رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 29 نوفمبر 2006
العدد 1752

تحليل سياسي
بين إسرائيل وعباس والفصائل الفلسطينية المقاومة
هدنة ملغومة تنتظر إعداد قوات الرئاسة

غزة- خاص "بالطليعة":

إثر الإعلان عن هدنة بين الفلسطينيين وإسرائيل يتوقف فيها الفلسطينيون عن إطلاق الصواريخ على المستعمرات القريبة من قطاع غزة وتتوقف فيها القوات الإسرائيلية عن مهاجمة قرى غزة وتدمير البيوت وقتل المدنيين بلا تمييز وتخريب الأراضي الزراعية، أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أوامره لما يقارب 12 ألفا من قوات الأمن الموالية له بالانتشار على أطراف قطاع غزة والتصدي لأي محاولة إطلاق صواريخ فلسطينية، وقد ظهر أفراد  هذه القوات لأول مرة، وهم لا يظهرون عادة إلا حين تنسحب القوات الإسرائيلية بعد تدمير وتخريب وقتل يطال البشر والحجر، وهم يرتدون خوذاً قتالية، وأسلحة لامعة وتجهيزات جديدة لمنع أي تحرك فلسطيني أو رد فعل فلسطيني على الاختراقات الإسرائيلية·

هذه "الهدنة" التي أعلن عنها بين الرئيس عباس وحكومة أولمرت بدت هدنة ملتبسة منذ اللحظات الأولى فقد جاءت التفافاً على مبادرة طرحتها فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة وجاء فيها أنها على استعداد لإيقاف إطلاق الصواريخ على المستعمرات الإسرائيلية إذا أوقف العدو الإسرائيلي عدوانه على الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية، ولكن الحكومة الإسرائيلية سارعت الى رفض هذه المبادرة ومطالبة الفصائل الفلسطينية  بإلقاء السلاح أولاً، وكان من الواضح أن هذه المبادرة جاءت في ظل واقع جديد بدأ يتبلور على الأرض تمثل من جانب في تزايد الضغوط على الفلسطينيين ووحشية الاجتياحات الإسرائيلية التي يرافقها حصار أمريكي وغربي وعربي سياسي ومادي، وتمثل من جانب آخر في حالة الرعب النفسي الذي خلقته الصواريخ الفلسطينية رغم بساطتها في أوساط سكان المستعمرات وتردد الجيش الإسرائيلي في تطبيق اجتياح شامل لقطاع غزة وسط أنباء عن امتلاك فصائل المقاومة  الفلسطينية أسلحة فعالة ضد المدرعات والناقلات الإسرائيلية ظهر أثرها جزئياً في بعض المواجهات·

الالتفاف على المبادرة التي أخذ زمامها الرئيس الفلسطيني عباس اتضح منذ اللحظات الأولى حين تحدد إيقاف العمليات الإسرائيلية العدوانية بقطاع غزة من دون إشارة الى استمرار إطلاق الهجمات العسكرية وحملة الاغتيالات في مدن وقرى الضفة الغربية وهو الأمر الذي كشفت عنه بعض الفصائل مثل لجان المقاومة الشعبية التي أعلنت أن الهدنة المقصودة يجب أن تشمل الضفة وغزة وإلا فإنها لن تلتزم بها، يضاف الى ذلك أن "هدنة" ملتبسة من هذا النوع بدأت تثير مخاوف فلسطينية من إحداث تقسيم فعلي في أوساط الشعب الفلسطيني مع بدء الحديث عن "دولة غزة" لا شأن لها بما يحدث في الضفة الغربية· وعززت أطروحات رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت الأخيرة هذه المخاوف، حين بدأ يتحدث  عن ضرورة أن يتخلى الفلسطينيون عن حق العودة من أجل تحقيق السلام، واشترط أن تقبل الحكومة الفلسطينية بخريطة الطريق ومتطلباتها التي تبدأ بتجريد المقاومة الفلسطينية من أسلحتها، والإبقاء على قوات "الحرس الرئاسي" الموالية لعباس والتي يجري الآن منذ شهر أغسطس تدريبها في معكسر بالقرب من أريحا تحت إشراف المنسق الأمني الأمريكي، في الأراضي الفلسطينية "كينث دايتون" وفق برنامج تسليحي ومالي وتجهيزات وصلت كلفتها حسب المصادر الغربية الى مليوني دولار حتى الآن، والهدف منها كما تقول مصادر فلسطينية إعداد قوة مما يقارب 6000 رجل يختارون من أعمار تتراوح بين 18 و22 سنة استعداداً لمواجهة محتملة مع فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة وقوات حماس بالذات وكان اجتماع اللجنة الرباعية الأخير في لندن الذي حضره عن الجانب  الأمريكي "ديفيد ولش" و "إيليوت إبرامز" قبل أن يسافرا الى تل أبيب قد عبر فيه الأمريكيون عن رضاهم عن نتائج حصار حكومة حماس الذي يعتقد الأمريكيون أنه قوض موقفها بين الفلسطينيين،  ورأى الجانب الأمريكي أن العقوبات ضد حماس ستنتج حتماً مواجهة عنيفة بين فتح وحماس ومن أجل هذا "السيناريو" عبر الجانب الأمريكي عن رغبته في دعم "فتيان عباس الطيبين" على حد تعبيرهم·

