رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 4 أبريل 2007
العدد 1768

الفتاة الغربية ترفض الإبهار!
المحجبات يحاكين السافرات في الموضة!

   

                           

 

·       مجتمعات شرقية لا تلتفت إلى قناعة  الفتاة بمسألة التحجب

·       تغليب مظهر الحجاب على مفهوم  الحشمة ميول فتيات هذا الجيل

·       المصممة شروق سالمين: 70  في المئة من زبوناتي محجبات

·         ليلى الغريب: قناعة الفتيات سبب اختلاف موديلات الحجاب

·         فوزية آمان: حجابي ليس مثالي ولكن أرتدي زياً أنيقاً محتشماً

·         داليا علي: الدروس الدينية تؤثر في الفتيات الكويتيات

·        عذاري العنزي: ارتدائي للحجاب مثالي في نظر عائلتي

·         فاطمة عدنان: صديقاتي يؤجلن الحجاب لمرحلة الثانوية والجامعة

 

كتبت سعاد بكاي:

يتفق الكثيرون بأن الحجاب هو موروث ديني وليس موروثا تراثيا، وأن أي تغيير فيه يجب أن يأتي بما جاء في التعاليم الإسلامية ولكن كيف ترى الفتاة مبدأ ارتداء الحجاب؟ وكيف من الممكن أن يتحول الحجاب من إتباع لأمر ديني، إلى غطاء للتزين وإظهار الجمال؟ كيف يرى الكثيرون ارتباط الحشمة بالحجاب في المجتمعات الإسلامية، هو محور استطلاع أجرته "الطليعة" لمعرفة وجهات نظر فتيات محجبات·

 البعض يعتقد بأن الحجاب قطعة قماش تغطي بها المرأة المسلمة شعر رأسها فقط، فيما اختلفت الآراء حسب الرأي والثقافة والوعي لمفهوم الحجاب· ولكن اتفق البعض، بأن الحجاب يتصل بكل تأكيد بالعفة والحشمة، كما جاءت بعض الآراء مخالفة وهو أنه لا يمكن إغفال جانب الحشمة حتى لغير المحجبة، وفي جانب آخر أشارت إحدى مصممات الأزياء بالإجماع العالمي حول مفهوم الحشمة حتى في الدول الأوروبية وأكدت وجود نقد للفساتين العارية في حفلات الأوسكار·

 بعض الفتيات قلن بأن محور تحجب الفتاة الكويتية هو العادات والتقاليد والمنشأ الديني· ورغم غياب الثقافة  الدينية حول مفهوم الحجاب لدى أغلبية فتيات محور الاستطلاع إلا أنهن أشرن إلى ارتباط عامل الحجاب بأهمية حضور الدروس الدينية، وأن والحجاب المثالي يتم تقييمه من خلال وجهة نظر الأهل·

وهناك مفهوم آخر يقبل بأن تغطي المرأة كامل جسدها ما عدا الوجه والكفين، والبعض يعتقد بأن التغطية يجب أن تكون ساترة للجسد دون اهتمام لعنصر الاتساع من عدمه· وهناك من يرى بأن الحجاب عباءة واسعة تغطي الجسد كاملا حتى الوجه·

 

بداية التقينا مصممة الأزياء الكويتية شروق سالمين ومن خلال تجربتها مع عالم الأزياء تقول: نسبة المحجبات تقارب 70% من إجمالي الزبائن لدي وذلك لأن المحجبة تجد مساحة من الحرية في اختيار وتصميم الزي المناسب لها كونها ترتدي الحجاب ولأن السوق المحلي يقدم تصاميم لغير المحجبات بنسبة أكبر فإن النقص الذي تواجهه الفتاة المحجبة في البحث عن تصميم مناسب للحاق بركب الموديلات الحديثة للأزياء يدفعها لتصميم ملابسها في دور الأزياء، وإذا اضطرت الفتاة لشراء زي من السوق فإننا نرى الكثيرات يرتدين أكثر من 7 قطع في آن واحد مقارنة بقطعة أو قطعتين لغير المحجبة وذلك بسبب أن المحجبة ترغب في تقليد غير المحجبة في الموديلات، ولكن هذا التقليد يحدث أحيانا بطريقة غير أنيقة ويشوه التصميم ويظهر الفتاة بزي غير لائق ولا يراعي مفهوم الحجاب ولا يؤدي إلى تحقيق المظهر العام للحشمة·

