رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 11 يوليو 2007
العدد 1782

كثرتها تتوافق مع متطلبات الديمقراطية
الديين: الوقت مبكر للحكم على الصحف الجديدة

·       تدني  المستوى المهني في الصحافة أمر مؤسف

·       العلاقة جدلية  بين الصحف والحياة السياسية

·       الصحف اليومية  تغطي الأحداث ولا تخلقها

·         الإعلام بشكل عام أصبح صناعة وليس مشروعا تجارياً أو هواية

·       البقاء للأقوى  والأكثر مهنية وليس بالضرورة للأصلح

·         الصحف تواجه تحديات عدة ومن عجز عن ذلك يبدأ بالتساقط أو يهمش

 

حوار سعاد بكاي:

هل يمثل ازدياد عدد الصحف ظاهرة صحية في الكويت، وإلى أي مدى يلعب مثل هذا العدد دوراً في التأثير على الحياة السياسية المتأهبة أصلاً؟ من جهة ثانية هل هذه الصحف مشاريع تجارية قادرة على الربح وبالتالي الاستمرار في ظل السوق الإعلاني المحدود أم تراها تمثل منبراً لجهات قادرة على تمويلها بغض النظر عن مداخلها المادية؟ حول تلك الأسئلة كان لـ "الطليعة" حوار خاص مع  الكاتب والناشر أحمد الديين الذي أكد بدوره أن ظاهرة الصحف الجديدة أمر يتوافق مع النظام الديمقراطي ومتطلباته، وعلى أثره فإن الاتجاهات الإخبارية السياسية ستكون متعددة، وأشار إلى أهمية الكوادر الوظيفية للصحف بشكل عام الا انه يأسف لتدني مستوى بعض الصحافيين على الساحة، كما أضاف أن الصحافة صناعة وأن الوقت مبكر للحكم على تأثير الصحف الجديدة على النهج الصحافي والسياسي ولم يمض على صدورها سوى بضعة أشهر، وأشار إلى العوامل التي تؤثر في اختيار المواطن للجرائد اليومية وأهمها عامل التعود والاستطلاع والتوافق الفكري بين ميول القارئ والخدمة الإخبارية للجريدة وإليكم تفاصيل اللقاء:

 

الأجواء السياسية والصحف

 

·       من ناحية المبدأ، ما تأثير إصدار صحف جديدة في الكويت على الأجواء السياسية، وهل تتحمل الساحة المحلية هذا الكم (11 جريدة)؟

- في الحقيقة فتح المجال لإصدار الصحف الجديدة يتوافق مع النظام الديمقراطي ومتطلباته، ومن جانب آخر وجود صحف كثيرة ستعطي مساحة أكبر لحرية التعبير، وأيضاً تنوع وتعددية وتأمين حق القارئ في الوصول الحر إلى المعلومات التي تؤثر بدورها على الحركة السياسية، فهناك علاقة طردية وجدلية بين الحركة الصحافية والحياة السياسية، على عكس ما يحصل عندما يكون عدد الصحف محدوداً حيث سنرى مجالاً محدوداً  لحرية التعبير ومصادر قليلة للمعلومات، كما أنه تقييد للتعديدة· والواقع أنه عندما تكون الصحف محدودة تكون مساحات التعبير أقل والعكس صحيح عندما تكثر  الصحف فإن الاتجاهات المعبرة ستكون أوسع·

 

الغطاء البشري والصحف

 

·       إذا نظرنا إلى ندرة الطاقات البشرية خصوصا المحلية بالسوق الصحافي الكويتي كيف تستطيع صحف بهذه الكثافة أن تعمل دون غطاء من العناصر البشرية، وهل سيؤدي إصدار صحف جديدة إلى الاستعانة بأناس غير مدربين كما هو حاصل الآن؟

- بالتأكيد إصدار الصحف الجديدة يضعها ويضع الصحف التي كانت موجودة مسبقاً أمام تحديات وبعض هذه التحديات تتصل بجوانب أخرى بما فيها التنافس على حجم القـراء أو المشتركين والسوق الإعلاني، ومصاعب وجود مطابع تلبي احتياجات الصحف، ولاشك ما بين كل تلك التحديات أيضاً توفير كوادر بشرية مؤهلة للعمل في القطاع الصحافي، ويجب القول إنه بالفعل هناك تنافس وتحدي كبير بين الصحف لاستقطاب المؤهلات والخبرات المتميزة، إلا أن ذلك الأمر كان له الأثر الإيجابي للصحافيين للحصول على عروض متميزة من الصحف الأخرى، كما أتيحت لهم فرص أوسع وأكبر وظروف أفضل لبيئة العمل، ولكن في نهاية الأمر كل صحيفة يجب أن يتوافر لديها الحد الأدنى من الكوادر البشرية لتغطية العمل، وتسعى كل منها للاستفادة من الكوادر المتوفرة في الأسواق المحلية·

 

الصحافي المراسل

 

·       في ظل الظروف الحالية ومع تزايد عدد الصحف ظهرت مسألة الصحافي المراسل الذي يأخذ أسئلة جريدته ويطرحها على من تحدده الجريدة للقاء ··· فما تعليقكم على ذلك؟

