رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 4 اكتوبر 2006
العدد 1745

حزب العمال البريطاني ينقسم على ماذا؟
يخرج "بلير" ولا تخرج البليرية!

كريس مارسدن:*

باتت أيام رئيس الوزراء "توني بلير" في الحكم معدودة، وإن كان من الصعب تحديد وقت رحيله، والواضح والجلي في كل هذا هو السبب الأول لموته السياسي، ألا وهو أصداء وآثار دعمه لغزو واحتلال العراق·

حزب العمال الآن منقسم بين عصبتين، الى الموالين لبلير وأنصار المستشار "جوردون براون"، إلا أنه ليس هناك شق راجع لمبدأ سياسي بين العصبتين· فالانقسام كان إحدى السمات الدائمة في الحكومة العمالية منذ أن ناور بلير لإزاحة براون، وليتزعم الحزب بعد موت "جون سمث"، وبعد أن أصبح رئيساً للوزراء صار قادرا على حشر منافسه براون في الزاوية مع وعد بأن يرث في الوقت الملائم الوشاح البليري، إلا أنه لم يعد قادرا على هذا الفعل لأن سياسة حزب العمال الخارجية قوضت موقعه·

حقيقة الموقف الآن، هو أنه لا يوجد خلاف بين بلير وبراون حول أية قضية جوهرية المستشار وأنصاره على حد سواء يتباهون بدوره كمساعد على بناء "حزب عمل جديد" ذي جدول موال لرجال الأعمال· وقد وصف أحد الأعضاء الثمانية وزراء الذين خلقت استقالاتهم أزمة في قيادة الحزب نفسه وزملاءه على أنهم "موالون للحزب بوضوح ومجددون عنيدون"، ولم يسبق لبراون أبدا أن وجه كلمة نقد واحدة الى سياسة بلير الخارجية· إذن ما هي دوافع اندلاع حرب العصبتين في الحزب؟ إنها القلق بين براون وأنصاره على تآكل القاعدة الانتخابية للحزب، ولكن هذه من جانبها مشتبكة مع معارضة جماهيرية واسعة لحرب العراق منذ العام 2003·

من ناحية سياسية، كان هناك منذ زمن طويل اعتقاد منتشر في أوساط الدوائر الحاكمة بأن بلير لم يحصل حتى على أقل القليل لقاء مساندته المفرطة لحكومة بوش في العراق وأفغانستان، فالاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ليس كارثة فقط، بوجود عراق في خضم حرب أهلية بحكم الأمر الواقع، بل وبرهنت أفغانستان على أنها أيضا لا تقل كارثية عن العراق· ففي جنوبي العراق تواجه القوات البريطانية وضعا يزداد سوءاً في وقت تشحن فيه قوات إضافية إلى أفغانستان حيث تواجه مقاومة ضارية على يد القوى المعارضة للاحتلال وأمراء المخدرات والمزارعين المفقرين الذين يعتمد عيشهم على تجارة الحشيش والهيروين، ولئن كان بلير قد شلته سلفا هذه الأحداث، فإن مصيره قد تقرر بسبب دعمه للحرب الإسرائيلية - الأمريكية على لبنان، وأصبح واضحا في اللحظة الراهنة أن انتكاسات التوسعية البريطانية اتخذت أبعاد إذلال وطني·

ومع أن بلير حاجج مرة نقاده بأنه وحده من يستطيع ممارسة نفوذ كابح على واشنطن لأنه فاز باحترام البيت الأبيض، إلا أن حرب لبنان أظهرت أن مكانته لا تتجاوز مكانة التابع الأصغر·

وتشير مناداة بوش الهازلة له في قمة الثمانية "أنت يا بلير···" ورفضه بازدراء لعرضه التحرك وسيطا في الشرق الأوسط الى ضآلة النفوذ الذي تمتع به بلير··

