كتب برجس النومان:
يخشى المراقبون للأوضاع الراهنة أن تكون الأزمة التي فجرها موقف وزارة الإعلام من الفضائيات الخاصة، ما هي سوى مظهر من مظاهر التخبط الخطير الذي أصبحت تمارسه قوى الفساد كلما قرب موعد ساعة الحسم يوم 29/6·
فبالرغم من كل الغضب والاستياء الذي أثاره قرار وزير الإعلام بوقف تلك الفضائيات، وملاحقة القائمين عليها، إلا أن ما يخشاه المراقبون حقا أن تؤدي حالة الهلع التي تسيطر على قوى الفساد كلما غصت مقار القوى الوطنية بجموع المواطنين المتلهفين لسماع كلمة الحق، أن تؤدي الى المزيد من التخبط الذي قد يدخل البلد في أزمات قد تفوق وبكثير الأزمة التي أثارها قرار وزير الإعلام المجحف!!
هذا ويتداول المترددون على المقار الانتخابية تداعيات القرار الإعلامي الهزيل، مشيرين الى مخاوفهم من أن قرارا محبطا كهذا، وفي هذه المرحلة الساخنة، لا بد أن يكون مصدره أبعد بكثير من مكتب وزير الإعلام، بل إن بعض هؤلاء يصرون على أنه قرار صادر من (الحكومة الفعلية) التي أصبحت تدير البلد، وتسمي مرشحيها وتدعمهم بكل الوسائل، حتى لو اضطرها الأمر الى انتهاك أبسط أولويات الحقوق، كالحق في التعبير، وتكميم الأفواه والعقول وحظر كل الكلمات حتى إن كانت بلغة الإشارة!!
وتجدر الإشارة هنا الى أن التناقضات التي وردت في تصريح وزير الإعلام، وأيضا في محاولته لإيضاح موقفه عبر تلفزيون الكويت، تؤكد أن "الإعلامي المهني المحترف" قد ضيع المشيتين عندما أصبح "سياسياً" فوقع وبكل أسف ضحية للمحاولات الشرسة التي تمارسها قوى الفساد لاحتواء كل مظاهر النجاح التي تؤكدها طروحات وندوات القوى الوطنية، والتواجد الشعبي الكبير في مقارها·