· التحالف الوطني: امتداح نائب للإرهابي بن لادن
· استفزاز لمشاعر الناس وعليه الاعتذار
كتبت غادة إسماعيل:
عبر عدد من المهتمين عن استيائهم الشديد لعودة الجماعات الدينية الى عادتها المستدامة حيث تعتبر نفسها وصية على أخلاقيات الناس وسلوكهم عن طريق فرض تصورات أعضائها وتفسيراتهم على بقية أفراد المجتمع·
هذه المرة جاءت عبر تدخلها في المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية بعد أن ضمنت ضوابط الحكومة الثلاثة عشر على حفلات التسلية البريئة·
تدخل هذه الجماعات ليس جديداً لكن استمرار السكوت عنه هو الأهم، فالتدخل التدريجي في حريات الناس ليس أمراً عابراً لدى هذه الجماعات إنما هو تخطيط منهجي مدروس للوصول الى الدولة الدينية التي يهيمنون هم أو "طائفة منهم" فقط على مصائر الناس وتفاصيل حياتهم، وتتحول الكويت من مشروع دولة دستورية يمكن له أن يستمر بشكل أفضل الى دولة طالبانية أكثر كآبة مما هي عليه الآن·
هيمنة القوى الدينية كتبت له بداية النجاح التدريجي عندما تراجعت وزارات الدولة أمام مطالبها متمثلة في أهم اختراق معنوي لها بعد تحرير الكويت عندما دفعت وزارتي الدفاع والداخلية لقبول إطالة لحى العسكريين فيها، ثم توالت بعد ذلك فروضات الأمر الواقع كقيادة المنقبة للسيارة ثم دخولها المختبرات العلمية وغرف الدراسة، وصولاً الى منع الحفلات ثم وضع الضوابط إياها والرقابة المستمرة على معرض الكتاب وهي رقابة تفوق قدرات رقابة وزارة الإعلام، وصولاً الى قيام وزارة الأوقاف بالإشراف على وتنفيذ البرامج الدينية التي يبثها تلفزيون وإذاعة الدولة، بما في ذلك الإذاعة المخصصة لهذه الجماعات وتوزيع البرامج الدينية في بقية وسائل الإعلام الحكومية على شخصيات تتبع هذه الجماعة أو تلك وبخاصة المتنفذة منها·
الجانب الآخر من سطوة هذه القوى يعود الى عدم رغبة الحكومة في مواجهتها وتركها تنسف مشروع الدولة لأن الحكومة لم تكن معنية بهذا المشروع في الأساس، وإلا فما هو تفسير لجوء وزير الإعلام الى فتاوى رجال دين لتبرير بث مسلسل تلفزيوني بدلاً من رده على المعارضين بالقانون والدستور بدلاً من الفتاوى التي لا تعدو كونها رأياً من بين آراء أخرى تعني من يتبع قائلها فقط ولا يجب تعميمها على المجتمع بأكمله·
من جانبه كان التحالف الوطني الديمقراطي قد أصدر بياناً في مطلع شهر رمضان بارك فيه للمواطنين والمسؤولين والمقيمين وعموم مسلمي العالم بقدوم الشهر الفضيل وعلق على تدخل هذه القوى في حياة الناس وعلى موقف الوزير منها· كما جاء في بيان التحالف "أن مقدم هذا الشهر الفضيل يدعونا جميعا الى التأكيد على أهمية مفاهيم التسامح والقبول وتقديس العمل وقيمه بخاصة ونحن مقبلون على موسم سياسي نتمنى أن يشكل فرصة وطنية للتعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية لما فيه مصلحة الوطن والمواطن، وأن تتمكن السلطتان من معالجة الملفات الوطنية المعلقة وعلى رأسها حماية وكفالة الحريات العامة والمحافظة على الأموال العامة وتعزيز الممارسة الديمقراطية·
ويستغرب التحالف في الوقت نفسه القرار المفاجئ لوزارة الشؤون للسماح لبعض الجهات بجمع الأموال النقدية خلال شهر رمضان رغم القرارات السابقة التي طبقت بشكل جيد خلال السنتين الماضيتين بحظر هذا الأسلوب المنفلت من جمع الأموال، ويخشى من أن القرار ناتج عن خضوع الحكومة لضغوطات الجماعات الدينية·
كما يطالب التحالف الوطني الديمقراطي النائب الذي امتدح الإرهابي أسامة بن لادن علنا على صفحات الصحف، يطالبه بالاعتذار الصريح للشعب الكويتي ولكل ضحايا هذا الإرهابي، إن امتداح هذا المجرم في الوقت الذي يهدد فيه تنظيم القاعدة الذي يرأسه دول الخليج، يعتبر استفزازا لمشاعر الناس وتشجيعا للشباب المغرر بهم من أتباعه في بلداننا على المضي في طريق العنف والتطرف·
ويستنكر التحالف الحملة المنظمة للتدخل ومنع جميع أشكال التسلية البريئة بما في ذلك منع بث بعض المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية التي قد تعرض مواد لا تتفق مع آراء قوى التزمت الديني التي تتعامل وكأن كل شيء محرم الى أن يثبت العكس، كما يستنكر موقف وزير الإعلام الذي يبحث عن مبررات شرعية كالفتاوى وينسى أن الكويت دولة قانون ودستور وليست دولة للقوى الدينية التي امتهنت الإفتاء في كل شيء ومن دون ضوابط أو آليات·
ويؤكد التحالف أنه سيتصدى لأي محاولة لجر المجتمع الى صغائر الأمور على حساب القضايا والملفات الوطنية الجوهرية ومعالجة أسباب تخلف مجتمعنا وضياع فرص التنمية، كما يمد يده في الوقت نفسه للتعاون مع جميع القوى الحية من أجل المصلحة الوطنية، ويدعو الحكومة الى تحمل مسؤولياتها في تطبيق القوانين ومحاسبة المخالفين لها ووقف العبث في أملاك الدولة وأموالها وحريات مواطنيها·