 

موديلات غريبة

 

وفيما يخص ظاهرة موديلات الحجاب مؤخرا علقت المصممة شروق قائلة: أجد بعض المحجبات، مؤخرا يرتدين الحجاب بطريقة غريبة وهذه الفئة خلقت عندي علامة استفهام كبيرة فهي فئة لم تحظ بحرية السافرات ولا بأجر ومثوبة الحجاب وأصبحن في وسط يعارض المفهومين· وأعتقد بأن هذا السلوك أو الطريقة المتبعة لديهن ترجع لأسباب كثيرة وأبرزها فرض بعض العائلات على الفتاة ارتداء الحجاب دون تعريف بمفهومه الصحيح، كما أن العادات والتقاليد في المجتمعات الشرقية تحتم على الفتاة ارتداء الحجاب وإن كان من دون قناعة· فتحاول الفتاة إرضاء الأهل من جانب ومن جانب آخر تود إشباع رغبتها بالظهور في الأماكن العامة بمظهر جميل ملفت للنظر بارتداء أزياء حسب الموديلات الحديثة· والكثير من الفتيات لا يستطعن التراجع عن قرار ارتداء الحجاب بسبب البيئة الشرقية ورفض المجتمع لخلع الحجاب وهذا الأمر يجعلها تختار الأزياء الجريئة اقتداء بغير المحجبات·

وفيما يخص ارتباط الحشمة والحجاب قالت شروق: في السنوات الأخيرة لا أجد بأن مفهوم الحشمة أصبح ذا صلة قوية بارتداء الحجاب، فأحيانا ألاحظ لدى بعض المحجبات زيا فيه الكثير من الإغراء والإبهار ولفت الأنظار، ومن جانب آخر أجد بعض غير المحجبات يرتدين زيا لا يختلف الكثيرون بأنه محتشم مقارنة بتفكيرنا الشرقي، وهذه الظاهرة في تزايد مستمر حتى أصبحت موديلات الحجاب كثيرة لعل آخرها بشكل قبعة وورود ويظهر جزء من الرقبة والأذن في الكثير منها·

 

مفهوم للحشمة

 

وتضيف "مفهوم الحشمة بالذات لم يقتصر، على المجتمعات العربية حتى أنني لاحظت ذلك في الدول الأجنبية المتحررة وفي حفلات أوسكار يتواجد نقاد ومحللون للأزياء التي ترتديها الممثلات، فعلى الرغم من أنهم يعيشون قمة التحرر إلا أنهم انتقدوا على سبيل المثال زي شارلستون في إحدى الحفلات بتعليقهم بأنه عار جدا وغير محتشم· أي أن كل المجتمعات تضع معايير محددة للحشمة ولكن ما يحصل الآن في عالم الأزياء أن البعض قد يسيئون اختيار ما يتناسب وأعمارهم والمكان والزمان، فالملاحظ أحيانا أن بعض الفتيات في العمل أو الجامعة صباحا يرتدين زيا فيه الكثير من الألوان والبهرجة والموديلات الضيقة بتصاميم جريئة، فيبدون بشكل غير أنيق مما ينعكس على الفتاة وعلى مصممة الزي أيضا· وفيما إذا كانت المرأة الكويتية لديها ميول لتغليب المظهر الجمالي على موضوع الالتزام الصارم بالحشمة أفادت: منذ سنوات طويلة تميزت شريحة كبيرة من المجتمع النسائي في الكويت بين الدول الأخرى بالأناقة ودقة اختيار التصميم المحتشم ولكن البعض منهن وليس الجميع لديهن ميول إلى تغليب المظهر الجمالي أكثر من اهتمامهن بمفهوم الحشمة بسبب الجهل أو قلة الثقافة بالأناقة والأزياء، تحاول بعض الفتيات ارتداء زي مبهر يلفت الأنظار بلون وتصميم غريب، فتصبح نظرة الناس لهذه الفتاة نظرة استغراب وليس إعجاب· وفي بعض الأحيان يستنكر الكثيرون اختيارهن لهذه الأنواع من الأزياء· والغريب أن بعضهن لا يحسن اختيار الزي أو المكياج ولو ذهبنا بهذه الفئة إلى الدول الأوروبية والمجتمعات المتحررة نرى أنهم قد يرفضون هذه الظاهرة، ولكن التنافس بين بعض الفتيات مع قلة الوعي جعلهن يتعاملن مع التصاميم بمستوى محدود ومتكرر مما يدل على مفهوم ناقص للأناقة والجمال· لذا أرى أن على الفتاة دراسة جسدها وميولها لاختيار ما يبرز جمال ملامحها وإخفاء العيوب مما يتناسب مع عمرها والمناسبة ومفهوم الحشمة في مجتمعاتنا وهذا محور اهتمامي في أزيائي التي أقدمها للزبونة وأحرص على سؤالها في نموذج التصميم عن المناسبة ومكان وزمان ارتداء الزي لاختلافه بين الحفلات والأماكن العامة والتوقيت ليلا أو صباحا وتميز ألوان اليوم عن بعضها·

