رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 17 يناير 2007
العدد 1758

في ذهن بوش ورقة أخرى...
غير إرسال القوات المتواضعة إلى العراق!

باتريك بوكانان:

مساء الأربعاء الماضي بدا أن جورج بوش على وشك أن يرمي ورقته الأخيرة ويلعب بها في حرب العراق· فلنتأمل كم هي مثيرة· فهو أولا حذر من التبعات المرعبة لهزيمة الولايات المتحدة: "سيزداد التطرف الراديكالي الإسلامي قوة، ويحظى بمجندين جدد· وسيكون في موقع أفضل للإطاحة بالحكومات المعتدلة وخلق فوضى في المنطقة واستخدام عائدات النفط لتمويل طموحاتهم· وستزداد إيران جرأة في سعيها لامتلاك أسلحة نووية"·

ثم حذر بوش من التبعات المرعبة لتوصية لجنة بيكر "بالإعلان عن انسحاب مرحلي لقواتنا المقاتلة"، فالنكوص الآن سيسبب انهيار الحكومة العراقية، ويمزق البلد، وينتج مذبحة جماعية على نطاق لا يمكن تخيله"·

بالجمع بين هذين التحذيرين، ماذا يحاول بوش قوله؟

يحاول القول إن نقاده يفضلون مسارا في العراق يهدد بسقوط بغداد، وتمزق العراق، وذبح أصدقائنا، وانتشار الإرهاب الإسلامي، والإطاحة بالدول العربية المعتدلة والفوضى في الخليج وبلايين عائدات النفط، تذهب إلى قتله "القاعدة" وإيران نووية·

وكيف نتجنب كارثة بهذه الفظاعة؟

"الدفع" بقوات عددها 21.500 جندي، أي %15 من عدد القوات الموجودة في العراق الآن، لتحقيق السلام في العاصمة· وحتى وجود هذه القوات ليس "ليس مفتوحا بلا نهاية"·

ببساطة··· هذا أمر لا يصدق، لأن الوضع إذا كان رهيبا كما يقول بوش، والكارثة المحتملة بالهول الذي يصفه، فالمسار المنطقي الواجب اتخاذه هو مضاعفة عدد القوات في العراق إلى ثلاثة أمثالها والالتزام بالقتال من دون أمد محدود·

كيف يمكن تفسير هذا اللاترابط بين المقدمة والفعل؟ هل يبالغ بوش مبالغة لا معقولة بتبعات انسحاب القوات؟ لا··· فمصالح الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط في خطر بالفعل، بسبب حماقة نخبتنا السياسية في وضعها هناك حين شنت هذه الحرب المخبولة· ولكن بوش الآن لا يستطيع الالتزام بالقتال حتى النصر، لأن الحرب تمت خسارتها في الولايات المتحدة· فثلثا الشعب الأمريكي لا يرغبان في تقديم التضحيات لحماية العراق· ومع أن هذين الثلثين لا يريدان هزيمة، وقد لا يدركان تبعات هزيمة من هذا النوع، إلا أنهما يريدان المخاطرة بحدوث هزيمة، بدل مواصلة القراءة عن الشباب الأمريكيين الذين يقادون إلى الموت والإعاقة في بغداد والأنبار· إن الناس يريدون الخروج ويقولون إلى الجحيم بالتبعات·

هذا هو الواقع السياسي الذي يقع تحت  اقتراح الرئيس المتواضع بإرسال هذه "الدفعة" من القوات لتجنب ما حذر من أنه كارثة استراتيجية·

ولكن بوش يعلم أن الورقة التي لعبها لن تكسبه الرهان الذي أغرق فيه سمعته، ومصداقية، بلده، ومكانة أمريكا كقوة عظمى· وهو ما يقودني إلى الاعتقاد أن لدى بوش ورقة أخرى مازال يود أن يلعبها، ورقة واحدة (آص) في كمه· فماذا يمكن أن تكون يا ترى؟

في منتصف خطابه، وفي جانب هامشي منه تقريبا، وجه بوش اتهاما، وأطلق تهديدا مباشرا··· إلى طهران·

فالدفاع عن "تكامل أراضي" العراق، واستقرار "المنطقة في وجه تحدي التطرف" أقحم بوش "أنه يبدأ بمعالجة أمر إيران وسوريا"·

قال بوش "فهذان النظامان يسمحان للإرهابيين والمتمردين باستخدام أراضيهما في الدخول والخروج من العراق· وتقدم إيران دعما ملموسا للهجمات على القوات الأمريكية· وسنعمل على منع الهجمات على قواتنا، وسنقطع الدعم المتدفق من إيران وسوريا، وسنلاحق وندمر الشبكات التي توفر التسليح والتدريب المتقدم لأعدائنا في العراق"·

والآن فإن أية شبكات توفر "التسليح" والتدريب المتقدم للجهاديين والمتمردين هي خارج العراق، وإلا إن لم يكن الأمر كذلك هي التي يتم تحييدها الآن بالضربات الجوية·

إذن أين هي؟ الجواب، أنها داخل سورية وإيران ويقول بوش نحن سنمضي الى "ملاحقة وتدمير" هذه الشبكات·

وهو ما يوحي لكاتب هذا المقال بأنه في الوقت الذي ترسل فيه "قوات" متواضعة الى العراق فإن في ذهن بوش تصعيداً من نوع مختلف: توسيع الحرب بالهجوم على مصدر عدم الاستقرار في المنطقة أي طهران·

قال بوش: لقد أمرت أخيراً بنشر حاملة طائرات ضاربة، إضافية في المنطقة وسننشر أنظمة دفاع باتريوت لحماية أصدقائنا وحلفائنا·

أنت لا تحتاج بالطبع الى المزيد من حاملات القاذفات والمقاتلات في القواعد في العراق وليس لدى المتمردين صواريخ بحاجة لصواريخ باتريوت تقف ضدها، إنك لا تحتاج الى الباتريوت إلا إذا كان البلد الذي تستهدفه يمتلك صواريخ يمكن أن ترد عليك·

إن ما أشار إليه بوش بوضوح يوم الأربعاء هو أنه تم التخطيط لضربات جوية على "الشبكات" الإيرانية وهو ما سيؤدي الى رد فعل إيراني وسيطلق رد الفعل هذا ضربات أمريكية لمنشآت إيران النووية التي تنبح عليها إسرائيل والمحافظون الجدد·

فإذا ما تحقق هذا السيناريو ماذا سيفعل الديمقراطيون من أمثال هيلاري وبيدين وكيري وماكين وجوليني بل، وحتى بيلوسي واوباما؟ سيهللون لبوش بوصفة تشرشل آخر في البداية، وسيحظى بوش بمأثرة أخرى غير مأثرة حرب خاسرة في العراق وشأنه في ذلك شأن مناحيم بيغن سيكون له في  لحظة حاسمة "اويزراك" خاص به·

طباعة  

حوارات تجريها "الطليعة" مع الفعاليات الاقتصادية الوطنية
ناصر النفيسي: هناك تهميش واضح لدور الإنسان الخليجي خاصة في الكويت

 
مسلسل العبث في ثروة ناضبة
تحقيق في الناقلات وآخر في "هاليبرتون" وثالث في "البراميل المفقودة" وماذا بعد؟!

 
سؤال برلماني عن مسارها:
"قضية الناقلات": استرداد 85 مليون دولار والباقي 151 مليون دولار

 
رأي مهني
 
درس
 
أسئلة برلمانية
 
استنكرت ما حدث للزميلين السليماني وهنداوي
"نقابة الصحافيين" طالبت نواب الأمة بالدفاع عن حرية الصحافة