أولمرت وبعد أحداث انعطاف في طريق مبادرة المقاومة الفلسطينية للتهدئة، وباتفاق مسبق كما يبدو مع الرئيس الفلسطيني عباس الذي لا يترك فرصة إلا ويعبر فيها عن كراهيته للمقاومة الفلسطينية أبدى استعداده إذا ما تخلى الفلسطينيون عن حق العودة ونبذ ما يسميه "العمليات الإرهابية"، أي المقاومة ضد الاحتلال لدعوة رئيس السلطة الفلسطينية للقاء قمة فور تشكيل حكومة فلسطينية بهذه المواصفات، وعن هذا اللقاء، حدد له إطاراً لا يخرج عن "خريطة الطريق" وقال إنه وفقا لما يخطط له فستكون هناك "حدود جديدة لإسرائيل وفقا لما اقترحه بوش على شارون وستكون هذه الحدود مختلفة عن الحدود الحالية"·

والواضح من هذه التلميحات أن "مقترحات" بوش المقصودة هي التي ستأخذ بها "قمة" أولمرت وعباس وعمادها الإقرار "الفلسطيني" بأربعة شروط: أولاً قبول ضم %60 من أراضي الضفة الغربية لإسرائيل، وإبقاء القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، وإلغاء حق العودة ونزع كل قطعة سلاح مقاوم، وتفكيك منظمات المقاومة·

وهذه هي "حدود إسرائيل الجديدة" التي يشير إليها أولمرت·

إن اتفاقية ملتبسة من هذا النوع يسعى  فيها طرفان فلسطينيان الى هدفين متناقضين يستعد أحدهما "الرئيس الفلسطيني" لتطبيق التسوية الأمريكية - الإسرائيلية وفق ما ذكرنا آنفا بتجنيد قوات رئاسية مسلحة بسلاح أمريكي جيد بينما يسعى الطرف الآخر "فصائل المقاومة" الى مقاومة هذا المشروع ويرى فيه استسلاما غير مشروط ستكون اتفاقية بالغة الهشاشة إلا أن الجديد فيها هي التهيئة لصدام فلسطيني- فلسطيني حتمي يتم الإعداد له منذ اللحظة التي فقد فيها فريق الرئاسة مقاعد المجلس التشريعي وتشكيلة الحكومة الفلسطينية، وتحول الى الدفاع عن "مكتسباته" الخاصة التي منحته إياها اتفاقياته السابقة مع المحتل الإسرائيلي، على صعيد أوسع تشيرالتحركات والزيارات الأمريكية رفيعة المستوى الى المنطقة، بدءا من نائب الرئيس الأمريكي تشيني، فوزيرة الخارجية كونداليسا رايس، وصولا الى الرئيس بوش نفسه الى أن التحالف الجديد الذي تحدث عنه الرئيس الأمريكي سابقا في لقائه السري، مع رئيس الوزراء البريطاني بلير في أواخر يوليو الماضي، أي التحالف الذي يجمع بين دول عربية وإسرائيل على جادة واحدة سيبادر الى التعامل مع الأوضاع الثلاثة، العراق ولبنان وفلسطين كرزمة واحدة كما سبق أن اقترح بلير في لقائه السري مع بوش·

طباعة  

قرارات مجلس الوزراء لتطبيق توصيات ديوان المحاسبة خطوة في الاتجاه الصحيح
الأهم ألا يتراجع عنها تحت الضغوط

 
بعد أن قررت إلغاء بعضها
هل تصمد الحكومة أمام الوسيلة؟

 
الاتحاد الأوروبي يتدخل لتقنين مكالمات "التجوال"
هل سيقوم مجلس التعاون بخطوة مماثلة؟

 
مؤيدوها شجعتهم الحكومة بإعفاءاتها وهباتها
إسقاط القروض خلط للأوراق

 
رغم محدودية صلاحيات المجلس المنتخب
تحديات وطنية أمام نواب المعارضة البحرينية

 
اتجاهات
 
فئات خاصة