رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 8 نوفمبر 2006
العدد 1749

المنطقة والقادم... ماذا ننتظر؟
الدكتور محمد سلمان العبودي
dralaboodi@gmail.com

الجميع لاحظ أن هناك تنامياً عسكرياً متلاحقاً وسريعاً جدا وغير مكترث يحدث منذ سنوات قليلة على حدود منطقتنا يشبه انطلاقة صاروخ بسرعة2000 كم/س، بينما المنطقة تسير بسرعة سيارة لا تتعدى 150 كيلومترا في أزماتها المحيطة بها···

وهذه مسألة يجب الوقوف عندها بعض الشيء····

إيران بدأت خلال الأسبوع الماضي مناوراتها العسكرية الواسعة في الخليج العربي وبحر عمان والتي ستستمر10 أيام،  وكشفت عن أسلحة جديدة متطورة يبدو أنها تحاول أن تنافس بها بعض أحدث أسلحة العالم! وأن الأمر لن يقف عند هذا الحد··· إيران تدخل بل في حقيقة الأمر دخلت العصر النووي من أضيق أبوابه! السلاح الإيراني هزم أقوى الأسلحة الإسرائيلية في الحرب التي دارت رحاها في لبنان قبل أشهر·· بل طالت صواريخه عمق إسرائيل! ··· توجد هناك مصانع لأسلحة متطورة في إيران·· إيران تهزم أقوى سلاح إسرائيلي في المعارك التي دارت رحاها على أرض لبنان بين مقاومي حزب الله والجيش الإسرائيلي·· الصورايخ الإيرانية تضرب عمق إسرائيل وتشل الحياة بكاملها في حيفا، ثاني أكبر مدينة في (إسرائيل)·· العالم الغربي غاضب بشدة من تطوير إيران لأسلحتها ويبدي قلقه الشديد من تطوير سلاحها النووي··· لم تفلح سياسات الحصار على إيران في إيقافها عن تطوير ترسانتها العسكرية··· بل جاء ذلك الحصار بنتائج عكسية تماما: فقد تعلمت إيران منه أن تفكر عمليا وواقعيا في الطريقة التي تمكنها من أن تفطم نفسها بنفسها من الاعتماد على منتجات الآخرين··· أحمدي نجادي يتولى رئاسة الجمهورية الإسلامية في إيران وهو يتبع خط المتشددين في إيران ويصبح من أعظم المتشددين في تاريخ الجمهورية ويطالب بإزالة إسرائيل من على الخارطة ··· إيران تكشف عن سلاح جديد·· إيران تعلن أنها ستفاجئ العالم بسلاح غير متوقع··· إيران تساهم بشكل أو بآخر في تزويد المقاومة العراقية بشتى أنواع الأسلحة الهجومية التي أثبتت نجاحها في استمرار فشل الاحتلال الأمريكي في العراق··· الولايات المتحدة الأمريكية تلمح إلى رغبتها في التفاهم مع إيران حول الأوضاع المتردية في العراق··· هل يتم تفجير العربات العسكرية الأمريكية التي تجوب شوارع العراق الخارجية بسرعة شديدة بأسلحة قديمة متبقية من ترسانة النظام السابق أم هي حديثة من صناعة الجمهورية الإسلامية؟ هذا يعني بشكل آخر أن إيران تمسك في يدها (وليس في يد الولايات المتحدة الأمريكية) قلب موازين الأوضاع في العراق أو تسويتها··· الجنرال يحيي رحيم صفوي قائد الحرس الثوري الإيراني يعلن صراحة ولأول مرة بأن صاروخ (شهاب 3) المطور يبلغ مداه2000  كم وقادر على حمل رؤوس عنقودية·· والمسافة من أقصى غرب إيران إلى عمق تل أبيب قد لا تتجاوز1000  كم فقط لا غير!!! أي أن هذا الصاروخ قادر على ضرب إسرائيل بكل سهولة وأي هدف آخر قد يقع في أقصى غرب حدود اليونان!!

بكلمة أخرى، فإن السلاح الإيراني وخلال أقل من عشر سنوات مضت تطور بشكل سريع ليصل إلى حدود الاتحاد الأوروبي! وإذا استمر في الحفاظ على هذه السرعة من التطور دون أن يتم إيقافه بطريقة من الطرق، فإن هذه السلاح الهجومي سيصل خلال عشر سنوات قادمة إلى عمق أوروبا وبريطانيا وروسيا وفرنسا!

