كتب سالم العبيدان:
تستمر تصريحات مسؤولي وزارة الطاقة وتطميناتهم حول قرب انتهاء أزمة المياه ويستمر معها تذمر الناس من الحالة التي آلت إليها البلاد وضياع المليارات من دون استخدام الحد الأدنى من التخطيط البدائي، فتقدير الزيادة في الاستهلاك السنوي لا يحتاج الى خبراء وكمبيوترات معقدة، إلا أن الوزارة بكل وكلائها وطاقمها البشري وكل المناقصات والمزايدات والأموال التي بعثرت طيلة السنوات الماضية تفاجئنا بعدم استعدادها لمثل هذه الأزمة·
كنا قد كتبنا من قبل عن أن إنتاج المياه مربوط بشكل أو بآخر بإنتاج الكهرباء في أغلب المحطات عدا المحطات التي تستخدم التناضح العكسي للتحلية، ما يعني أننا ربما أمام أزمة كهرباء قادمة إن استمر الوضع على ما هو عليه·
من جانب آخر ورغم نفي مسؤولي "الطاقة" عن عدم إيصال مياه الى العراق، إلا أن مصادر أفادت بأن أحد أسباب الزيادة اعتماد القوات الأمريكية المتواجدة في الكويت وجزء من العراق على المياه الكويتية وهو ما لم يحسب ضمن توقعات الاستهلاك، بحسب المصادر·
وتضيف المصادر أن الانفجارات المتكررة في شبكة أنابيب المياه رغم تجديدها مؤخراً قد تشير الى تلاعب قام به بعض المقاولين ولم تراقبه الوزارة بشكل صحيح ما أدى الى هدر كبير في كميات المياه المتسربة الى الأرض وتلك التي تسبح بها بعض الشوارع، كما تقول المصادر أن على الحكومة والجهات المعنية بترشيد الإنفاق البدء بوزارات الدولة التي تهدر فيها المياه على مدار الساعة بسبب تهالك التمديدات في دورات المياه يضاف إليها شبكات ري الزراعة التجميلية في الشوارع·
الأزمة، كما تقول المصادر، ليست سوى جزء من أزمة أكبر تتمثل في فقدان التخطيط على كل المستويات اللهم إلا التخطيط لمزيد من نهب ثروات البلاد وكأنها زائلة قريباً، هذا الفساد الذي نخر جسم البلد كالسرطان هو المفسر الوحيد لهذه الأزمات، وما سيأتي بعدها، إن تركت إدارة مقدرات البلاد بأيدي هذه القلة المستأثرة بكل شيء وتتحكم في مصير البلاد والعباد·
