أبدت نقابة الصحافيين والمراسلين قلقها الشديد على مستقبل حريات الرأي والصحافة والتعبير في الكويت على ضوء الانتهاك السافر الذي تعرض له الصحافي في جريدة "الراي" غانم السليماني والمصور نور هنداوي خلال قيامهما بواجبهما المقدس في تغطية ندوة أقيمت بما لا يخالف قانون التجمعات الحالي والذي سقطت معظم مواده بحكم المحكمة الدستورية في الأول من مايو الماضي·
وطالبت النقابة رئيس مجلس الوزراء بمحاسبة كل من تعدى على أقدس ما تملكه الكويت وهي حرية التعبير والصحافة وخصوصا ما بدر من أفراد وضباط جهاز أمن الدولة تجاه الزميلين من طردهما من مقر الندوة ومن ثم العودة الى اعتقالهما لاحقا بصورة مهينة وفي ظل شتائم تهين كرامتهما الإنسانية من ضمنها "التهديد بكسر الرأس إذا ما أبديا مقاومة" و"نحن نعلمكم ما هي حرية الصحافة·· هذه البراز"·
وتساءلت النقابة من الذي أعطى وزارة الداخلية الحق في انتهاك حرية الزميلين وتهديدهما بفقع العين إذا ما أبديا أي مقاومة، وفي الاستيلاء على سيارة الزميل غانم السليماني وقيادتها من دون إذنه وفي تقييد يديهما بالقيود الحديدية، وفي إجراء التحقيق معهما وهما معصوبي العيون، وفي محاولة استخلاص معلومات استخباراتية منهما ليست في صميم عملهما الصحافي مع التأكيد من قبل النقابة على عدم شرعية هذا التحقيق·
ودعت النقابة جموع الصحافيين في الكويت الي التكاتف ضد محاولات تقييد حرية الصحافيين في الكويت وانتهاك حقهما المقدس في نقل المعلومات الى القراء، والى بذل ما يمكن من تضحيات من أجل أن يتم وقف رجال وزارة الداخلية عند حدهم إذا ما قرر أحدهم وفق سياسة غير مكتوبة من الوزارة ووفقا لاجتهاده الشخصي، أن يحول الكويت الى بلد بوليسي ينتهك دستوره من قبل العسكر في وضح النهار وعلى رؤوس الأشهاد وفي ظل وجود دستور وبرلمان منتخب وحكومة تدعي احترامها لحرية الصحافة والرأي والتعبير·
وطالبت النقابة نواب مجلس الأمة بالحفاظ على قسمهم الدستوري والقيام بالدفاع عن حرية الصحافة على اعتبار أنها حرية تتعلق بالمجتمع بأسره وليس بالصحافيين فقط، داعية منظمات المجتمع المدني من نقابات واتحادات عمالية وطلابية وجمعيات نفع عام والذين طالما ساندتهم الصحافة في قضايا عدة الى إبداء المواقف الرافضة لما تعرض له الزميلان من انتهاك لحقوقهما الدستورية والإنسانية·
وقالت النقابة إن تحركا دوليا ستقوم به النقابة لدى المنظمات الدولية التي تعنى بحرية الصحافة وحقوق الإنسان إذا لم تقم الحكومة الكويتية بمحاسبة من تعدى على الزميلين وبرد الاعتبار لهما بصورة موثقة تمنع أي محاولة للانتهاك مستقبلا·
جدير بالذكر أن إدارة العلاقات العامة بوزارة الداخلية أبدت أسفها لما حدث في الندوة معترفة بأنه خطأ لن يتكرر·
