كتبت غادة إسماعيل:
فوجئ كثيرون من الذين كانوا معجبين بإمكانات محمد السنعوسي كرجل إعلام مهني متمرس، فوجئوا بأن الصورة التي رسمها عن نفسه طيلة السنوات الماضية لم تكن متطابقة مع القدرات الحقيقية لرجل إعلامي تولى منصباً سياسياً، فالمعروف عن رجال الإعلام قدراتهم على التعامل بدبلوماسية وحنكة مع الآخرين لدرجة تجعل السياسيين يحسبون لهم ألف حساب، إلا أن المتابع لأداء محمد السنعوسي كوزير للإعلام يلاحظ الكم الهائل من الأخطاء التي راكمها بسرعة هائلة ومن عدد الناس الذين استعجل في معاداتهم وحولهم الى خصوم·
البداية كانت انقلابه على حرية الرأي والتعبير التي توقع الناس أنه من أكثر محترميها بل لقد نقل عنه أنه ترك تلفزيون الكويت بسبب نقصها، هذا الانقلاب اتضح في موقفه من الفضائيات التي بثت في فترة الانتخابات من خارج الكويت وعلى وجه التحديد قناة "نبيها تحالف" التي تبث من القمر الأوروبي هوت بيرد، وعدد من القنوات الأخرى التي تبث على القمرين العربيين نايل سات واراب سات·
كما خلق لنفسه خصومات أكثر في الوزارة وتحديداً في الإذاعة والتلفزيون عندما اتخذ عددا من القرارات غير المقبولة لدى كثير من المسؤولين في هذين الجهازين، وعلى الرغم من صحة بعض تلك القرارات إلا أن توقيت اتخاذها لم يكن موفقاً، يضاف إليها قراره الذي نسف فيه جميع قرارات الوزير السابق الدكتور أنس الرشيد مثل دمج كونا بالإعلام الخارجي، وبهذا يكون قد فتح النار على وكيل الإعلام الخارجي الذي سعى الى ذلك الدمج، وهو المعروف بعلاقاته "المتميزة" مع عدد لا بأس به من الصحافيين المحليين في جميع الصحف اليومية الذين استخدموا في الحملة ضد السنعوسي، وعلى الرغم من صحة أو خطأ قرار فك الدمج، إلا أن اختيار السنعوسي للتوقيت لم يكن مناسباً هو الآخر·
من جانب آخر كان عدد من المرشحين قد سجل موقفاً انتخابياً معلناً ضد الوزير في أثناء حملته الانتخابية ما سيدفع هؤلاء النواب وغيرهم من المحسوبين على التيارات التي ضايقها في قرار منع الفضائيات، يضاف الى ذلك الموقف المتوقع من النواب الدينيين من شخص مثل السنعوسي، كل هذا يدفع عدد من الذين لا يزالون على علاقة مع الرجل الى دفعه لعدم قبول الوزارة حفاظاً على ما تبقى من مكانته كرجل إعلامي بعد أن فشل في منصب السياسي، فهل يقبل نصيحة محبيه؟·