 

الزي المناسب

 

أخيرا تقول شروق سالمين: أنا لست ضد الأزياء الجريئة وذلك ما ينتقده الكثيرون في أزيائي ولكننا نعيش في مجتمعات تقيم حفلات مغلقة ونسائية بنسبة 100% مما لا يمنع ارتداء موديلات مبهرة وعارية بعض الشيء وهي فرصة للمحجبات لارتداء ما يرغبن في المناسبات مثل الأعراس أو الاستقبال أو أعياد الميلاد ولا أجد بأن على مصممة الأزياء بحكم عملها التنازل عن فرض الأصح والأنسب والأجمل على زبائنها، ولا يجب عليها التراجع عن اشتراطات الزي المناسب إرضاء لطلب الزبونة التي قد لا تحسن في بعض الأحيان اختيار ما يناسبها بمفردها·

 

موازنة مثالية

تقول داليا علي: أعتقد بأني أتبع الطريقة المثالية التي تحقق هدف الدين والحشمة وهي أحد متطلبات المجتمع، حيث أسعى إلى ارتداء الملابس الواسعة والفضفاضة التي تخفي أجزاء الجسد وحجابا يغطي الرأس والشعر، رغم أن الآية الكريمة التي تحض على ارتداء الحجاب صريحة إلا أن أشكال اللباس المحتشم وطرق لبس الحجاب اختلفت بين الفتيات وذلك باختلاف العادات والتقاليد والبيئة والمستوى الثقافي، وأيضا الوازع الديني، ولكن بشكل خاص تتأثر بعض الشابات الكويتيات هذه الأيام بالوازع الديني المحض عند حضور بعض الدروس الدينية· وتأتي بعدها العادات الاجتماعية الملزمة للفتاة، إضافة إلى الدين الإسلامي الذي يلزم الفتاة منذ البلوغ بمعظم أمور دينها خصوصا الصلاة·

 

بحكم العادات والتقاليد

 

أما الطالبة عذاري العنزي فقالت: مع ارتدائي النقاب وعدم إظهار حتى ملامح وجهي أعتقد بأنني فتاة ملتزمة دينيا وبطريقة مثالية من وجهة نظر عائلتي· فيما يخص سبب اختلاف موديلات الحجاب بين الفتيات فهو يعود إلى عدة أسباب أهمها التربية والعادات التي اكتسبتها الفتاة من الأهل وخاصة الأم التي تعلمها منذ الصغر ارتداء الحجاب والاحتشام مع أنه يتم تعليم هذه القواعد في المدارس وبين أفراد المجتمع إلا أن بعض العائلات المتحررة ترفضها بشكل غير مباشر من منطلق الحرية الشخصية، ولهذا فإن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق العائلة، والخلاف ينطلق من اختلاف العائلات في الكويت بين الحضرية والبدوية ولكن السبب الرئيسي لتحجب أي شابة كويتية هو بحكم العادات والتقاليد التي تعيشها في مجتمعنا الشرقي·

