كتب سعود العنزي:

لعب الشباب ولا يزال دوراً مفصليا في الحراك السياسي منذ انطلاق الحملة الشبابية لدعم مشروع تقليص الدوائر الى خمس، وتطور التحرك من الشكل العفوي في البداية الى شكل أكثر تنظيماً وتنسيقاً بين مختلف التجمعات الطلابية التي لم تلتق من قبل بهذا الشكل، ويتوقع المراقبون أن تبدع هذه القوى في تنسيق قواها للمرحلة القادمة التي راهن ويراهن حلف الفساد على خمول التحرك الشبابي فيها·

ويرى المراقبون أن الشباب المبدع الذي ذلل كثير من العقبات الصعبة أمام تحركه لدعم الإصلاح لابد وأنه قد حسب حسابه للمرحلة القادمة وما تقتضيه من متطلبات التنسيق والتخطيط وتركيز الجهود على الأمور الأكثر تأثيراً، كما يتوقع المراقبون مزيداً من مراقبة هؤلاء الشباب للنواب بحيث تتحول المراقبة الشعبية للنائب من مرة كل أربع سنوات الى رقابة في كل جلسة وكل تصريح صحافي وكل نشاط بل حتى حضور اللجان البرلمانية من عدمه· ويضيف المراقبون أن المجلس الجديد سيرى أشكالاً مبتكرة من المراقبة الشعبية على النواب من المتوقع أن تنعكس إيجاباً على أداء النواب، بل من الممكن أن تنعكس على تغييرات جذرية في ممارسات النواب حتى تلك التي كانت مقبولة من الناحية الشكلية كسفرات النواب السنوية تحت مبرر وفود الصداقة وغيرها من الممارسات التي تعكس شكلاً من أشكال التبذير أو عدم الجدية·

ويبقى العامل الأكثر أهمية كما يرى المراقبون في نجاح العمل الشبابي في المرحلة القادمة والذي يتمثل في قدرة قيادات هذه المجموعات على التسامي فوق الخلافات التافهة والتركيز على الأولويات الوطنية التي يلتقي عليها الجميع أياً كانت مشاربهم السياسية والفكرية·

المحاسبة والمتابعة الدائمة للنواب لن تقف عند مبنى مجلس الأمة بل ستشمل زيارات النواب في دواوينهم كما فعل الشباب في أثناء محاولة تنقيح الدستور في العام 1982 عندما جيء بمجلس فيه أغلبية ساحقة لصالح مشروع الحكومة عندما لم يكن أمام الشباب الوطني سوى محاصرة النواب في كل مكان عام يلتقون بهم فيه وسؤالهم عن موقفهم من تنقيح الدستور والضغط عليهم من أجل الانتصار للدستور وهو ما حدث فعلا·