واليوم بينما تعيش المنطقة تعاظم أزمة الخلاف (العسكري والاستراتيجي والثقافي والإيديولوجي) بين إيران والعالم الإسلامي من جهة والعالم الغربي بأكمله من جهة أخرى، تأتي المناورات الإيرانية في الخليج العربي وكأنه تأزيم آخر للوضع، وكرد استفزازي على المناورات البحرية المشتركة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ومشاركة أستراليا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا والبحرين تحت شعار مكافحة الانتشار النووي في الخليج·

بل إن الرد الإيراني على تلك المناورات والتهديدات الغربية المستمرة لإيران منذ أكثر من سنة لم يكن فقط من خلال المناورات بل التصريحات الواضحة والجريئة (بتحذير) القوات الأمريكية من الاقتراب من السفن الإيرانية بحجة التفتيش، و إلا فإنها ستغلق مضيق هرمز····

إن منطقتنا التي تعيش على بعد خطوات فقط من الجمهورية الإسلامية مليئة هي أيضا بالأسلحة الفتاكة التي تبيعها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا دون قيد أو شرط لحلفائها في المنطقة، وإننا رغم الأسلحة التي نمتلكها للدفاع عن أنفسنا في حدود إمكانياتنا ونوايانا السلمية، ربما لا نتنبأ بما قد يحدث في أي لحظة· ووجود هذا العدد الهائل من الأسلحة القتالية الثابتة والأساطيل المتحركة والتصريحات الملتهبة والاتهامات المتبادلة وعدم تقديم أي تنازلات للطرف الآخر وعدم الاستعداد للتفاهم ورغبة كل طرف في الهيمنة على المنطقة في رقعة جغرافية ضيقة جدا وغير مستقرة والتي تعيش في حرب مستمرة منذ ما يقرب من16 سنة (منذ غزو الكويت) وفي صميم منافسات الانتخابات الأمريكية القادمة، ربما يدفع كل ذلك ومع أمور أخرى غير مرئية إلى ازدياد حدة التوتر وزيادة احتمالات الانفلات الأمني في المنطقة برمتها· فالعراق يغلي في الحرب التي انفجرت بين ليلة وضحاها ومن ثم لم يستطع أحد إيقافها· ولبنان دخل وخرج من حرب مع أنها سريعة جدا إلا قلبت موازين القوى في المنطقة وامتدت تبعاتها إلى المنطقة بأكملها بل إلى داخل إسرائيل نفسها وتركت لبنان يدخل من جديد في صراع داخلي قد يؤدي إلى زعزعة الوضع القائم خاصة بعد تصريحات السيد حسن نصرالله قبل أيام بإثارة انقلاب على الحكومة الحالية إذا لم تستجب لمطالب المعارضة بتشكيل وحدة وطنية· إضافة إلى تصريحات قادة القاعدة قبل فترة وجيزة بتصدير نشاطاتهم إلى المنطقة بأكملها·

إن إيران ربما حسبت لهذا اليوم ألف حساب منذ سنوات طويلة، وخاصة بعد الحرب التي خاضتها مع النظام العراقي السابق والدروس التي استفادت منها من تلك الحرب ومن مواقف أخرى من ضمنها موقف الولايات المتحدة الأمريكية من قيام الجمهورية الإسلامية في إيران ومن القاعدة ومن العراق· وربما كنا على علم بتلك الاستنتاجات التي لا تحتاج لعبقرية فذة للتوصل إليها خاصة أن المنطقة تعوم على بحر من النفط الخام (وهو مربط الفرس في كل هذه الفوضى التي تمر بها المنطقة في هذ الفترة) والذي وصل سعره في الآونة الأخيرة إلى75  دولارا بعد أن كان يباع في الماضي بـ 15 دولاراً فقط، وهو سعر قد يرتفع فجأة إلى200  دولار للبرميل الواحد فيما لو أن الولايات المتحدة وحليفاتها قررن مفاجأة إيران بضربة تأتي من الجو·

كل هذه الأمور تحصل أمام أعيننا، إلا أننا فضلنا اختيار دور المتفرج الذي ينظر خلفه· وبينما المنطقة من حولنا تحترق، توجه إعلامنا إلى إطلاق قنوات الغناء والكوميديا والبرامج الغربية التافهة بدلا من تهيئة شعوبنا لما هو أسوأ!

