رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 27 ديسمبر 2006
العدد 1756

في حوار أجرته "الطليعة" مع مخرج (عندما تكلم الشعب)
الزهير: الإعلام قلصت فيلمي الى النصف.. ولأسباب تافهة

                                      

 

·         رفضوا كتابة الأسباب في تقرير رسمي واكتفوا بالشفهي فقط

·         "عندما تكلم الشعب" فيلم على حسابي نابع من وطنيتي

·         قياديو الإعلام يحاربون  المؤهلات دفاعاً عن المناصب

 

حاوره فراس حسين وهادي درويش:

عامر الزهير مخرج نال درجة امتياز في الماجستير في الإنتاج السينمائي من الولايات المتحدة الأمريكية، هذا باختصار ما يشير إليه مؤهله غير المسبوق كمخرج كويتي، أما عامر الذي قابلناه فكان فناناً بكل ما يحمله الوصف· يعرف ما يريد ويبديه بمشاعر تغلب عليها الفرح، وحين يستذكر اضطهاده يعتليه الحزن ويعلل الأسباب بكثير من الخجل·

هو ثروة مظلومة تخجل من ظلم قيادات وطنها الذي تعشقه، ويحبذ على مر الأيام أن يعود بالإنجازات التي تؤكد حقيقته النفسية·

قبل فيلمه الشهير (عندما تكلم الشعب) كتب الكثير من المسلسلات طامحا بإخراجها، إلا أن معظمها انتزعت منه ليخرجها مخرجون آخرون، هذا ما ناله من التلفزيون كما وضح لنا، ولم  ينل في فترة رئاسته لقسم السينما في المجلس الوطني للثقافة إلا مسمى وميزانية ضعيفة ومساعدة واحدة، ولم يخفِ يأسه من دولة  اعتبرت ماكرس حياته له مجرد ترف·

واختار في النهاية العمل حرا في سبيل وطنيته التي يعشقها، وتوثيق الأحداث التي يراها جوهرية في ظل صراع مسؤولي اختصاصه على المقاعد والمناصب، وكانت ثمرة عمله الأخير هي إنتاج فيلم أسعد الشعب حين رصد فيه إرادتهم المطلقة·

فيلم (عندما تكلم الشعب) كان محور هذا الحديث الذي امتزجت به السعادة مع الحزن والذي أجرته "الطليعة" مع عامر الزهير· 

 

·      بعد مشاهدة (عندما تكلم الشعب) سؤال يخطر على الجميع: أين كان عامرالزهير؟

- عملت في التلفزيون لثلاثة وعشرين عاماً، وحاولوا عرقلتي بشتى الطرق بعد أن حققت إنجازاً غير مسبوق بنيل فيلمي (القرار) جائزة "التانيت البرونزي" في مهرجان قرطاج السينمائي عام 1984·

 وكان ذلك قبل إتمام دراستي·

 بعدها وبعد التماسي محاربة التفوق في تلفزيون الكويت طلبت بعثة خارجية لدراسة السينما·

 

أريد صناعة الأفلام فقط

 

·      وما هي أسباب هذه المحاربة؟

- ربما عقلية القيادات في وزارة الإعلام، يتصورون الشباب الموهوب والمؤهل تهديداً كبيراً لمناصبهم، وكنت قد أكدت لهم بصريح العبارة "يا جماعة لا أريد الكرسي، وليس لي علاقة به" علاقتي هي بالفن نفسه، وأطمح لإخراجه فقط· وأعتقد أن مقولة "كل إناء بما فيه ينضح" تنطبق هنا تماما·

ودعني أستذكر لك شيئاً - قبل نيلي الماجستير كان لدي مكتب خاص بي، وبعد أن عدت إليهم حاملا المؤهل - غير المسبوق - كافؤوني بتحويلي إلى غرفة فيها أربعة إلى خمسة موظفين· هذا هو أسلوبنا يا عزيزي في دعم وتحفيز الطاقات و المؤهلات·

وعن نفسي أنا فرح وفخور جدا بالطاقات الشبابية، وعاهدت نفسي على إبرازها بشتى الطرق المتاحة لي سواء في الإطار السينمائي أو الآخر·

 

·      (عندما تكلم الشعب) الجزء الأول، كيف ولماذا؟

- في الحقيقة ليست لدي إلمامات سياسية كبيرة، لكن الفكرة نبعت من وطنيتي خصوصا فيما يخص قضية حقوق المرأة السياسية·

بدأت القصة بعد قراءتي لإعلان في إحدى الصحف عن نية المواطنات بعمل اعتصام في مجلس الأمة، وصحوت باكرا في اليوم المحدد وذهبت إلى مجلس الأمة مصطحبا أدواتي - وكنت الوحيد من المصورين ممن اصطحب كاميرا تصوير "الفيديو" - لكنني فوجئت بوجود متظاهرتين فقط - فتحتا لافتتهما أمامي لأصورها وذهبت·

