رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 4 أبريل 2007
العدد 1768

أكدن أن وصولها لن يأتي إلا بالقوائم
ناشطات: وصول المرأة إلى مجلس الأمة لا يتم إلا بالتوعية والتخلص من الموروثات القبلية والطائفية والدينية

   

             

 

·       لولوة القطامي: الكفاءة هي مفتاح وصول المرأة للمجلس

·         لولوة الملا: الوصول إلى المجلس بحاجة إلى كفاءة سواء من المرأة أو من الرجل

·       إقبال العيسى: نحن بحاجة إلى تغيير الموروث الاجتماعي

·         هناء الصانع: المرأة بحاجة إلى فهم لعبة الوصول إلى المجلس

·         د· طيبة الإبراهيم: زيارات الداعية هي من روجت إلى حرمانية انتخاب المرأة

 

تحقيق - فراس حسين ومحيي عامر:

بعد أن خاضت المرأة تجربتها الأولى في انتخابات 2006 تجلت السلبيات التي عاقتها  في الوصول إلى المجلس ولعل هذه الصعوبات تتيح للمرأة اكتساب خبرات من هذه التجربة·

ويرى الخبراء أن أمام المرأة الكويتية طريقا طويلا مليئا بالعواقب أبرزها جبال الموروث الفكري القبلي والتشريعات الإسلامية التي تحلل في غير صالحها·

وفي المقابل يرى آخرون أن العلة تكمن في المرأة نفسها، فمن جهة يرون أن المرأة مقصرة في المطالبة بحقوقها السياسية ولعل الثقافة والوعي السياسي تفتقر لهما ولا تسعى إليهما· ومن جهة أخرى نرى الجمعيات والجهات التوعوية المتخصصة في هذا المجال تستقطب المثقفات والواعيات من النساء، فيما تقبع الشريحة الكبرى المستهدفة من النساء في منازلهن تحت غطاء التحفظ وولاية الرجال·

وتشهد الانتخابات القادمة تقسيمة دوائر جديدة يراهن عليها الداعون لنصرة المرأة في وصولها إلى مجلس الأمة في ظل القوائم الانتخابية·

وفي الوقت نفسه لا ينفكون عن مطالبة القوى السياسية بدعم هؤلاء النساء لتغيبها طويلا عن الحياة السياسية الذي امتد قرابة الأربعين عاما·

وفي ظل تساؤل الشارع عن مستقبل المرأة السياسي أجرت "الطليعة" حوارات مع شخصيات نسائية مهتمة بدعم المرأة وتحليل مستقبلها السياسي وتمحور التحقيق حول ثلاث نقاط أولها الحل الأمثل لوصول المرأة إلى المجلس وثانيها متعلق بالتقسيمة الجديدة للدوائر وهل ستساعد في وصول المرأة إلى البرلمان·

أما النقطة الثالثة فهي حول خطوة الحكومة الأخيرة بإضافة وزيرة أخرى إلى تشكيلتها وما أبعاد هذه الخطوة· وفيما يلي التفاصيل:

 

الإبراهيم: حلقات توعوية

 

بداية ركزت د·طيبة الإبراهيم في حديثها على مدى خطورة تأثير الداعية على المرأة غير الواعية وتوجيه أفكارها، ودعت إلى حلقات نقاشية تثقيفية مضادة فقالت: "أعتقد أن زيارات الداعي أو الداعية الإسلامية هي من كانت تروج إلى حرمانية انتخاب المرأة، وأن الرجل ولي على المرأة وما إلى ذلك من إرشاد، ويأتي هذا التعرف عكس ما تريده المرأة المترشحة، وغالبية الرجال لدينا ضد المرأة في هذا المنظور، ونأمل أن تعي المرأة هذا الموقف من غالبية الرجال· كما شهدنا أيضا موقفا مضادا في انتخابات 2006، حين شاهدنا المرأة نفسها من لا تريد وصول نظيراتها من النساء، بدعوى هذه "الحرمانية" المروجة من قبل الدعاة· وإذا استمرت الحال كما هي عليه فلن تنجح المرأة أبدا، وأعتقد أن حل هذه القضية يتمثل في إقامة دعاوى مضادة لمثل هذه الدعوات يتخللها حلقات نقاشية تصحح الأفكار التي ركز عليها "الداعية" في زياراته الخاصة"·

أما فيما يخص الدعوات في الجمعيات الثقافية فقالت: إنها محدودة وتخص المثقفات، وكأننا نصب ماء في كوب ممتلئ، فيما يجب التركيز على توعية المرأة العادية·

