رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 4 اكتوبر 2006
العدد 1745

استراحة رمضانية
خذ رفة صايم.. بين الصاحي والنايم!

                                                                    

 

بقلم: سليمان الفهد

 

رمضان جانا.. أهلا رمضان!

 

·    وأنا طفل كنت أحب رمضان إنسانا يدب على الأرض، ويحنو على الفقراء والمساكين، ويحدب على المرضى، ويحضن اليتامى، ويعول المرضى·· إلى آخر الأفعال الزينة·· وكنت أتخيله شيخاً مهيبا جذاباً طلق المحيا لا عيب فيه البتة! ولو لم يكن الأمر كذلك: لما استقبلته جدتي بدموع الفرح، وشهقة الشوق، ومشاعر الرضى والسكينة والحب المشبوب! كم تمنيت أن تكتنفني المشاعر الجياشة التي كانت تسكن جدتي تجاه "العم رمضان"·

·    تداعت الى ذاكرتي الخواطر البالغة حين يسألني حفيدي عن عمو رمضان الذي خبرناه في بيوت الطين في الأيام الخوالي، ولأن الجواب "ميلودرامي" كما فيلم هندي سأكف عن موال البكاء على أطلال الماضي توفيراً لعلبة مناديل "الكلنكس" منشف الدموع والذي منها!

 

من قرأ محاضرة بابا روما؟!

 

·   اللهم لا اعتراض على القضية المضرية التي ثارت ضد ما جاء من مزاعم وإساءة ضد الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم في محاضرة قداسة بابا روما·

لكن، أتساءل: من قرأ الترجمة الحرفية لمحاضرة قداسة البابا، لكي يتصدى لها بالتفنيد والإيضاح والإضاءة؟! ذلك أن الغضب - وحده - مجرد تسجيل موقف عاطفي لا يفضي الى جدوى!

ويبدو أنها "الغضبة المضرية الجاهزة - باتت من عاداتنا القومية الفلكلورية المتبدية في احتجاجنا وغضبنا على أي ممارسة نعدها خاطئة وربما خطىئة، قبل أن نعرف كنه ومحتوى الممارسة الخطيئة! من هنا فإن بادرة مجلة "أخبار الأدب"  المصرية الصادرة الأحد قبل الماضي، تشكل استجابة صحية للجدل التي هي أحسن، إذا عمدت الى ترجمة الفصل الخاص بالإسلام، وفندت كل ما جاء في محاضرة البابا من فريات، ومزاعم، وتخرصات، كما أنها كرست ثلثي صفحة للحديث عن السيرة السياسية للبابا في شبابه ومواقفه العقدية والسياسية·· الى آخر ما ورد من معلومات تفيد قارىء المحاضرة وتضيئها فضلا عن أنها تمكن الراغب في التصدي من الاستجابة الحضارية اللائقة بالإسلام - وأعتقد أن موقف صحيفة "أخبار الأدب" القاهرية - يختزل عشرات الخطب العصماء التي لعلعت - مشكورة - تلوك عبارات التنديد إياه فقط لا غير·

 صحيفة "أخبار الأدب" ليبرالية - لمن لا يعرفها - لكن العاملين فيها غيورون على الإسلام مثل غيرهم من المسلمين· لأنهم - ببساطة - مسلمون·· وهذا حسبهم! فلا يحتكر الدفاع عن الإسلام والمسلمين، بدعوى أن قوله الحق وما عداه باطل، والحق أن هذا الاعتقاد هو الباطل بعينه!

 

حين تكون الغبقة: هيفا وهبي!

 

دخلت ديوانية متقاعدين زوارهم قلة، وكانوا يتحلقون حول التلفزيون مبحلقين في الطلعة البهية المرسومة "على سنجة عشرة" على قولة إخوتنا المصاروة! - هيفا وهبي·

سلمت عليهم· لا أحد يرد! وحده الخادم بادرني بالسلام! والله حالة، حتى السلام ورده أحلناه الى شغيلة البيت والديوانية؟! ما علينا، كانت هيفا تتحدث، وملابسها "حشمة" حيث لم تبرز سوى نهديها بس! تربعت معهم، ورحت أبحلق مثلهم، مستخدما رخصة النظرة الأولى بالسرعة الإملائية! راجيا ألا يتمخض عنها خدش وثلم صيامنا! قرصني الجوع· وجوع مريض السكر غول إن لم تطعمه التهمك "زراطي"! حاولت أن ألفت انتباههم الى حضوري لكن "عمك أصمخ" وأطرش لا يسمع سوى طلة هيفا!

