رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 11 يوليو 2007
العدد 1782

فالح عبود: قانون النفط سرقة واضحة للنفط العراقي
مشكلتي مع السفير الأمريكي أنني أستخدم تعبير "قوات الاحتلال"

في العراق تتنامى أصوات معارضة في أوساط جماعات عراقية، متنوعة، سنية وشيعية وكردية لمشروع قانون النفط العراقي الذي تدعمه واشنطن· وكان هذا المشروع الذي يقنن توزيع الثروة النفطية العراقية قد تم إقراره من قبل الوزارة العراقية يوم الثلاثاء الماضي 3/7/2007 وسيعرض على البرلمان العراقي لمناقشته وإقراره خلال هذا الأسبوع·

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أطلق على مشروع القانون اسم "أهم قانون في العراق"، وطالب المشرعون الأمريكيون العراق بالمضي قدما في هذا الإجراء قبل أن يقرر الكونغرس تمويلا إضافيا للحرب· ولكن يقول منتقدو القانون إنه سيفتح المجال واسعا أمام السيطرة الأجنبية على النفط العراقي· ومن المتوقع أن يواجه المشروع مقاطعة برلمانية سنية وشيعية مشتركة لعرقلة تمريره·

بالإضافة إلى هذا الانتقاد، أصدر ستة من الحاصلين على جائزة نوبل بيانا يعارضون فيه مشروع القانون، ومن بين هؤلاء "بيني ويليامز" و"ميريد ماكوير" و"ريجوبيرتا مينتشو" و"ونجاري ماتاي"· و"شيرين عبادي"·

وجاء في بيان "إن قانون النفط العراقي يمنح الفوائد لشركات النفط الأجنبية على حساب الشعب العراقي· ويتنكر لأمن الشعب العراقي الاقتصادي، ويخلق عدم استقرار، ويبعد البلد أكثر فأكثر عن السلام"·

وفي الشهر الماضي قام اتحاد عمال النفط العراقي بإضراب احتجاجا على مشروع القانون، وسافر عضوان بارزان في الاتحاد إلى الولايات المتحدة للاجتماع بأعضاء الكونغرس، هما "فالح عبود عمارة" السكرتير العام لاتحاد عمال النفط، وهاشمية محسن حسين، أول امرأة ترأس اتحادا عماليا في العراق هو اتحاد عمال الكهرباء· وقد أجرت قناة "الديمقراطية الآن" لقاء معهما تناول خلفيات هذا القانون وأسباب معارضته في نيويورك·

- فالح عبود: فيما يتعلق بأوضاع عمال النفط العراقي، فهم يواظبون على عملهم ويعملون في آبار النفط العراقية، وسبب الإضراب هو أننا تقدمنا بـ27 مطلبا إلى رئيس الوزراء العراقي، ووافق عليها، ولكن وزير النفط لم يستجب لهذه الطلبات ولم ينفذها، ومن هنا جاء الإضراب·

أحد المطالب الأساسية كان عدم الاندفاع في مسار قانون النفط العراقي الجديد، لأننا نعتقد أن قانون النفط هذا لا يخدم مصالح الشعب العراقي· ولهذا طلبنا من أصدقائنا في الولايات المتحدة أيضا أن يتضامنوا معنا، والتعريف بمساوىء القانون على نطاق واسع، حتى لاتتم الموافقة عليه في البرلمان·

·     آمي جودمان: اشرح لنا هذا القانون؟

- فالح عبود: وفق المادة 111 من الدستور العراقي، التي تنص على أن نفط العراق وغازه ملكية للشعب العراقي، وله الحق في السيطرة عليها· ولكن حين ننظر في تفاصيل القانون نجد الكثير من مواده تتعارض مع روح الدستور·