وهنا أصبت بخيبة أمل كبيرة إلى أن تتابعت الاعتصامات الحقيقية في شهر مارس من العام الماضي، ووصل العدد في الاعتصام التالي إلى حوالي سبعمئة بين شاب وشابة·

 ومع الأيام تصاعدت الأمور إلى أن تم طردنا من المجلس في الجلسة المعروفة·

وفي الحقيقة كنت أجهل تحديدا متى سأنتهي من إنجاز الفيلم، مثل الآخرين الذين يجهلون متى ستنتهي القصة·

وحضرت معظم ندوات المؤيدين و الرافضين من النواب وذلك لخلق اتزان في الفيلم، وأنهيت الفيلم في النهاية بتصوير الجلسة التي أقرت بها حقوق المرأة ثم لأبدأ بعدها بتنسيق المشاهد لإخراج الفيلم بحلته الأخيرة·

 

·      لم أسميته "عندما تكلم الشعب"؟

- الدلالة من الاسم هي عندما يتكلم الشعب ويناقش قضاياه في العلن - بدل الخضوع ووضع الرأس في الأرض - هنا ستنتج الإرادة والرغبة الحقيقية في التغيير وهو ما يطمح إليه الشعب·

 

·      لم منع الفيلم من العرض؟

- عندما ينتج أي مصنف فني خارج نطاق وزارة الإعلام يتوجب عمل إجازة من إدارة الرقابة لعرضه على العلن·

وبالفعل قمت بذلك - وشاهدوا الفيلم لسبع مرات - وفي البداية لم يرفضوا الفكرة وطلبوا حذف بعض اللقطات، لكنهم تابعوا بعدها طلبهم بحذف الكثير إلى أن وصل تقريبا لنصف مشاهد الفيلم·

وعندما طلبت منهم إيضاح الأسباب وكتابتها في تقرير رسمي، رفضوا واكتفوا بكتابة أنه "ممنوع"· وبينوا لي أسباب المنع شفهيا وكانت كما أراها تافهة جدا·

ومع ذلك لجأت لطرق أخرى عن طريقها - وبحمد الله- شاهدته نسبة كبيرة من الشعب الكويتي·

 

الجزء الثالث لتكون ثلاثية

 

·      ماذا عن الجزء الثاني من (عندما تكلم الشعب)؟

- من خلال عملي في الجزء الأول من الفيلم، تعرفت على الشباب الخلاق وبطبيعة الحال تمت اتصالاتي معهم وأطلعوني على نواياهم في شأن قضية الدوائر، وأحسست أن عملهم يجب أن يوثق أيضا، وتابعت المظاهرات منذ البداية، وخلال الفترة التي تخللت حل المجلس وإعادة الانتخابات طلب مني تجمع القوى الطلابية تجهيز الفيلم لعرضه في احتفاليتهم، كما تلقيت دعوة اتحاد طلبة الكويت في أمريكا - نيويورك - وكانت رغبة طلابنا كبيرة في معرفة ما حصل في الكويت خلال هذه الفترة عن طريق عرض الفيلم لديهم·

وقبلت الدعوات وعملت على الفيلم إلا أنه اتضح أن الفيلم قد بدأ يتسع ويطول ليأتي قراري بفصله في جزء ثان، حيث بدأته بوفاة الأمير الراحل إلى حل مجلس الأمة، وما دار خلال هذه الفترة من أحداث·

 

·      وماذا عن أفكارك المستقبلية؟

- بدأت بعمل الجزء الثالث من الفيلم- وبالطبع سيحمل الاسم نفسه - حيث كنت قد أنهيت الجزء الثاني بحل مجلس الأمة وسوف أستعرض في الجزء الثالث تفاصيل الانتخابات وكيف شاركت المرأة في أولى انتخاباتها، كما سأستعرض احتجاجات الموجة البرتقالية وندوات النواب الساخنة وليلة الانتخابات لرصد ردود الأفعال على النواب ومناصريهم، لأنهيه بجلسة إقرار الدوائر· ليكون فيلم (عندما تكلم الشعب) عبارة عن ثلاثية توثيقية·

 

·      ألم تفكر بنشر الفيلم بشكل أكبر؟

- بالنسبة للكويت - فأنا ممنوع من العروض العامة والأمر مقتصر على العروض الخاصة لهذه الأفلام· وفي الحقيقة لم أتقدم لترخيص الجزء الثاني من وزارة الإعلام وذلك ليقيني المطلق برفضهم، وسأعتمد على العروض الخاصة فقط - هنا في الكويت، وذلك لأن الجزء الثاني أيضا يحمل قضية محلية بحتة ولن يلاقي اهتماماً كبيراً خارج الكويت، على عكس الجزء الأول الذي لاقى اهتماماً واستحساناً كبيراً من الجالية العربية والغربية لذلك استضافت العديد من السفارات عرض الفيلم لديها - مثل الأمريكية و الهولندية والألمانية - وعرض لأكثر من مرة لديهم·