 كان الجماعة مسمرين بشاشة التلفزيون أيقنت أن "الغبقة" الموعودة، والتي كنت أمني النفس بها حال دخولي ديوانيتهم، حلت في هيفا! فصارت هي الغبقة! بالمناسبة وكلمة بين قوسين وهلالين أقول بأن جميع رواد هذه الديوانية كافة يحتاجون الى فياغرا عيار مئة! ملغم! ليتمكن واحدهم من رفع سبابته للتشهد في الصلاة!

ومن هنا يمكن الزعم أن بحلقة القوم في طلة هيفا المثيرة بمثابة "بلبعة" حبة فياغرا سعيا الى الحصول على تأثيرها لعل السبابة إياها "تقوم"  بدورها المنشود! غادرت هذه الديوانية "الحصرية" المقصورة على روادها القليلين متحسراً على ضياع "الغبقة" الرمضانية المعهودة جراء حضور "هيفا" غبقة الشياب وقرقيعان الأطفال!

 

الصحافيون: ملائكة·· أم أوادم؟!

 

لا أظن أن من المطلوب من جمعية الصحافيين الدفاع عن زملاء المهنة بالحق والباطل على حد سواء!! ولا أتصور أن تتحول الجمعية الى جهاز رقابي "عثماني مكتوبجي" يصادر حرية التعبير في مجال دراما التلفزيون بذريعة الدفاع عن "شرف" المهنة وسمعة العاملين فيها! إن كل مهنة ليست معصومة من النقد والفضح والتشريح· ولو أن القيمين على الدراما التلفزيونية والسينمائية والمسرحية انصاعوا الى احتجاجات النقابات المهنية العربية لما كان هناك فن ولا إبداع في شتى مناحيها!

لم أشهد المسلسل التلفزيوني الذي أثار حفيظة جمعية الصحافيين لكنني اظن أن موقف الجمعية غريب جدا ذلك أنها في مقدورها - إن شاءت - الإيعاز الى الزملاء الذين يشاركونها رأيها التنديد بالمسلسل ما داموا لا يرغبون في نقده النقد المنهجي المرجو!! وإذا كانت الصحافة ضد حرية الإبداع فمن يكون معها؟! إن الصحافيين أوادم من صلب آدم الخطاء العاصي كما هو معروف للخاصة والعامة ويبدو انه ليس كذلك لدى مجلس إدارة جمعية  الصحافيين·

 

فاطر بفتوى!

 

خرجت من مسجد الشيخ "عبد الرحمن "الفارس إثر صلاة الظهيرة وفي موقف السيارات الخاص بجمعية كيفان تسلل الى ناظري - كيفروس كمبيوتر شقي - مشهد مراهق كويتي يمج سيجارته - جهاراً نهاراً ودون ان يرف له جفن! كانت الساعة البيولوجية للقيلولة قد استحوذت علي فصرت أرى الديك حماراً· ما لفت نظري: أن الصبي كان يمارس فعلته كمالو أنه يلوك لسانه، ويبلع ريقه! الأمر الذي حرض النفس الأمارة باعتمار عمامة الواعظ على سؤاله: لم هو فاطر؟ رد: ومن قال لك بأني فاطر؟ قلت: أراك تدخن سيجارة قاطعني بنبرة طافحة بالثقة قائلاً: السيجارة لا تفطر·· انها مجرد دخان يمجه الواحد ثم ينفثه·· واستطرد قائلاً: بأن الشيخ الفلاني(1) أفتى بجواز تدخين السجاير في نهار رمضان! سأدع منافسة الجانب الفقهي من الفتوى لأصحاب الشأن والذي يعزيني هنا هو أن هذه الفتوى الجديدة الجريئة برخصة التدخين في نهار رمضان ستجير لصالح شركات بيع السجاير لأنها إعلان مجاني لترويج عادة التدخين والدخان!

