كتب محرر الشؤون الطلابية:
أتت نتائج انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة الكويت (فرع الكويت) كما كان متوقعاً لها ولم تحقق القوى الطلابية المعارضة لجماعة الإخوان المسلمين أي تقدم يستحق الذكر· هذه النتائج تعكس واقعاً طلابياً مشرذما من جهة كما تعكس في الوقت نفسه انسجام مخرجات التعليم العام (الذي يسيطر عليه كوادر الإخوان أيضاً) مع هيمنة الحزب على الاتحاد منذ أواخر السبعينيات من القرن الماضي·
من جانب آخر تعكس هذه النتائج أزمة حقيقية في إطار القوى الطلابية الخصم لحزب الإخوان، ففي الوقت الذي تمكنت القائمة الائتلافية (الإخوان) من التحالف مع السلف وهي في مركز القوة، بينما تستمر القوى المعارضة لها في أقصى حالات التشرذم والصراع على توافه الأمور أحياناً وعلى أمور يمكن تجاوزها أحياناً أخرى، بل بدلاً من تقارب هذه القوى الطلابية يحدث العكس، فلم يعد مستغرباً سماع اسم مجموعة جديدة لم تكن سوى جزء من قائمة أكبر إنما وجدت نفسها غير قادرة على قبول نتائج التصويت أو غلبة رأي آخر على تنسيق القائمة وهكذا·
كما بدأت القوائم المنافسة للإخوان تتفنن في خلق الخصومات فيما بينها لدرجة يعود بعضها الى نبش التاريخ كي يجد ما يبرر موقفه من القائمة الأخرى، وتستمر الخلافات العقيمة بل يستبعد أي شخص يسعى لتقريب وجهات النظر بين القوائم وكأن ذلك فعل أقرب الى الجريمة لدرجة أن بعض الشباب الذين لديهم الرغبة في خلق شكل من أشكال التنسيق الذي قد يفضي فيما بعد الى تقارب أكبر، بدأ هؤلاء يبذلون جهداً إعلامياً لنفي احتمال قيامهم بذلك الدور·
القوائم المنافسة للإخوان ليس أمامها خيارات جدية في البقاء إن هي استمرت هكذا سيتذكر القائمون عليها بعد سنوات من تخرجهم سيتذكرون أهمية السنوات والفرص التي ضاعت من بين أيديهم· أما صيغ التقارب فلا عدد لها، وبإمكان هذه القوائم الاستفادة من تجربة شباب أمريكا الذين انطلقوا في تشكيل قائمتهم من الأهداف المشتركة وليس من الخلافات الموروثة تاريخيا، كما يمكن لهذه القوائم أن تجد صيغة للتنسيق على مستوى انتخابات الاتحاد بينما تستمر في التنافس على مستوى الجمعيات· وبإمكانها أن تشكل قائمة محاصصة فيما بينها كما فعلت الائتلافية عندما بدأت كقائمة مكونة من أربع قوائم موجودة على الأرض، حيث اجتمعت قوائم الإخوان والسلف وقائمة أبناء القبائل وقائمة "الحضر" ثم تحولت الى قائمة متجانسة فيما بعد على الرغم من هيمنة الإخوان المسلمين عليها الى لآن وخروج السلف بقائمة مستقلة بهم فيما بعد·
كما يمكن للقوائم المتنافسة أن تشكل قائمة جديدة عضويتها مفتوحة لأعضاء القوائم الأخرى المنافسة للإخوان وتشكل على أساس برنامج طلابي محدد قابل للتنفيذ وممكن قبوله من قبل الطلبة، وهي تجربة نجح فيها التحالف الوطني الديمقراطي على مستوى سياسي أكبر، حيث يتشكل أعضاؤه من أعضاء في المنبر وآخرين في التجمع الوطني ومن خارجهما من دون التخلي عن عضوية التنظيمين القائمين ومن دون أن يشكل التحالف بديلاً لأي منهما بل أصبح حاصل التقاطع فيما بين جميع أعضائه حول القضايا العامة والرئيسية التي لا يختلف عليها الأعضاء، هذه تجربة بإمكان القوائم الطلابية الوطنية المنافسة للإخوان دراستها والاستفادة منها·
الأهم هو أن يفكر أعضاء هذه القوائم بأنه لا مكان لمن يصر على أن يبقى صغيراً متمترساً وراء أحلام الماضي والتاريخ والأمجاد أو ربما المستقبل الخيالي·