وكان خضوعه لواشنطن نموذجيا حين رفض الدعوة رسميا حتى إلى وقف إطلاق النار، وكان مقتنعا مرة أخرى بأن القوة النارية المتفوقة للولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل ستضمن انتصاراً، وللمرة الثانية أيضا أظهر لا مبالاة تجاه المعارضة الشعبية الواسعة للعدوان الإسرائيلي في الداخل والخارج، وحتى حين ناشده رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن يدعم وقف إطلاق نار فوري مذكرا إياه بالعلاقات التاريخية بين بلده وبريطانيا، ظل بلير صامتا، ووقع على كاهل الأمم المتحدة أن تخرج الولايات المتحدة وإسرائيل من الأزمة الأخيرة التي خلقتاها في الشرق الأوسط، وقيل لبلير من أحد كبار مسؤوليها أن يتنحى جانبا عن أية مفاوضات لأنه مرتبط ارتباطا وثيقا بواشنطن·

المعلقون والمراقبون في وسائط الإعلام البريطانية تم تحجيم دورهم ليحدقوا بحسد في الموقف الذي اتخذته فرنسا التي استطاعت أن تصبح لاعبا رئيسيا في الأزمة اللبنانية بالتوليف بين دعوة لوقف إطلاق النار والمساومة والتنازل للولايات المتحدة من أجل تسلم قيادة قوات الأمم المتحدة العسكرية·

هذه الدراما العالمية تكشف تحت ظروف كانت فيها بريطانيا تغوص في رعب أمني بسبب مؤامرة إرهابية مزعومة لتفجير الطائرات فوق مياه الأطلسي، وعلى رغم المزاعم بأن بريطانيا كانت تواجه أسوأ المخاطر منذ التهديد النازي بغزوها، إلا أن هذا لم يجعل رئيس الوزراء بلير يقطع إجازته في الكاريبي، تلك الإجازة التي لم يقل خلالها كلمة لا حول لبنان ولا حول المؤامرة المزعومة·

ومن هنا، فقد توصل حتى أشد خصوم بلير رخاوة في حزب العمل على أنهم بدأوا ينحدرون الى الهاوية، وليس انتخابيا فقط· وعرف الجميع أن الهجوم الإسرائيلي برعاية الولايات المتحدة على لبنان لم يكن سوى مقدمة لحرب شرق أوسطية أوسع مخططة ضد إيران وسورية، وهي حرب لابد أن يكون لها تبعات أشد هولا من تبعات ما يجري في العراق·

وحين انتهى العدوان الإسرائيلي نهاية ردىئة، توقع أنصار براون أن يعطي بلير أخيرا موعدا لمغادرته الحكم، إلا أنه لم يخفق في هذا فقط، بل أعلن عن أنه سيطلق طوفا محملاً بالسياسات في مؤتمرحزب العمال لضمان أن يترك شيئا، وهو ما جاءت رسائل الاستقالات لتمنعه·

عن موقع: world socialet web site  (8 سبتمبر 2006)

طباعة  

لا بد من معالجة القصور في قوانين وضوابط البورصة
الاستحواذ القسري على شركة المال انتقام وتصفية حسابات سياسية

 
عنوانها لجنة التحقيق الخاصة ودور جهاز خدمة المواطن
بوادر أزمة سياسية غير مسبوقة

 
صعدت من تصريحات نوابها لمحاربة الفساد
هل تنتقل "حدس" إلى مرحلة الفعل؟

 
تؤجر أراضي الدولة بسعر التراب وتستأجرها الحكومة بالملايين
"هيئة الصناعة" تعاني تبعات عبث وفساد الماضي

 
أثبت عدم قدرته على ضبط أمور الوزارة
الجراح يتخبط في قرار الشركة الكورية

 
دبي تعتمد خطة استراتيجية للنهوض بقطاع الرياضة
 
بعد الحصار
قطع الطرقات على الحكومة الفلسطينية بالقوة!

 
نووي مبارك وابنه.. إحياء لمشروع أمريكي
يحوّل سيناء الى مزرعة إسرائيلية - مصرية مشتركة؟

 
غبقة التحالف
 
اتجاهات