النقطة الأكثر أهمية هي قضية اتفاقيات تقاسم الإنتاج، التي تسمح لشركات النفط الدولية، خاصة الأمريكية، باستغلال حقول النفط من دون معرفتنا بما تفعله فعلا في هذه الحقول· ولهذه الشركات ما نسبته 50% من هذا الإنتاج كحصة لها، وهو ما نعتقد أنه سرقة واضحة للنفط العراقي· ونحن نحتج أيضا على الإجراء الذي يعطي هذه الشركات بموجبه عقود استغلال النفط، لأنها تسمح بإبرام العقود بمعونة المستشارين الأجانب· وقد طالبنا أن يكون الخبراء العراقيون هم الذين تطلب استشارتهم فيما يتعلق بإبرام العقود· جملة القول، إنه لاتكاد توجد مادة واحدة في القانون لمصلحة الشعب العراقي، وكلها تفيد المصالح الأمريكية في العراق· ونحن نعرف جيدا أن القانون كتب هنا في الولايات المتحدة تحت إشراف جيمس بيكر وكونداليسا رايس وخبراء من صندوق النقد الدولي، ويخدم مصالح الحكومة الأمريكية وليس الشعب العراقي· مازلنا نتفاوض مع البرلمان العراقي والحكومة العراقية، وقد نجحنا في إيقاف مناقشة القانون في البرلمان حتى أكتوبر القادم· ونأمل أننا سنتمكن من تعديل بعض مواد القانون· أما فيما يتعلق بالإضراب فقد كان انتصارا لنا·

·    آمي جودمان: توجد معنا أيضا هاشمية محسن حسين، أول امرأة ترأس اتحادا كبيرا في العراق "اتحاد عمال الكهرباء" هل يمكن أن تقولي لنا لماذا أنت هنا، ولماذا تظاهرتم ضد شركة المقاولات العسكرية "بيرنغ بوينت"؟

- هاشمية محسن: نحن هنا بدعوة من حزب العمال الأمريكي المناوىء للحرب لمخاطبة الشعب الأمريكي مباشرة عن المشاكل التي نعاني منها تحت الاحتلال، ونطلب الدعم بالضغط على الحكومة الأمريكية لسحب قواتها من العراق·

فيما يتعلق بالتظاهرة، جاء على أساس يقيننا أن هذه الشركة تمت استشارتها في صياغة قانون النفط العراقي· هنالك لجنة من التكنوقراط اجتمعت في العراق، وأسسها "برهم صالح" نائب رئيس الوزراء، وقد استشارت هذه اللجنة الكثير من المؤسسات الأجنبية و"بيرنغ بوينت" هي إحدى هذه الشركات· وهذا سبب تظاهرتنا ضد هذه الشركة، واطلب منها وآخرين التوقف عن التدخل في الشؤون العراقية، لأن شركات من هذا النوع، بالإضافة إلى صندوق النقد الدولي، هي التي تضغط على الحكومة العراقية لتمرير هذا القانون·

·    آمي جودمان: كيف أصبحت رئيسة لاتحاد عمال الكهرباء؟

- هاشمية محسن: بعد سقوط النظام في العام 2003، تشكلت لجان عمالية في سبتمبر 2003، وانتخبت رئيسة لهذه اللجان، وانتخبت كرئيسة للاتحاد في العام 2004 خلال مؤتمر تأسسي· ومدة الرئاسة سنتان، وتم التجديد لي لمدة سنتين بعد ذلك·

·     آمي جودمان: هل يجعلك هذا المنصب مستهدفة في العراق الآن؟

- هاشمية محسن: في البداية، لأن عملنا في الواقع كان تدخلا في مصالح بعض الجماعات في العراق· وجهت لنا تهديدات، ولكن العمل الآن أكثر سهولة·

·      آمي جودمان: ما الذي يعنيه الاحتلال الأمريكي في العراق، وكيف هو الوضع في مدينة البصرة الجنوبية؟

- هاشمية محسن: البصرة مكان أكثر استقرارا من غيره، مثل بغداد· لأنهم سلموا الأمن لقوى الأمن العراقية، وأعيد نشر القوات البريطانية في ضواحي المدينة، ولكن الوضع في العراق بعامة، والبصرة، مثل أي جزء في العراق، تعاني من الوضعية· الوضع ليس ممتازا وبخاصة من ناحية اقتصادية· لدينا نحو نسبة بطالة تصل إلى %65، ويعيش 9 ملايين عراقي في حالة فقر شديد· والخدمات سيئة، وبخاصة خدمات الكهرباء· فمقابل ساعة تنقطع الكهرباء لمدة ست ساعات، وأحيانا لانحصل على الساعة·

·    آمي جودمان: ومقارنة بالوضع تحت حكم صدام حسين، كيف ترينه؟!

