ابتداء يجب التصريح علانية وعلى صفحات الصحف المحبّرة بأن مصطلح "العائلة الواحدة" الذي كانت توصف به الكويت قبل عهد قصير وكان مثار افتخار واعتزاز النسيج الكويتي، هذا مصطلح قد أصبح بحاجة الى تفسير وتعريف وبيان لدلالته، والحقيقة لست معنيا كثيراً بحدة الخلاف السياسي والاجتماعي والفكري بل حتى المذهبي الذي نراه يتقدم بصورة مطردة في داخل النسيج الكويتي فيمزقه من الداخل دون إحساس من أهل الرأي والحكمة بخطورة ذلك، وربما يكون ذلك لأسباب ليس المجال لنقاشها الآن، بل إنني معني بتداعيات الرحلة الأميرية الأخيرة الى دول مؤثرة في القرار السياسي مثل أمريكا ومصر وبريطانيا وبمطالعة أسماء الوفد المرافق لصاحب السمو الأمير استغربت كمراقب عدم وجود تمثيل حكومي في هذه الزيارة، بل اقتصر الوفد على أفراد من العائلة الحاكمة لا يمثلون أي منصب في حكومة دولة الكويت، وهي ملاحظة تستدعي الانتباه والملاحظة، فالمحادثات التي تمت بين الوفد الكويتي ومسؤولي الدول التي زارها كان الطرف الآخر ممثلا بحكومته حيث ان المواضيع التي تمت إثارتها - حسب الإعلان الرسمي - كانت تتعلق بأمن الكويت ومعتقلي غوانتنامو والوضع العراقي، والخطر النووي الإيراني، وهي مواضيع تستلزم وجوبا تواجد وزراء الداخلية والدفاع والمالية والخارجية، وليس مدير جهاز خدمة المواطن أو الأمن الوطني مع الاحترام الكامل للأشخاص والمناصب، وباعتقادي أن هذه المسألة يتحمل مسؤوليتها مستشارو صاحب السمو الأمير ووزير شؤون الديوان الأميري بل حتى رئيس الحكومة، فصاحب السمو هو رئيس السلطات جميعها ولا يفترض أن تناقش كل الأمور الداخلة في اختصاصات الدولة بغياب من يتولون ممارستها باسم صاحب السمو وفق نصوص الدستور، أيضا تمت مناقشة تعزيز العملية الديمقراطية في الكويت والدول المجاورة، وهو موضوع كان ينبغي تواجد من يمثل السلطة التشريعية في الكويت، سواء من خلال رئيس مجلس الأمة أو رئيس لجنة الشؤون الخارجية·
هل نقول أكثر؟ أم أن التحول الحالي الآن قد بدأ بإبراز دور العائلة الحاكمة الى درجة طغيانها على صلاحيات وسلطات مؤسسات المجتمع الدستوري؟ سؤال نطرحه ولا نتوقع عليه كالعادة إجابة من أحد··؟
sahlashem@yahoo.com |