رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 21 يونيو 2006
العدد 1733

حرامي العديلية لم يحتمل فتاوى تحريم الشراء
حوار بين فتاة وابن الراشي

بعد عشاء خفيف (هم تعشوا عشا خفيف·· وأنا ضربت السيفود باستا بالخمس) مع مجموعة من الصديقات توجهنا أنا، وأختي وبنت خالتي إلى العديلية بغرض توزيع المنشور (1،2 ) المتضمن على فتوى السيستاني والطبطبائي حول شراء وبيع الأصوات·

كان هدفنا الأول هو المقر الانتخابي لأحد المرشحين ممن عرف عنهم شراء الأصوات منذ الانتخابات الماضية·

وصلنا المقر النسائي متأخرين، فقد انتهى المرشح من إلقاء كلمة أمام الناخبات وكان في طريقه إلى مقر الرجال الذي يبعد خطوات عن مقر النساء·

نزلنا وبدأنا بتوزيع المنشور على السيدات المتواجدات حول المقر·· ولأن المقر عبارة عن منزل لم يكن من اللائق اقتحامه لتوزيع فتاوى دينية فقد اكتفينا بوضع المنشورات على السيارات أو تسليمها يدا بيد للأخوات اللاتي في طريقهن إلى السيارات·

بقيت إحدانا "بنت خالتي" بجوار مقر السيدات بينما صعدت إلى السيارة مع أختي وبدأنا بتوزيع ما لدينا على الرجال من المارة منهم من رحب وشجع ومنهم من "طقته البوهة" استدرنا بسياراتنا للعودة الى المقر النسائي حيث تنتظر ثالثتنا وحال صعودها السيارة قررنا أن نوزع المزيد من المنشورات ونأخذ لفة أخيرة على الشارع حيث يقع المقر وفي تلك اللحظات رن تلفوني وكانت الزميلة البلوغرية اللي ساعدتنا في التوزيع فقالت لي إن أحد المنظمين أبدى لها احتجاجه على توزيعها للمنشورات بجانب مقرهم·

ما إن بدأنا التحرك حتى أوقفنا شاب جميل المحيا دقيق الملامح، علقت على رقبته بطاقة تشير إلى أنه أحد منظمي الندوة أو الحملة وطلب منا إيقاف السيارة لأنه يريد التحدث معنا، أوقفنا السيارة في إحدى الزوايا، وانتظرنا الشاب·· وما هي إلا دقيقة حتى كان هو، ومعه رجل أربعيني عريض المنكبين شلولخ فدار الحوار التالي عبر شباك السائقة/ أختي·

عريض المنكبين: انتو شقاعد تسوون وبأي حق قاعدين توزعون هالأوراق·· ترى آنا اقدر أوديكم بداهية·

آنا: خير أخوي؟ شعندك ضد اللي قاعدين نوزعه·

عريض المنكبين "بابتسامته الصفراء: "هذا مو قانوني·· آنا مباحث وترى أقدر أؤذيكم"·

آنا: أي قانون هذا؟ احنا أحرار نوزع اللي نبيه وانت مالك سلطة علينا·

عريض: لا مو أحرار·· شتقصدون قاعدين توزعون هالكلام عندنا؟

آنا: عفوا·· أنت شاسمك؟

عريض: ليش تبين اسمي؟

آنا: يعني قاعدين نتكلم بدون لا نعرف اسمك·· ليش ما تقولون أساميكم؟ شمنه خايفين؟

الشاب اللطيف وقد أخذته الحمية لاتهامه بالجبن: لا مو خايفين آنا فلان ولد فلان الفلاني- ابن المرشح·

آنا: والنعم فيك وفي أبوك·· واللي معاك شاسمه؟

صمت مطبق

آنا: زين تخلوني أصوركم؟

طلعت تلفوني لالتقاط صورة فغطوا وجوههم كالصبايا الخجولات·

عريض المنكبين: لا لا·· لا تصورين رجاء·

آنا: زين ما أصور·· بس إنت شاسمك؟

عريض: شتبين باسمي؟

آنا: نتعرف بس·

عريض المنكبين ممتنع عن الكلام·

آنا: الحين ريال طول بعرض وتقول مباحث خايف أصورك وما تبي تعطيني اسمك؟ آنا اسمي "شروق عبدالمحسن" وساكنة بالجابرية- أظن هذي عدوى خالد الفضالة- انت شاسمك؟ مو معقولة ريال وخايف تقول اسمك·