نحن في حاجة إلى مواجهة الواقع  بواقعية صارمة· وهذا يلزمنا تسخير كل إمكاناتنا الذهنية والمادية والتخطيطية لمواجهة المرحلة المقبلة· وهي مرحلة صعبة وحاسمة رغم كل تفاؤلنا القاتم· فهناك خطط أعدت مسبقا للسيناريو القادم· فدائرة الفوضى تكبر وتتسع· ولم تعطنا أي جهة حتى الآن أي ضمانات بأنها ستتوقف عند حدود العراق ولبنان وسورية وإيران وأفغانستان وباكستان والسودان· فنيران الحرب العالمية الأولى والثانية هي أيضا اندلعت فجأة ولم تتوقف عند حدود النمسا وألمانيا· بل امتدت في شهور قليلة فأحرقت كامل أوروبا ووصلت إلى روسيا وأتت على الأخضر واليابس·

وفي هذه المرحلة، لا يوجد أي مؤشر على عودة الأمور إلى ما كانت عليه المنطقة في الثمانينات وبداية الازدهار· والذي تم جنيه من تلك الفترة تم صرفه على إعمار العراق ولبنان وفلسطين وتسديد فواتير حرب الحلفاء·

إن الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية لن تترك فرصة لإيران لكي تفرض هيمنتها على المنطقة· وإيران لن تتراجع فيما يبدو (وهي سياسة علي وعلى أعدائي) عن تعزيز ترسانتها العسكرية بشتى الوسائل· فالأولى لم تفكر بعد في التخلي عن دورها في تأمين مصالحها أولا ومصالح الغرب ثانيا في المنطقة· والثانية لن تسمح بأن تقع فريسة سهلة للقوى الغربية والعودة إلى أيام الشاه· وكما كانت المنطقة العربية ولفترة طويلة من الزمن حلبة قتال واقتتال وصدام بين الفرس والروم بهدف السيطرة على المنطقة في العهود القديمة التي سبقت الإسلام وحتى نزول الوحي، فإن تلك القوى نفسها بدأت تطل هذه المرة بأقنعة جديدة وعلى الموقع الجغرافي السابق نفسه وبالممثلين: الفرس (المسلمون هذه المرة) والروم (الغرب الممتد من أوروبا إلى الولايات المتحدة) أنفسهم وبالسيناريو نفسه···

والتاريخ ربما سيعيد نفسه···· فهل نحن مستعدون للقادم؟؟؟

جامعة الإمارات

 dralaboodi@gmail.com

�����
   
�������   ������ �����
بين العصر الحجري والعصر الدموي
الحكيم الصيني وسوبرمان وغونو
يبدو أن الموضوع أصبح جديا
نحن لانستحق صفة الإنسانية
عندما غضبت سيغولين رويال
بين الأحد الماضي والأحد القادم: حظنا العاثر!
هيكل ولكن بضخامة جبل
حيلة كليوباترا...
الأدوار الجديدة.. من الداخل
تسمم صحافي!!
ماذا اكتشفت ناسا؟
الإعلام والضمير المباع بالدولارات
بيني وبين ذلك الفرنسي...
هؤلاء الذين غيروا موازين القوى
المنطقة والقادم... ماذا ننتظر؟
من سيمسك بالعصا من وسطها؟
المحاكمة...الظالمة
الموت بالجملة والمفرق
وماذا بعد نهر الليطاني؟
  Next Page

قراءة في التقرير السنوي لجهاز خدمة المواطنين:
عبدالحميد علي
هل "الإخوان المسلمين" يتطلعون لاحتلال كرسي نائب الحاكم؟!:
صلاح مضف المضف
"فيروسات" التأزيم و"جينات" الحرمنة!:
سليمان صالح الفهد
حقوق البدون:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
عزلة أمريكية؟؟!:
سعاد المعجل
دويلة:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
المثقف بين الطموح وتسويق الذات:
فهد راشد المطيري
لا لهم..
نعم للكويت:
على محمود خاجه
ميادين الرماية في الحرس الوطني:
المهندس محمد فهد الظفيري
الفعل والموقف يكشف حقيقة كل مراوغ:
محمد بو شهري
كويت بعد النفط:
المحامي نايف بدر العتيبي
الثقافة في الكويت: بواكير واتجاهات:
د. محمد حسين اليوسفي
تحولات المكان:
د. لطيفة النجار
عنصرية دولة الإرهاب:
عبدالله عيسى الموسوي
حتى لا تصبح دبي مثل القاهرة:
ياسر سعيد حارب
المنطقة والقادم... ماذا ننتظر؟:
الدكتور محمد سلمان العبودي
الردع مطلوب أحيانا:
د. حصة لوتاه