رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 24 مايو 2006
العدد 1729

الانبعاث الثاني لطالبان:
معارك ضارية وتوتر باكستاني - أفغاني رسمي

كابول - خاص بـ "الطليعة":

أثارت تصريحات الرئيس الأفغاني "حميد كرزاي" حول ضلوع باكستان في إمداد متمردي طالبان بالمعونة اللوجستية تساؤلات حول حقيقة الموقف الحالي في باكستان، واتجاه الرياح· فمن المعروف أن باكستان في الماضي، التي كانت القاعدة الخلفية لعمل المجموعات الأفغانية والعربية التي تزيّت بزي "الإسلام" و"الجهاد" تحت رعاية المخابرات الأمريكية ضد الحكومة الأفغانية والتدخل السوفياتي في الثمانينات لحمايتها، هي نفسها التي لعبت دورا حاسما في إمداد حركة طالبان بالدعم اللوجستي أيضا لشق طريقها نحو "كابول" بعد انهيار الحكومة الأفغانية وانسحاب القوات السوفياتية، ثم انقلب الموقف مع الهجوم الأمريكي على حكومة طالبان، وانحياز باكستان للتحالف الجديد ضد "الإرهاب" الذي أصبح العنوان العريض الذي تواجه فيه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها أية مقاومة لامتدادهم العسكري والاقتصادي والسياسي، ولعبت باكستان الرسمية دورا فعالا ولوجستيا في إسقاط حكومة طالبان، ومطاردة عناصرها التي تقيم علاقات وثيقة مع امتداداتها القبلية في الأراضي الباكستانية·

هذه التصريحات بدت غريبة، وتشير الى أن ثمة توجهات جديدة بدأت تفرض نفسها على باكستان الرسمية، ربما تكون عودة جديدة الى لعب دور في تغيير قادم في أفغانستان، قد لا تكون طالبان بعيدة عن تصدره، والمعارك الضارية الأخيرة التي اندلعت في ما يشبه المواجهات الشاملة في عدة مقاطعات أفغانية تجري بعد وقت قليل من تصريحات "كرزاي" وقد تكون علامة على انقلاب جديد في الموقف مدعوم أمريكيا بالدرجة الأولى، لأن باكستان الرسمية في تحولاتها، كمنطقة إمداد لوجستي للداخل الأفغاني، تخضع منذ استيلاء الجنرال "مشرف" على السلطة وتقويض الديمقراطية الباكستانية التي كانت الى حدما هامش أمان لاستقلالية القرار الباكستاني، للقرار الأمريكي بلا تساؤل·

صحيفة "الإندبندنت" البريطانية (عدد 21 مايو 2006) تقدم تقريرا شاملا لمناطق المعارك الضارية هذه التي اعتبرتها انفجارا جديدا لم يسبق له مثيل منذ إزاحة حكومة طالبان في العام 2001، وتجري معظم هذه المعارك في مقاطعة هيلموند، حيث يتواجد 3300 جندي بريطاني، وفي مقاطعة قندهار حيث تتواجد قوات فرنسية خاصة في جنوب شرقي أفغانستان، أما في مقاطعة أوزورجان، حيث يتواجد الأمريكيون، فقد شهدت المنطقة معارك عنيفة أيضا، بالإضافة الى ذلك امتد نشاط طالبان إلى مقاطعة "زابول" وإلى غرب مدينة هيرات·

هذه علامات قد تكون مؤشرا على ظروف مناخية مواتية لقوات طالبان، إلا أن المناخ السياسي في ضوء التوتر الباكستاني - الأفغاني الرسمي هو صاحب الغلبة كما يبدو· فهل أصبح من المطلوب الآن أمريكيا دعم "طالبان" في انبعاثها الثاني لوجستيا عن طريق الحليف الباكستاني؟!

لا أصدقاء في السياسة ولا أعداء كما يقال، بل مصالح، ولكن هل هناك أكثر تقلبا من المصالح، وخاصة إذا بدأ المناخ الدولي يتغير في منطقة تقع على تخوم العملاق الصيني القادم، والعملاق "السوفياتي" العائد؟

طباعة  

فيما يرى نواب الحكومة و(الثلاثي + واحد) أن الحل نهاية المطاف
الإصلاح ومحاربة الفساد شعار الحملة الوطنية في الانتخابات

 
أما من مخرج أنسب؟
 
قراءة في أسباب طلب الحكومة حل المجلس
 
الثلاثي والأدوار الغريبة!!!
 
"القفز إلى المجهول".. لماذا الخوف؟!
 
مفارقات زمن الردة
 
تحليل سياسي
مشاورات سرية في دافوس

 
سجناء غوانتانامو ممنوعون من الحياة.. وممنوعون من الانتحار!