الشاب اللطيف: لا يبه مو خايف اسمه علان الفلاني- نفس اسم العائلة·· ولد عم المرشح·

آنا: تشرفنا·

الشاب: الحين ليش قاعدين توزعون أوراقكم هني·· شتقصدون؟ وليش ما توزعونها على باجي المقار؟

آنا: لا، لا تخاف·· نوزعها عندكم وعند غيركم·

علان عريض المنكبين "وقد علت وجهه نفس الابتسامة الصفراء": "انتو من دازكم·· من طرف منو؟ صالح الفضالة؟

الشاب: لا هذيله مو من طرف صالح الفضالة- الواد فتك·

أختي: يعني لازم نكون من طرف أحد؟ احنا هني بنوزع هالأوراق ومو يايين من طرف أي أحد·

علان عريض المنكبين: لا انتو قاصدين تشوهون سمعة مرشحنا·· وإلا ليش توزعونها عندنا تحديدا؟

آنا: أولا قلنالك وزعناها عندك وعند غيرك بس الغريبة إن انتو بس اللي احتجيتوا عليها مع إنهاما فيها إلا فتاوى من شيوخ دين·· ليش متحسسين من الموضوع؟

عريض المنكبين: أي رجال دين إنتي تعرفينهم ذولي؟ أختي: إي نعرفهم·· هذا محمد الطبطبائي وهذا السيستاني·

آنا: مو مقتنع في كلامهم عطني اسم شيخ دين تحترمه وأييب لك منه فتوى·

عريض المنكبين: لا يبه آنا مالي شغل بالدين·· آنا ما عندي إلا شيخ واحد·

أختي: منو شيخك؟

عريض: شيخي صباح الأحمد·

آنا: زين ما عندك دين، وترى احنا بعد محنا متدينين بس ما عندك أخلاق؟

عريض: إذا مو متدينين شعندكم توزعون هالمنشورات·

آنا: والله مستعدين نوزع أي شي يخلي هالانتخابات أنظف·

عريض: زين شرايكم بخمسمية دينار وجنطة شانيل؟ ترضيكم؟ تسكتون؟

الحين إحنا اللي طقتنا البوهة·· أختي اللي قاعدة يمي أشوفها بدت تتنافض·· وبنت خالتي في الكرسي الخلفي كانت مصدومة ورفعت الجامة·

أختي: أنت الحين ما تستحي أشكره تقول إنك تشتري أصوات؟

عريض المنكبين ومعه الشاب اللطيف بصوت واحد: إي يبه إحنا نشتري أصوات·· شعندكم؟

آنا: واحنا بعد هني وبنوزع اللي عندنا عسى تنظف الديرة من أمثالكم·· شعندكم؟ وبعدين سمعنا إن الصوت بألف مو بخمسمية؟

عريض: لا الصوت بخمسمية بس ما راح نزعلكم·

آنا: زين سمعنا إن الجناط اللي توزعونها تقليد·

وهنا أعلن الشاب الصغير رفضه لاتهامنا بصوته الجهوري قائلاً: لا والله، آنا اللي مسافر ويايبهم·· اصليين الجنطة بثمانمية دينار·

عريض: يبه تعالوا عندنا بالمقر باجر الساعة سبع ونص، واحنا نعطيكم اللي يرضيكم·

حاولت أسجل الكلام على تلفوني، بس شافوني وامتنعوا عن الكلام·· سجلت مقطع صغير أسألهم فيه عن سعر الصوت مرة ثانية فأنكرا: لا يبه احنا ما قلنا نبيع ولا نشتري·

وبعد شوي شفت الشاب الصيغر اللي عمره ما تجاوز السبعة عشر عاما يمشي باتجاه شباكي·· نزلت الشباك·

الشاب الحليوة: لو سمحتي مسحي التسجيل·

آنا: لا مانعي ماسحته·

الشاب: أقول لك مسحيه·· رجاء·

آنا: ترى ما قلتوا فيه شيء يسوى·· وكلكم خقيتوا لما بديت أسجل·· يعني لا تخاف الشريط ما فيه شيء عليكم·

الشاب: اقول لك مسحيه·· ما نبي تتشوه سمعتنا زيادة·

آنا: شفيها سمعتكم؟

الشاب "بتأثر": إنتي تدرين·· سمعتنا صايرة بالأرض·· آنا ما أنام بالليل من الكلام اللي أسمعه·