- هاشمية محسن: كان وضع الكهرباء في عهد صدام حسين أفضل، على الأقل خلال الليل حيث لاينقطع التيار· والوضع الآن سيء، بسبب تخريب وتفجير محطات الطاقة في وسط العراق·

·   آمي جودمان: كيف هي أوضاع النساء في العراق، وفي البصرة حيث تقيمين؟

- هاشمية محسن: كجزء من المجتمع العراق، تعاني النساء مثل أي فرد آخر، ولكن هناك أيضا قوانين صدرت تحت الاحتلال ضد النساء تحديدا، خاصة القانون رقم 137، الذي ألغى قانون الأحوال الشخصية القديم· وأناط كل القضايا المتعلقة بالأحوال المدنية بالجماعات المحلية والجماعات الدينية، السلطات الدينية، وننظر إلى هذا الأمر نظرة جادة، وقد تظاهرنا إلى أن تم إلغاء القانون الجديد، إلا أنه تمت إعادته عبر الدستور الجديد·ونطالب بإلغاء هذه المادة·

بقدر ما يتعلق الأمر بحقوق النساء لايقع عليهن قمع شامل، فأنا هنا كما ترين أمامك· ولدينا في البرلمان ما نسبته 25% من النساء، ونسعى إلى أن ترتفع إلى 40%· هذه نتيجة من نتائج كفاحنا وتصميمنا على أن تأخذ النساء في العراق حقوقهن كاملة·

·    آمي جودمان فالح عبود، كيف ترى الاحتلال؟ هل تعتقد أن القوات الأمريكية ستغادر في وقت قريب؟ وماذا سيعني هذا بالنسبة للعراق؟

- فالح عبود: نعتبر الاحتلال رديئا بالنسبة لنا· مشكلة العراق الأساسية هي الاحتلال· ولاأعتقد أنه ستكون هناك مشاكل غير عادية إذا غادرت قوات الاحتلال· وحتى مع افتراض هذا، نستطيع في النهاية حل مشاكلنا بأنفسنا· مشكلتنا الرئيسة هي الاحتلال·

·     آمي جودمان: أخيرا، لماذا أتعبت نفسك وجئت إلى أمريكا؟ وهل تخشى من العودة إلى العراق؟

- فالح عبود: لايمكن أن أخاف من بلدي· أنا أحب بلدي· ومستعد للتضحية بحياتي من أجله· أعتقد أن المشكلة التقنية التي لدي لها علاقة بحديث جرى بيني وبين السفير الأمريكي، لأنه اتهمني بأنني لم أكن دبلوماسياً حين استخدمت تعبير "قوات الاحتلال" بدلا من تعبير "القوات المتعددة الجنسيات"· أو "القوات الصديقة"· وهكذا اكتشفت قبل المغادرة أن هناك مشكلة مع الفيزا، فعدت من المطار في عمان وكان علي البقاء هناك أكثر من ثلاثة أيام· وبفضل تدخل أصدقاء في الكونغرس تحدثوا مع السفارة في عمان، حدث تصحيح في تاريخ الفيزا·

 www.democracgnow.org

طباعة  

في ندوة حول العمل الشبابي في الكويت نظمتها "الطليعة"
التجمعات الشبابية حركت المجتمع الكويتي.. والمطلوب برنامج عمل موحد

 
كثرتها تتوافق مع متطلبات الديمقراطية
الديين: الوقت مبكر للحكم على الصحف الجديدة

 
مجلس الأمة لم يعرقل مشاريع النفط
الحرمي: مجلة "ميد" صنفت مؤسسة البترول في ترتيب متأخر عالمياً

 
استطلاع "الطليعة"
المواطن و الجريدة اليومية...

 
من أجل التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات في مجال محاربة الفساد
خبراء يابانيون في مؤتمر الكويت للشفافية في يناير المقبل

 
من المجلس