بكل المقاييس وباتفاق جميع المحللين السياسيين وبإشادة الصحف المحلية والعالمية، كانت زيارة سمو أمير البلاد صباح الأحمد ناجحة الى أبعد الحدود ليس لأن صاحب السمو هو أمير دولة نفطية ولا لأننا دولة حليفة وصديقة للولايات المتحدة الأمريكية فحسب، بل في تقديري أيضا يعود الى شخص سمو الأمير وما يحظى به من تقدير واحترام كرجل سياسة من النوع الفريد ورجل محنك يعلم تماما دهاليز العمل السياسي منذ أمد بعيد، فلقد جاب عواصم العالم إبان عمله وزيرا للخارجية وهو يحظى بعلاقات متينة وحميمة مع رؤساء العالم جميعاً·
في تقديري أن هناك ملفات غاية في الأهمية تمت معالجتها ودراستها لدى الإدارة الأمريكية لعل أهمها الملف النووي الإيراني وموقف العالمين الأوروبي والأمريكي من محاولات إيران الدؤوبة نحو امتلاك القنبلة الذرية وتأثير ذلك بشكل أو بآخر على الدول الخليجية تحديدا·· هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تأثير إيران في المنطقة عموما ودعمها وتسليحها لحزب الله وعلاقتها بسورية وانعكاس ذلك على الأوضاع في لبنان·
كل تلك الأمور وأنا أذكرها هنا على عجالة لكنها قضايا حساسة ومهمة إذا ما نظرنا الى دقائق تفاصيلها، الأمر الآخر أو الملف الآخر هو موضوع العراق وما يشكله ذلك الملف من خطورة أيضا على الوضع العربي والإقليمي فلا يزال ذلك البلد يعاني من انعدام الأمن وكأنه على وشك الدخول في حرب طائفية ستأكل الأخضر واليابس، هذا فضلا عن انعدام البنية التحتية وكأن البلد على حافة أو هاوية المجاعة·
الملف الآخر هو الملف الفلسطيني وموقف إسرائيل من عملية السلام تحديدا وانتهاكها كل المواثيق والأعراف الدولية والقرارات الشرعية الصادرة من مجلس الأمن ومعاناة الشعب الفلسطيني من القتل والتعذيب والسجن وتقييد حرية التنقل الى درجة أن وصلت تلك الغطرسة الى حبس بعض الوزراء والنواب·
هذه كلها في تقديري ملفات ساخنة تحتاج الى أن تضع الولايات المتحدة جل اهتمامها لمعالجة تلك الأوضاع على اعتبار أنها قوة عظمى·
في تقديري أيضا أن هناك ملفات محلية لا أعلم هل تمت معالجتها والتطرق لها من عدمه!! هل تم التطرق الى موضوع حقول الشمال مثلا؟! وهل تم التطرق الى تنشيط الاقتصاد؟! وهل للشركات الأمريكية دور في تلك العملية من عدمه؟! لا نعلم·· الذي نعلمه تماماً أن إشادة رئيس أكبر وأقوى دولة في العالم بأميرنا وقائدنا هي إشادة بالشعب الكويتي عموماً· |