آنا: زين ما سألت نفسك ليش سمعتكم بالأرض؟ وليش الناس مو عاجبها اللي قاعد يصير عندكم؟ تري شفنا وايد بنات طلعوا من مقركم وشجعونا على اللي سويناه ويقولون لناتبون تفضحون هالمرشح روحوا لمقره بالليل وشوفوا هناك شيعطيكم·

الشاب: أدري يعني ما أدري·· والله أدري·

آنا: زين ليش ترضاها على نفسك؟ إنت شاب صغير ومثل أخوي·· حرام اللي قاعد تسويه·

الشاب: هذا أبوي·· يعني ما أشتغل حق أبوي؟

آنا: إي·· إذا أبوك يسوي غلط مو مضطر أنت تجاريه·

الشاب: إنتي من صجك؟؟ يعني أطلع من ظهر أبوي وأقلب عليه·

آنا: آنا ما قلت تقلب عليه·· بالعكس آنا أقدر إنك تحب أبوك وتبي تساعده·· وبالعكس اللي ما فيه خير في أهله ما فيه خير في الناس·

الشاب: زين·· يعني شسوي؟ هذا أبوي·

آنا: أنت وأبوك وأهلك على عيني وراسي·· آنا بعد أحب أبوي، بس ما أوقف معاه إذا غلط·· أكيد هذا أبوك بس على الأقل لا تشتغل بحملته وبهالطريقة·· خلك معاه لأنك ولده بس بدون لا تسوي الغلط·

الشاب: إنتي الحين جايه تعدلين الديرة؟ ترى الديرة كلها خربانة وما تمشي إلا بهالطريقة·

آنا: لا والله الديرة ما اختربت إلا من فعايلكم·· وإي نعم آنا آبي أعدل اللي أقدر عليه·

سكت الولد شوي بعدين قال بنبرة واطية: إنتي ما تدرين، آنا كل مرة أخلي فيها وحدة من "الحريم" تحلف عالمصحف تخنقني العبرة·

هني آنا اللي خنقتني العبرة·· ما أدري إذا هالمرشح يدري شقاعد يسوي بولده·· عمره 17 سنة بس يا ريت أبوه كان موجود وسامعه·

وحسيت أن كلامي ضايقه·· وإن إحنا ما نختار أهالينا، وإنه مجبور أنه يجاري ابوه·· هذا غير إني حبيت هالولد·· ملامحه تدش القلب، ومخه نظيف بغض النظر عن بعض الكلام اللي قاله·

لو ما كان بيني وبينه هالكلام، كنت راح أنشر اسم المرشح بالكامل، بس بعد كلامي وياه·· ما أدري شصار فيني·

أدري كلامي فيه شوية سذاجة وانفعال·· بس مو بيدي لما قلت لأخوي إني مترددة أنشر هالكلام زعل مني وقال شلون تبون تفضحون هالناس إذا بتنحرجون من نشر أسامي؟ عاد آنا أخوي زعول وبسرعة يطنقر·

المهم: تعبت·

ووراي شغل·

في تفاصيل ثانية ما ذكرتها لأني ما أبي أقولها·

وفي كلام ما قلته لأني نسيته·

فنرجو من زميلات الكفاح اللي كانوا معاي بتذكيري بما سقط سهوا·

وكل الشكر لكله مطقوق اللي ما قصر، ساعدنا بالتوزيع·· وعرض مساعدته لما كنا نتلكم مع عصابة القطط السوداء·

المهم·· الليلة نتجمع عند مقر التحالف الوطني الديمقراطي بالروضة الساعة  8:30·

وصلوا الدعوة لكل اللي تعرفونه·· ولتكن لنا وقفة ضد القمع الحكومي، وإلا ترى بنصير مثل سورية ومصر وأسوأ·

 

المصدر: http://jabriya.blogspot.com

طباعة  

كلما شعر "ثلاثة +1" بفقدان السيطرة على مجريات الانتخابات
حلف الفساد يدفع البلد الى حافة الهاوية

 
تطويراً لفكرة جمعيتي "المهندسين" و"الصحافيين"
"مجلس التخطيط" لإنشاء هيئة لمراقبة المجتمع المدني

 
تخبط وزارة الإعلام تعبير عن أزمة الحكومة الفعلية
 
فيما يتندر الناس بالعودة الى أساليب ما قبل النفط
أزمة المياه تعبير صارخ عن ضياع الثروة

 
موافقات رسمية ومختومة دون تحديد الجهة والمراجعة بعد الانتخابات
فضائح العلاج في الخارج

 

 
فئات خاصة