· وزارة الصحة تفتقر إلى (المسطرة) لقياس قدرات الأطباء
· يجب توخي الحذر بالنسبة لأطباء قسم الجراحة
· على الجمعية الطبية أن تعمل كوسيط بين الطرفين
في تصريح خاص لـ"الطليعة" حول ملف هجرة الأطباء الكويتيين للخارج والبحث عن الحل الأمثل للوقوف على أبعاد هذه الظاهرة قال عميد كلية الطب الدكتور عبدالله بهبهاني: إن السبب في هجرة الأطباء الكويتيين إلى الخارج كما قرأنا في بعض الصحف وتابعنا مع الزملاء الذين سافروا، يكمن في عدم توفر الفرص المناسبة لتحقيق الطموح المهني لهم، حيث تخرجت هذه الفئة من الأطباء مستكملة دراستها سواء في كندا أو الولايات المتحدة أو غيرها من الدول، وتخصصت في قسم معين، وتوقعت أنها بعد العودة إلى الكويت ستعمل بمستوى أعلى وبراتب أكبر مقارنة بما كانت عليه في السابق·
قواعد ولوائح
وأوضح أن هناك قواعد ولوائح متبعة تقتضي مرور فترة معينة بعد الحصول على الشهادة لاقرار الترقية الأعلى، وأشار الى المسمى الإختصاصي والذي يستطيع من خلاله فتح الأبواب المغلقة أمام الطموح المهني، حيث يصبح الطبيب هو المسؤول عن قسمه داخل المستشفى ويصبح له فريق، ومن ثم توفير عدد من الأسرة لمعالجة مرضاه مما يتيح له نوعا من الاستقلالية في اتخاذ القرار الطبي بينما يبقى ماهو دون هذه الرتبة تابعا للأخرين وفي دور التمرين والتدرج·
وقال: هذه نقطة الخلاف، فهم يعتقدون أنهم وصلوا الى هذه الرتبة ولكن القواعد واللوائح المعمول بها تتطلب انقضاء فترة معينة قبل ذلك، ويأتي هذا القرار حرصا من الوزارة على أن كل من يترقى إلى هذه الرتبة يجب أن يكون قادرا على ممارسة الاختصاصات وتحمل مسؤولياتها·
وأشار د·بهبهاني إلى ان الهيئة الطبية كغيرها من الهيئات تتعاون فيها المستويات والقدرات الشخصية والمهنية، فالوزارة ليس لديها (المسطرة) التي تستطيع من خلالها قياس القدرات·
ورأى أن (المسطرة) العادلة هي انقضاء فترة معينة على العمل ومن ثم تطمئن الوزارة بأن الطبيب مارس مهنته بشكل يؤهله الى الترقي، فالوسطية خير الأمور في هذا الموضوع ·
وأضاف أن المشكلة تكمن في النهاية في أن الأطباء يريدون الحصول على الحد الأقصى في حين تمثل الوزارة الحد الأدنى·
أخذ الحذر
وأشاد بهبهاني بالاقتراح الذي أخذت به الوزارة مؤخرا، حينما قررت تعيين الطبيب بمستوى مسجل (أ) بمجرد حصوله على الشهادة العليا، والذي يعد مدخلا للاختصاصات·
واستطرد قائلا: كما أن الوزارة ومن ضمن القواعد المستحدثة تضيف له سنوات الخبرة التي عمل بها في الخارج بعد حصوله على الشهادة العليا إذا تطلب الأمر إضافتها إلى سنوات عمله في مسجل (أ)·
وشدد عميد كلية الطب على ضرورة توخي الحذر مع أطباء قسم الجراحة نظرآ لحساسية عملهم وطالب المسؤولين بضرورة الاطمئنان التام قبل منحهم الترقية·
خسارة بشرية
وقال: إن الأطباء الذين سافروا إلى الخارج يمثلون خسارة بشرية نظرا لحاجة المستشفيات لهم، بعد تنفيذ مشروع الوزارة المتعلق بزيادة المستشفيات·
وشبههم بالطيور المهاجرة التي طالما وجدت أسباب الأمان ووفرة الغذاء فانها تعود بمفردها·
وأكد أن الاجراءات التي اتخذتها الوزارة ستساهم بشكل كبير في عودة هؤلاء الأطباء·
توفير الفرص
وعن دور كلية الطب قال: نحن نعمل على توفير فرص عمل للطلبة ولدينا اثنان من الأطباء الذين هاجروا ونحن في صدد العمل على عودتهما، بعدما تقدما بطلبات إلى الإنضمام إلى الكلية،واكتسبا سنوات الخبرة المطلوبة في الخارج، فأزيل عائق الترقي الذي كان يقف أمامهم·
وأضاف: لدينا مساحة في كلية الطب من الأنشطة التي تتعلق بالتحقق العلمي ومايروق الى بعض الأطباء·
وبما يجمع مابين المهنة وممارستها ومابين تطوير الذات إلى الأفضل في مجال التدريس والتدريب والبحث العلمي إضافة إلى المميزات المادية·
وزارة الصحة
أخير أكد د· بهبهاني بأن المحرك الأساسي للموضوع هو وزارة الصحة والمحرك الأخر هو الجمعية الطبية الكويتية كونها تمثل المجتمع المدني الصحي صاحبة الدور الأكبر، وطالبها بتوصيل الرسالة والعمل بمثابة الوسيط بين الطرفين حتى نصل إلى الحل المناسب·
وأضاف: دورنا في كلية الطب فتح الباب لمن يرغب العمل في ظل القواعد واللوائح المتبعة التي لانستطيع مخالفتها، مشيرا إلى أن وزارة الصحة استجابت إلى النداءات، وتقدمت بخطوات إلى الأمام وطالبها بإنهاء إجراءات الاتفاق على هذه القواعد وإقرار الكوادر الجديدة حتى تتهيأ الظروف المناسبة لعودة الأطباء، كما طالب في النهاية الأطباء الذين هاجروا بضرورة العودة لحاجة بلدهم لخبراتهم·