسي- الأمريكي الى صيغة قرار لم ينص على وقف إطلاق نار فوري، بل وضع مرحلتين الأولى تبدأ "بوقف الأعمال الحربية" أي تسمح ببقاء القوات المحتلة في مواقعها التي احتلتها في الجنوب، وإقامة منطقة مجردة من السلاح حتى حدود نهر الليطاني، وتنص على استقدام قوات "بتفويض من الأمم المتحدة" أي قوات غير تابعة للأمم المتحدة بل وفق البند السابع بما يعنيه ذلك من تعريض لبنان لاحتلال يماثل احتلال أفغانستان والعراق، بالإضافة الى أن مشروع القرار تجاهل تجاهلاً تاماً النقاط السبع التي وضعتها الحكومة اللبنانية مجتمعة، وشطب أي ذكر لمزارع شبعا اللبنانية والأسرى اللبنانيين·

وكان رد الفعل الأول والقوي الذي صدر عن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري باسمه وباسم الحكومة اللبنانية، وكان لبنان قوياً وحازماً في رفض مشروع القرار الفرنسي- الأمريكي، وشرح خفايا هذا القرار ومعناه الحقيقي في استهدافه للبنان، ووضعه على طريق الحرب الأهلية وتفجيره داخليا، وعبر عن عجبه من مشروع قرار يمنح إسرائيل أكثر مما طلبت، وتساءل بري إذا كانوا يمنحون لإسرائيل المهزومة كل هذا، فماذا كانوا سيمنحونها لو انتصرت؟ على أثر هذا الرفض اللبناني ومع إعلان حزب الله أنه لن يوقف مقاومته إذا ظل جندي واحد على الأرض اللبنانية، تداعت العواصم العربية بدعوة من السعودية الى عقد مؤتمر وزراء الخارجية العرب في بيروت، وطالبت بقمة أيضا·

ومع أن هذا التحرك جاء متأخراً إلا أنه في كل الأحوال جاء أفضل من لا شيء، وجاء انعقاد المؤتمر يوم الاثنين الماضي بسرعة، وقد حسم خطاب رئيس الحكومة اللبنانية المؤتمر بتحديد ما هو مطلوب في كلمته المؤثرة بالتشديد على وحدة الموقف اللبناني ومطالبة الدول العربية بالوقوف مع لبنان بكل الوسائل السياسية والمالية، وأعلن أنه غير راض عن مشروع القرار الفرنسي- الأمريكي، وتمسك بالنقاط السبع التي أقرتها الحكومة اللبنانية مجتمعة، وانتهت جلسات المؤتمر المغلقة الى تبني ما طالب به السنيورة باتخاذ المؤتمر لثلاث خطوات هي الدعم الكامل للنقط السبع اللبنانية التي أهملها مشروع القرار الفرنسي - الأمريكي، وتشكيل وفد من أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى وعضو من قطر والإمارات العربية، للذهاب فوراً إلى مجلس الأمن في نيويورك لعرض وجهة النظر العربية، واقتراح عقد قمة عربية في جدة، وأخيراً، تنبيه مجلس الأمن إلى أن مشروع قرار من هذا النوع غير قابل للتنفيذ سيدفع الى تردي الأوضاع على الأرض ولن يحل شيئاً·

فهل نتوقع من التحرك العربي الأخير بما في ذلك عقد القمة تأثيراً كافياً على مجريات الأحداث لصالح الموقف اللبناني الوطني (الرسمي والمقاوم)، أم أن الزعماء العرب سيجودن أنفسهم على نفس الدرجة من العجز التي صابتهم عند احتلال صدام للكويت وعند بدء الهجمة الإسرائيلية على لبنان؟ إلا أن الدور العربي ومهما كانت أهميته الرمزية لدعم الموقف اللبناني يبقى متأثراً أكثر من كونه مؤثراً في مجريات الأمور التي بدأ الوقت ينفد أمام الخطة الأمريكية الإسرائيلية ومع ازدياد الضغط الشعبي في العواصم الأوربية وفي كثير من دول العالم ضد الهمجية الصهيونية·

طباعة  

لبنان في قلوب الكويتيين
 
على رئيس الوزراء تنفيذ رغبة صاحب السمو في معالجة أوضاعها
قيادات البلدية إما ضالعة.. أو فاشلة في التصدي لما يجري

 
مصادر مطلعة لم تنف احتمال استقالة بعض الوكلاء المساعدين
الأشغال والإسكان: لا تدوير في منصبي الوكيلين

 
التفاف على الحكم التاريخي للمحكمة الدستورية
الحكومة تقدم مشروعاً جديداً لتقييد التجمعات

 
على خلفية حفظ النيابة شكوى شراء الأصوات
أوساط: السبب تقصير الأجهزة الأمنية

 
حلف بين وكيلين مساعدين في "الطاقة" يستدعي سعي المقاولين "لإرضائهما"
أحدهما وقع أوامر شراء بالملايين

 
بدعة لتنفيع المقربين استنّها الفهد وشرار
الجراح ينفض انتدابات "مكتب الوزير"

 
روسيا تدافع عن حليفها الرئيس في الشرق الأوسط
موسكو تضع سورية تحت حمايتها

 
مغاربة يهود يقيمون
دعوى على المغربي عمير بيرتس لارتكابه جرائم حرب

 
مظاهرات في القطيف تأييدا للمقاومة اللبنانية والسلطات تعتقل سبعة من المنظمين
 
اتجاهات
 
فئات خاصة