كتب برجس النومان:
بعد أن استخدمت معاملات العلاج في الخارج كورقة انتخابية مؤثرة جداً في ضمان أصوات بعض المحتاجين الى الواسطة رغم كفاية مبررات طلبهم العلاج في الخارج وأصوات كثير ممن أرادوا الحصول على فرصة السياحة الصيفية على حساب الدولة بحجة المرض مقابل التصويت لمن "تفضل" وأتى لهم بـ"الموافقة"·
إلا أن الحبكة كانت في قوة الواسطة المستخدمة التي يمكن أن يحصل المستفيد منها على قرار نهائي بحيث تنهى المعاملة بالكامل ليسافر مباشرة بعد التصويت لمن قدم له الخدمة، أما من لم تكن واسطتهم قوية ومؤثرة لدى من بيدهم اتخاذ القرار، فقد كانت تعطى لهم أوراق مختومة وموقعة من قبل إدارة العلاج في الخارج في وزارة الصحة، بينما تخلو تلك الأوراق من تقرير اللجنة أو أن يكون تاريخ تقرير اللجنة سابقاً لتاريخ تقديم الطلب، وفي جميع الحالات ينص على موعد المراجعة بعد انتهاء الانتخابات ليكون هذا الموعد بمثابة الفخ الذي يقع فيه من حصل على موافقة تبدو صحيحة وكاملة لكنها في الحقيقة شكلية ولا قيمة لها ويكون هو قد أعطى صوته لمن قدم له تلك "الخدمة"·
الفوضى التي تعم إدارة العلاج في الخارج تعبر بشكل واضح عن العبث الذي تم في مقدرات البلاد لخدمة مشروع حلف الفساد من أجل السيطرة على مجلس الأمة ومن ثم استكمال السيطرة على البلد بأكمله·
إحدى المراجعات لإدارة العلاج في الخارج اتصلت بـ "الطليعة" شاكية سوء معاملة من ليس لديه واسطة نائب أو مسؤول حكومي، وقالت في معرض حديثها عن مشكلتها، إنها من مستحقي هذه الخدمة لأن ابنتها كانت قد أصيبت بالسرطان وأرسلت للعلاج في أمريكا وهي بحاجة الى استكمال الفحوصات بعد أن أجريت لها عملية استؤصلت خلالها أجزاء من الكبد والطحال وأعضاء أخرى وأنها تحتاج الذهاب الى المستشفى التي تمتلك كل البيانات الصحية عن ابنتها، إلا أن القرار جاء بإرسالها الى السعودية، وتضيف المراجعة أن نساء لا يعانين من مرض يستحق العلاج في الخارج ولسن بحاجة الى أموال الدولة لإرسالهن إلا أنهن حصلن على العدد الذي طلبن من المرافقين وأنهيت أوراقهن بسرعة فقط لأنهن متنفذات، بينما هي وصفت نفسها بالمستجدية وهي تطلب حقها· وشرحت الشاكية مدى المعاناة التي يتعرض لها من يجره حظه العاثر الى مراجعتها من دون واسطة·
وعلى الرغم من وجود حالات قد تستدعي إرسالها للخارج لعدم توفر العلاج محليا، إلا أن هذا الأمر يحتاج الى مراجعة شاملة من قبل رئيس مجلس الوزراء لتحديد مدى نجاح البرنامج من فشله ومدى إمكانية استخدام الأموال الطائلة التي تنفق عليه في تطوير الخدمات الصحية وبناء المستشفيات المتخصصة في الكويت ليستفيد منها أكبر عدد ممكن من المواطنين· والى أن يتم ذلك لابد من تقنين هذه الخدمة بشكل دقيق بحيث يستفيد منها مستحقوها ولا تتحول الى خدمات انتخابية على حساب الدولة والأموال العامة·
