كتب برجس النومان:
تسعى جمعيتا المهندسين والصحافيين المعروفتان في علاقات مجالس إدارتهما بالشيخ أحمد الفهد و"الثلاثي + واحد" الى إنشاء اتحاد لجمعيات النفع العام، وهو ما جاء في دعوة أرسلها رئيس جمعية المهندسين عادل الخرافي الى عدد منتقى من جمعيات النفع العام سواء تلك التي "يضمن" مجالس إداراتها أو بعض الجمعيات التي تخيل أنها ستقف مع مشروعه الغريب·
مصادر مطلعة بينت أن الهدف من وراء إنشاء الاتحاد يتمثل في محاولة المؤسسين تهميش جمعيات النفع العام الناشطة في الشأن العام وخلق اتحاد يختطف منها حقها في المساهمة والتأثير في مجريات الأحداث بحيث يملك الاتحاد المزمع وحده الحق في الحديث باسم كل الجمعيات، ويصادر بذلك صوت حتى الجمعيات غير المشاركة·
كما جاء في كتاب الدعوة أن الاقتراح كان مقدماً من قبل فيصل الجناعي أمين سر جمعية الصحافيين وأن الفكرة جاءت لوقف ما أسماه بالنقابات الجديدة الطارئة على الوسط المدني، وهو بهذا يشير الى مشكلة تواجهها جمعية الصحافيين بعد أن تأسست نقابات للصحفيين والمراسلين تمكنت وبسرعة من اختطاف الأضواء من الجمعية التي تحولت من جمعية تمثل الصحافيين الى عزبة خاصة تحسم انتخاباتها بالأغلبية التي لا علاقة لها بمهنة الصحافة والتي تتردد الجمعية في الكشف عن قائمة أسماء أعضائها كي لا يُفضح أمرها·
دون أهلية للخوض في هذه الأمور·
وعلى الرغم من الهم الخاص بجمعية الصحافيين وهدفهم من إنشاء هذا الاتحاد، يبقى الهدف الأكبر والذي تشترك فيه الجمعيتان وهو خلق جسم جديد له صفة أعلى من كل الجمعيات ويسيطر عليه بالضرورة "أصحاب الفكرة" ومن ورائهم "الثلاثي + واحد"، كي تضرب الجمعيات الحية والفاعلة ويقضى عليها من خلال ابتلاعها في جسم أكبر·
الغريب في أمر الاتحاد المقترح أنه يشكل بدعة جديدة لم يقم بها أحد من قبل ويحاول الخلط بين الجمعيات المهنية وغير المهنية على اختلاف تخصصاتها واهتماماتها، بينما السائد في العالم وفي المنطقة العربية حيث جرب في فلسطين ولبنان ومصر وهو تشكيل شبكات متعددة للجمعيات ذات الاهتمام المشترك، فتجد الجمعيات الخيرية تخلق شبكة فيما بينها كي تنسق حول المشاريع التي تقوم بها منعاً للتكرار وضياع الجهد، كما تشترك الجمعيات المهتمة بحقوق الإنسان والجمعيات الإنسانية في شبكة واحدة وتلك التي تعنى بالنساء في شبكة والأخرى التي تعنى بالتعليم وهكذا، ولم يسبق أن أنشىء اتحاد يجمع المهندسين بالمعلمين بالصحفيين بجمع الطوابع بالعلاقات العامة بالنساء وغيرها، اللهم إلا إذا كان "الذيب ما يهرول عبث"