كما أنه لن يكون هناك فائدة من التقسيمة الجديدة إلا إذا وعت المرأة العادية أهمية المشاركة في الحياة السياسية حيث قالت الإبراهيم في هذا المجال: "لن تخدم تقسيمة "الدوائر الخمس" المرأة في الوصول إلا إذا وعت المرأة العادية أهمية مشاركتها في الحياة السياسية، وخلاف ذلك لن يكون هناك فائدة حتى لو كانت الكويت دائرة واحدة، أما بالنسبة لي شخصيا، فأنا أفضل الترشح مستقلة ولن ألجأ إلى القوائم إلا إذا اضطرتني الظروف إلى ذلك"·

وأكدت أنه يجب أن تكون نصف التشكيلة الحكومية من النساء فقالت: "كانت فرحتي كبيرة بتوزير وزيرة أخرى، خاصة أنها ليبرالية متحررة الأفكار تستطيع خدمة المرأة والكويت بصفة عامة· وأتمنى دائما أن تكون نصف الحكومة "50%" من الرجال ونصفها الآخر من النساء، حيث إن المرأة تتفوق بالأمانة والجدية والإخلاص، ونجد أن الرجل قد وهب نفسه القيادة بالقوة العضلية، فيما زحفت المرأة إلى القيادة بالقوة العقلية"·

وقالت: كنت واضحة جدا بطرح فكري حين رشحت نفسي للانتخابات لأنني أريد دخول المجلس بالفكر نفسه الذي أومن به، فأنا ثابتة على مبادئي التي أومن بها، بعكس آخرين يجعلون النجاح أولا ثم تطبيق المبادئ ثانيا"·

 

الملا: كفاءة ومبدأ

 

فيما تحدثت لولوة الملا أمينة سر الجمعية الثقافية فقالت: إن الوصول إلى المجلس بحاجة إلى كفاءة سواء من المرأة أو من الرجل· وتحتاج المرأة إلى أن يكون لديها مبدأ تؤمن به، إضافة إلى بصمات واضحة في المجتمع وشخصية قادرة على المواجهات السياسية· أما عن أسباب عدم تمكن المرأة من الوصول إلى المجلس فأشارت أنها تتمحور حول أربعة أسباب أولها نظام الـ "25 دائرة" والذي ينشر الفساد وشراء الأصوات و ما إلى ذلك من أسباب معروفة· والسبب الثاني هو قصر الفترة التي تم فيها حل المجلس وتطلب إجراء انتخابات جديدة· وثالثا هو مجتمعنا القبلي الذي لا يقبل طرح المرأة كنائبة برلمانية، أما الرابع فهو الكفاءة في الاختيار حيث نجد أن هناك العديد من الرجال المشهود لهم بالكفاءة العالية ولم يوفقوا في دخول المجلس وأوضحت أنه ولايزال الكثيرون يرددون أن المرأة هي نفسها ضد المرأة، وأنا شخصيا أساند المرشح الأفضل سواء كان رجلا أم امرأة"·

وأضافت: "أن الإصلاح الحقيقي هو بمشاركة المرأة، والدوائر الخمس وقوائمها ستسهل وتحقق ذلك" مؤكدة على أن الإصلاح الحقيقي لن يأتي إلا بمشاركة المرأة، ومشاركتها لن تتحقق إلا في ظل الدوائر الخمس، لما للتقسيمة السابقة من سلبيات كثيرة، كما سيتيح نظام القوائم للمرأة الصعود إذا ما انصهرت فيه·

وقالت: "وزيرتان فقط غير كافيتين، ولا يستطيع أحد التحكم بذلك غير سمو رئيس الوزراء وهي خطوة جيدة داعية إلى التفاؤل، والوزيرة الجديدة تستحق منصبها كونها بنت التربية وشخصية قادرة على تحمل المسؤولية، وإن وجود وزيرتين فقط في الحكومة غير كاف، فذلك أمر لا يملك أحد التحكم به غير سمو رئيس مجلس الوزراء، لكننا نأمل في المقابل أن تراعى النسبة في الاختيار وأن تعتمد على الكفاءة، وتكون فلسفتها "الشخص المناسب في المكان المناسب"·

 

العيسى: توزيرها خطوة للأمام

 

بينما قالت إقبال العيسى بأن وصول المرأة إلى البرلمان يحتاج إلى تغيير الموروث الاجتماعي من الفكر القبلي والبدء بالعمل من الآن وليس في فترة الانتخابات فقط· وأوضحت أن المرأة تحتاج إلى تبني قضية معينة والتفرغ للعملية السياسية، والبدء بالعمل من الآن، وليس في وقت الانتخابات فقط، للوصول لمجلس الأمة·