 

الستر مطلوب

 

وتحدثت الباحثة ليلى الغريب عن الزي بقولها: إذا كان الهدف من الحجاب هو التستر الديني فأنا أعتقد بأني أديت الفرض كما أني ألاحظ بأن كثيرا من الفتيات يرتدين الحجاب بهذه الطريقة وهي ليست طريقة مثلى، ولكنها ستر ما هو مطلوب مع أني لم أطلع على النصوص الدينية الخاصة بالحشمة والحجاب، وفيما يخص اختلاف الأزياء وموديلات الحجاب من فئة إلى أخرى أرى أن الموضوع يرتبط بوجهة نظر ورأي الفتاة وقناعتها بمبدأ الحجاب ولكن العادات والتقاليد تبقى السبب الرئيسي لارتداء الفتاة الكويتية الحجاب·

 

حشمة أنيقة

 

وقالت فوزية أمان: لا أعتقد طريقتي بارتداء الحجاب هي الطريقة المثالية التي صرح بها الإسلام وهو الخمار الذي يكون واسعا ويغطي الكتفين والصدر حتى لا تظهر أي معالم لجسد المرأة، لكني أحرص على أن يكون حجابي والزي الذي أرتديه فيه الحشمة المطلوبة بطريقة أنيقة·

وقد قرأت الكثير من النصوص الدينية والآيات الخاصة بذلك·

لقد ظهرت مؤخرا أشكال من اللباس المحتشم وموديلات الحجاب متأثرة بالموضة ولكن الأهم برأيي أن تحرص المتحجبة على تغطية الشعر والرقبة وإن كان الحجاب بشكل مختلف عن المتعارف عليه·

بالنسبة لي فقد رأيت أنه من الأنسب لي ارتداء الحجاب قبل أن أباشر  في تلقي دروس في تحفيظ القرآن، وكان ذلك مفاجأة للجميع وخاصة لوالدتي التي كانت تنصحني بارتدائه من فترة طويلة·

 

حديث والدتي

 

أخيرا التقينا الطالبة فاطمة عدنان: التي تبلغ من العمر إحدى عشرة سنة وبرغم صغر سنها فإنها ارتدت الحجاب لقناعتها به وتقول: "أنا اقتنعت بحديث والدتي عن الحجاب وقرأت قصصا كثيرا حوله وأتذكر دائما أن الرسول أوصى زوجاته بالحجاب· لكنني أرى موديلات كثيرة للحجاب والفتيات يملن نحو تقليد الموضة، ولكن حسبما أعرف يجب أن يكون الحجاب ساترا للشعر والجسد لا يرتدي مع لباس ضيق، أنا واثنتين من صديقاتي الوحيدات المتحجبات في صف توجد فيه 24 طالبة، ودائما يسألنني لماذا ارتديت الحجاب، وجميعهن يؤجلن الحجاب إلى مرحلة المتوسطة والثانوية والجامعة·

طباعة  

الحجاب.. تخطى مفهوم"الحشمة"
 
دعت إلى إعادة صياغة قانون الحقوق المدنية للمرأة
سعاد الطراروة: النساء في المناصب القيادية.. 6% فقط

 
الحكومة في مواجهة زيادة استهلاك الكهرباء والماء
مواطنون: زيادة التعرفة دون ضوابط مرفوضة

 
أكدن أن وصولها لن يأتي إلا بالقوائم
ناشطات: وصول المرأة إلى مجلس الأمة لا يتم إلا بالتوعية والتخلص من الموروثات القبلية والطائفية والدينية

 
البراك: هل وضعت دراسة جدوى لإعادة هيكلة الوطنية العقارية؟
 
ذاكرة الطليعة