 

ديمقراطية "الروموت كونترول"!

 

تحلق الأسرة أي أسرة حول التلفزيون فتنة وغواية لا ينجو منها إلا من حفظه المولى سبحانه من هذه الغواية! وحين يبدأ سامر مشاهدة التلفزيون والبحلقة في برامجه يحدث العجب العجاب! فالكل يريد مشاهدة كل المسلسلات والبرامج في وقت واحد! والذي يحدث: أن الكل لا يشاهد شيئاً يعلق بالذهن والذاكرة بسبب "ديمقراطية" الريموت كونترول الساعية الى إرضاء جميع الأسرة!

 

حين أكون موجودا بينهم: "يحضر سي السيد" إياه·· وتتوارى الديمقراطية خارج القعدة بالضرورة فأختار السماع الى موشحات أندلسية غرناطية تبثها القناة المغربية الثانية، الكل يبلع لسانه ويلوذ بالصمت!! إن ديمقراطية "الرموت كونترول" تفضي الى مشاهدة تضاهي الكلمات المتقاطعة! في هكذا موقف أزعم أن الديمقراطية ترف· بصراحة شديدة أقول نحن ما زلنا في سنة أولى ديمقراطية أعني سنة أولى حضانة!!

 

"القرقيعان" بمعية "الروبوت"!

 

حين تهل ليالي "القرقيعان" ستجد أن أطفال الحي الذي تقطنه يمارسون طقوس الاحتفال بمعية الشغالات الآسيويات اللواتي يبدون كما الأطرش في الزفة!! لا لوم عليهن ولا تثريب لكن مالذي يمنع أن يكون احد أفراد الأسرة بمعية الأطفال بدلا من الشغالات؟! أخشى القول بأن البعل الكويتي لم يبق له من فعل يمارسه في منزله سوى فعل التناسل·· اللهم زد وبارك! وما دامت مناسبة "القرقيعان" العريقة قد تبدلت وتغيرت وباتت مجرد طقس احتفالي خال من البهجة التي كانت تكتنف الأطفال في الأيام الخوالي·· لم لا تقوم كل أسرة بإيكال فعل "القرقعة" الى "الروبوت" الإنسان الآلي ليقوم بها بمعية الشغالات وبذا يرتاح الاحفاد من مهمة التطواف على المنازل المجاورة كما الشحاذين الذين اعتادوا ذلك لتناول المقسوم من الخيرين!

 

برامج "تايوانية" مستنسخة!

 

تطفح الفضائيات العربية الرمضانية بالبرامج "التايوانية" المستنسخة عن برامج أمريكية ناجحة جدا في موطن المنشأ·· وذات جماهيرية في جل بلاد العالم، خذ عندك مثلا: البرنامج التلفزيوني الأمريكي الشهير: "الكاميرا الخفية" وحين تشاهد البرنامج المستنسخ المقلد وتقارنه بالاصل تجد البون شاسعا والفرق كبيراً بينهما! إن النجاح الذي ينطوي عليه البرنامج الأصلي أغرى معدي برامج المنوعات العرب بتقليده وأزعم أنه لم ينجح برنامج عزبي مستنسخ عن "الكاميرا الخفية الأصلي" في مضاهاته لا في الشكل ولا المضمون، ولعل السر يكمن في حضور الاستسهال والعجالة وغياب الإتقان في الإعداد وجميع مناحي العملية الإنتاجية للبرنامج وحسبك قراءة "تتر" النهاية لبرنامج "الكاميرا الخفية" الأمريكي لتشهد حشدا من المعدين ومديري الإنتاج·· إلخ· الأمر الذي يشي بأن النجاح لا ينشأ من فراغ وعجالة والذي منهما! والحديث موصول·· الأسبوع القادم·

طباعة  

غياب للفكر الفلسفي وسجالات ثقافية غير مجدية أحيانا
بنية العقل العربي وتقصي أسباب التخلف والجمود

 
إصدارات
 
المجلس الوطني يحذر من تعديات صارخة على آثار فيلكا
 
قصة قصيرة
 
ثرثرة وذكريات من أنطق الحجر...
الذكرى الثامنة لرحيل الشاعر علي عبدالقيوم