كما هناك الكثير من الطلبة خارج الكويت طلبوا نسخاً من الفيلم، لذلك قررت عمل موقع إلكتروني خاص يساعد على هذه العملية·

 

أنا الرئيس، والموظف والفراش

 

·      ما هي الأسباب التي دفعتك لترك منصب رئيس قسم السينما في المجلس الوطني للثقافة؟

- كنت أطمح دائما بإنشاء قسم مختص بالسينما في المجلس بعد أن تم إلغاؤها من وزارة الإعلام - بعد التحرير - وأعتبر قرارهم عشوائياً للغاية من غير دارسة على يد الوزير الذي عين بعد التحرير، وكانت الوزارة قد أرسلتني وأنفقت على دراستي لهذا التخصص في الخارج لأعود وأفاجأ بإغلاق القسم "تدرسني ثم تغلق الباب في وجهي" ولم أكن الوحيد، حيث كنا حوالي خمسة إلى ستة من الشباب  ممن تخرج من أمريكا يحملون شهادات في هذا التخصص·

لهذه الأسباب اقترحت على إخواني السينمائيين فتح هذا القسم في المجلس الوطني ليرحب به الأخ سليمان العسكري، إلى أن تمت الموافقة الفعلية في عام 2000·

وتم استدعائي لرئاسة الإدارة، لكن وللأسف كانت إدارتنا فقيرة جدا ولم يتم تخصيص ميزانية كافية لها، حيث عملت ثلاث سنوات بها وحيدا "أنا الرئيس، والموظف والفراش" إلى أن أرفقوا معي في النهاية مساعدة·

وكانت وزارة المالية قد رفضت - بشكل صريح - طلبنا بتخصيص ميزانية عندما أوضحت أن رأيها بما نعمل فيه ترف وليس بالأمر المهم، وحاول د· محمد الرميحي مشكورا أن يستخدم فوائض الإدارات الأخرى لدعم إدارتنا·

 

·      لماذا توقف مهرجان السينما المميزة؟

- لأنه لم يرق لطموحنا، فلم يرصد له ميزانية كبيرة، كما قامت وزارة الإعلام بتقطيع مشاهد من الأفلام المشاركة، كانت لدينا قسوة كبيرة في الرقابة· وبالمناسبة الإدارة أو القسم نفسه - إذا استطعنا وصفه بذلك - قام في المستقبل برفض فيلمي "عندما تكلم الشعب" ومارس عليه ما مارس على أفلام مهرجان السينما المميزة·

 

·      لم توجهت إلى السينما التسجيلية "الوثائقية" بعد نجاحك في السينما الروائية القصيرة؟

- في الروائية التكلفة تكون كبيرة، وليس لدي من يدعمني أو بالأحرى جهة إنتاجيه داعمة· لدي العديد من النصوص ولا أنكر أن حلمي هو عمل فيلم روائي طويل، لكن و بإيجاز التكلفة هي ما تنقصني·

 

* * *

 

عامر الزهير

 

·         بكالوريوس فنون المسرح من جامعة أريزونا - 1978

·         ماجستير في الإنتاج السينمائي من جامعة لايولا ماريماونت - كاليفورنيا - 1988

·         أبرز أفلامه:

- "عندما تحدث الشعب" (2006-2005)

- " قوة تحت السيطرة" (1995)

- "قصة شهيد" (1993)

- "جرعة حب" (1988)

- "القرار" (1984)

طباعة  

في حوار لها مع "الطليعة" حول المعلوماتية:
منار الحشاش: الكويت أفضل حالاً من بعض الدول، والإمارات نجحت في استخدام الحكومة الإلكترونية

 
الشايجي يسلم العسعوسي المهام بعد 24 سنة
الى مدير "هيئة المعلومات المدنية" الجديد: الإصلاح على يدكم.. أو من "المحكمة الإدارية"؟

 
أسئلة برلمانية
 
رأي مهني
 
غياب النواب
 
خلال ندوة أقامتها رابطة العلوم الإدارية بعنوان "التلاعب بأملاك الدولة"
النيباري: غول الفساد هو المعطل الرئيسي لعملية التنمية

 
في ندوة نظمتها رابطة الشباب الوطني الديمقراطي
الجسمي: التطورات السياسية والتكنولوجية مطلب ضروري للشباب

 
موت الرئيس التركمانستاني يلهب الصراع:حرب موارد الطاقة تشتد