كتب علي حسين العوضي:
أكد د· منصور الشطي على أن ظهور مفهوم الدولة العالمية التي تنظم العالم كله في نظام عالمي واحد يخضع لسلطان واحد، وتدين لمفاهيم عامة واحدة، ودستور يكاد يكون واحدا، يعتمد على إرادة الأقوى في أواخر القرن العشرين الماضي·
وأضاف في حلقة نقاشية اقامتها اللجنة الثقافية في "المنبر الديمقراطي" الاسبوع الماضي حول مفهوم الدولة العالمية، ان هذا المفهوم في السياسة العالمية يهدد ارادة الامم الصغيرة، مشيرا الى ان هناك توجها الى تطبيق النظرية القديمة التي ترد اصل الدولة الى القوة·
وقال ان احداث التاريخ القديم تدل على صحة نظرية القوة مثل الدولة الامبراطورية القديمة التي قامت على أساس القوة المادية والانتصار في الحروب·
وتطرق د· الشطي الى الدولة عند الفلاسفة المسلمين، ومفكريهم بانها تأخذ شكلا اخر لانها دولة تقدم فكرة الروح على الجسد فاذا تحدث مفكر مسلم عن القوة جعل منها اداة لبسط العدالة والمساواة بين البشر·
وتناول د· الشطي في حديثه التطور التاريخي لفكرة الدولة العالمية الذي أحاط بها، والتي رفعت الحاكم الى مستوى القداسة في نفوس الناس، مشيرا الى عدد من النظريات المختلفة في هذا الاطار مثل نظرية الحق الإلهي المقدس التي ظهرت كمقدمة لنظرية التفويض الالهي، والتي سادت العصور الوسطى نتيجة للصراع بين الكنيسة والامبراطور·
واستعرض د· الشطي عددا من الفلاسفة والمفكرين العرب الذين تناولوا مسألة الدولة مثل الفارابي وابن خلدون ورفاعة الطهطهاوي وجمال الدين الافغاني حيث توقف امام تجربة الطهطاوي من خلال رحلته الى فرنسا، ونقله لنظام الدولة· وقال ان الاسس الدستورية والقانونية التي تحدث عنها الطهطاوي التي تقوم عليها الدولة الحديثة تخضع لسيادة وسلطة حاكمة وقد اشترط لكي يتحقق نظام الحكم ان يكون هناك حاكم له محكومون كما طرح الطهطهاوي الفصل بين السلطات والفصل بين مفهوم الدولة وأشكالها واضعا شروط الحاكم واختياره لكل من الحكم الوراثي والملكي وولاية العهد واختيار الوزراء·
وفي ختام حديثه تطرق د· منصور الشطي الى الكويت كنموذج للدولة العربية الحديثة من خلال الاحتكام الي الدستور وتفعيل قانون توارث الإمارة، مشيرا الى بدايات تأسيس الدولة دستوريا وما سبقها من مجالس تشريعية وصولا الى وضع الدستور وتكوين دولة المؤسسات·