وأضافت: "بما أن المرأة مغيبة منذ 40 عاما، فهي تحتاج لدعم من قبل مجموعة سياسية، وعلى المجموعات التي تمثل الوجه الآخر من الأحزاب القيام بذلك، فالمرأة مغيبة عن الحياة السياسية منذ أربعين سنة، في المقابل نجد أن الرجل يسبقها بهذه المدة فبالتالي لن تكون العملية سهلة - على المرأة - إلا من خلال مجموعة سياسية تدعمها· وتقسيمة الدوائر الخمس ستساعد المرأة في حالة دخولها في قائمة انتخابية، وفي غير ذلك ستكون فرصة نجاحها ضئيلة· وعلى الجماعات التي تمثل الوجه الآخر للأحزاب أن تساند المرأة في مسيرتها إذا ما ترشحت وأخص بالذكر المنبر الديمقراطي الذي عرف بنصرته لقضايا المرأة دائما· أما بالنسبة لشخصية المرأة المرشحة، فيجب أن تكون قيادية مقبولة اجتماعيا وقادرة على التأثير والتغيير في المجتمع"·

وأشارت إلى أن وجود وزيرتين في الحكومة فقط  هو نسبة ضئيلة، والمرأة لا تقل كفاءة عن الرجل وأثبتت ذلك في مختلف المجالات· وقالت: "أعتقد أن هناك نساء أحق بالتوزير من وزراء آخرين· ولا يسعنا الآن إلا أن نشكر الحكومة على خطوتها بفتح الباب أمام المرأة، وسنجد في المستقبل القريب النسبة التي ترضينا"·

 

الصانع: الوصول للذكيات

 

وأبرزت هناء الصانع إيجابيات المرأة فقالت: "الذكيات فقط هن من يستطعن فهم لعبة الوصول لمجلس الأمة، وتوزير امرأة أخرى هو مؤشر إيجابي و إن جاء متأخرا" ·وأضافت :"عدم وصول المرأة في الانتخابات السابقة ركيزته قصر الفترة وضعف الاستعداد وعدم استيعاب الوضع من جانبها· وتصل المرأة بطرق مختلفة أهمها الجمعيات والنقابات، لكن الذكيات منهن فقط من يستطعن فهم اللعبة بشكل صحيح أما بالنسبة لتقسيمة الدوائر الجديدة فقد جاءت في صالح المرأة، والقوائم الانتخابية ستخدمها بشكل كبير في وصولها للمجلس وتوزيرها مهم، لكنني شخصيا لا أقبل بأقل من ست وزارات تمثلها المرأة في أي حكومة ستشكل"·

 

القطامي: التوعية المبرمجة

 

وأكدت لولوة القطامي على أن التوعية للمرأة ضرورة للوصول إلى مجلس الأمة حيث قالت: "وسائل الإعلام هي الزائر الوحيد الذي يدخل المنزل دون استئذان، ويجب أن يخصص للتوعية في هذا المجال ويمكن أن تصل المرأة إلى مجلس الأمة من خلال التوعية ودعم الدولة ووسائل الإعلام لها، فإن لم يكن هناك مشاركة من الجانبين الأهلي والحكومي، ستتشكل فجوة كبيرة تحول دون وصولها كما يجب على وسائل الإعلام أن تخصص لها برامج ذات مواضيع محددة تخدمها، باعتبارها الزائر الوحيد الذي يدخل كل منزل دون استئذان· فالندوات التثقيفية يحضرها عدد قليل ومعظمه من شريحة المثقفات، بعكس وسائل الإعلام المختلفة كما ذكرت"·

وأضافت: "سنشهد إشراك الإسلاميين للمرأة ضمن قوائمهم، وسينتج عدد لا بأس به من النساء من الجانب الليبرالي في المجلس كما أن تقسيمة الدوائر الخمس ستسهل من وصول المرأة إذا ما ترشحت ضمن قوائم انتخابية"·

وأكدت "أن الكفاءة هي المقياس أولا وأخيرا فالقضية ليست بقضية كم، بل هي قضية كيف، فإذا كانت وزيرة واحدة نشطة وكفؤة قادرة على التصدي لمشاكل الوطن والمرأة بشكل إصلاحي، فبرأيي أنها تكفي· فالكفاءة هي المقياس أولا وأخيرا"·

طباعة  

الحجاب.. تخطى مفهوم"الحشمة"
 
الفتاة الغربية ترفض الإبهار!
المحجبات يحاكين السافرات في الموضة!

 
دعت إلى إعادة صياغة قانون الحقوق المدنية للمرأة
سعاد الطراروة: النساء في المناصب القيادية.. 6% فقط

 
الحكومة في مواجهة زيادة استهلاك الكهرباء والماء
مواطنون: زيادة التعرفة دون ضوابط مرفوضة

 
البراك: هل وضعت دراسة جدوى لإعادة هيكلة الوطنية العقارية؟
 
ذاكرة الطليعة