- هذا الأمر موجود منذ الوضع السابق ولم يستجد مع ظهور الصحف الجديدة في الوقت الحالي وهناك تدني مؤسف وملحوظ في المستوى المهني للصحافي في الكويت إلى جانب وجود عناصر متميزة وجيدة، ولاحظت ذلك مع بعض الصحافيين، إذ يطلب اللقاء الصحافي والردود على الأسئلة عبر المحادثة الهاتفية أو عبر الفاكس أو يقوم بتغطية الندوة ولكن بنقل غير أمين ودقيق وغير واع لما يدور في الندوة المعنية، وفي الحقيقة يجب الاعتراف أن هناك بعض التدني على مستوى الصحافة المحلية وبشكل عام إذا تحدثنا بكل صراحة في الكويت المتطلبات المهنية ضعيفة في معظم المهن وليس في الصحافة فقط، فنادراً ما نرى طبيبا متميزا أو مهندسا جيد،ا أو محاميا متمكنا وذلك ينطبق أيضاً على القطاع الصحافي·

 

مشروع الصحيفة

 

·       تعلمون أن مشروع إصدار صحيفة مكلف حالياً على صاحب الامتياز فهل ترون أن استمرار صحيفة ما صعب في ظل المنافسة الشديدة بين الصحف الموجودة؟

- كل الصحف أمام تحديات وهناك حد أدنى للتكاليف يجب تغطيتها، في النهاية مهما حاولت فهناك تكاليف يجب تغطيتها، ولكن يمكننا القول إن الصحيفة او الإعلام بشكل عام أصبح صناعة وليس مشروعاً تجارياُ أو هواية، ويجب أن يكون هناك مؤسسات صحافية ذات رأس مال وإدارة جيدة لتكون جزءا من هذه الصناعة، ولو نظرنا إلى الصحافيين الآن نراهم ليسوا كالسابق  مجموعة هواة يقومون بعمل تطوعي، وفي النهاية القارئ أو السوق هما اللذان سيقرران مهما كانت الخطط الموضوعة أو بمعنى آخر (داروينية) أي استمرار الصحف، وليس بالضرورة البقاء للأصلح بل للأقوى، وللأكثر تمكيناً وأكثر مهنية ولأكبر عدد من القراء ومن يعجز عن تحقيق هذه المتطلبات سيبدأ بالتساقط الآن أو بعد فترة أطول ثم أطول، أو يهمش مثل بعض الصحف تبقى هامشية ومحدودة ومتدنية المستوى·

 

تأثيرات صحافية

 

·       هل ترون أن الصحف الجديدة أضافت جديداً في النهج الصحافي والقضايا المطروحة؟

- المحصلة العامة يصعب الحكم عليها الآن، أقدم صحيفة جديدة صدرت لم يمض على صدورها أكثر من 6 شهور وهذه ليست بالفترة الزمنية الكافية للنظر في مدى تأثيرها في النهج الصحافي أو القضايا المطروحة، ولكن أتوقع المحصلة العامة إيجابية، وبشكل أدق يجب الحكم بعد مرور سنة أو سنتين على صدور الصحيفة، ولكن يجب القول إن الجريدة الواعدة واضحة من البداية كما هي الصحف المتعثرة، ولكن كما قلت يجب التريث لمضي فترة كافية للنظر في تأثير الصحيفة بالأجواء السياسية أما الآن فالأمر مبكر·

 

·       هل صحيح أن الصحف ساهمت في تصعيد الأجواء السياسية؟ أم أن الأجواء مشتعلة من الأساس؟

- الصحف تغطي الأحداث ولا تخلقها وتتابع الأخبار والمستجدات، اتهام الصحف بأنها ساهمت في تصعيد الأجواء أمر مبالغ فيه فالأجواء السياسية والقضايا موجودة، مثل الاستجواب أو القضايا الحكومية أو الخاصة بالمجتمع، ولكنها تقوم بالتغطية الكاملة لتقدمها للقارئ·

 

استطلاع وميول

 

·       من خلال خبرتكم العريقة في الصحافة، برأيكم كيف يختار المواطن جريدته اليومية وما العوامل التي يطبقها في الاختيار؟

- أنا أعتقد أن أقوى عامل هو عنصر العادة أو التعود، فأسلوب الحياة هي أن يعتاد المرء على بعض الأجزاء ولا يرغب في تغييرها ويبقى هناك قناة مفضلة أو سيارة مفضلة أو ماركة معينة وكذلك الأمر بالنسبة للصحيفة اليومية، ولكن قد يظهر مع مرور الوقت ما هو جديد على الساحة يحوز على اهتمام القارئ وأيضاً التوافق الحر، مثلاً إذا كانت الصحيفة تقدم خدمة إخبارية أو إعلانية تتماشى مع اهتمامات القارئ، وتكون الجريدة نشطة في التغطية الاقتصادية أو الصفحة الرياضية ويكون لدى القارئ اهتمامات في ذات المجال، فلا شك سيكون ذلك من العوامل الأخرى التي تؤثر في عملية اختيار الجريدة، ولكن العامل الأول يبقى التعود ثم يليه الاستطلاع الجديد ثم التوافق مع الاتجاه أو الميل الشخصي لدى القارئ·

 

القيم الاستهلاكية

 

·       ما تعليقكم على التسويق الإعلاني الذي تنتهجه بعض الصحف وظاهرة السحوبات والهدايا المقدمة مع الاشتراكات الشهرية كوسيلة لكسب عدد أكبر من القراء في ظل الأجواء التنافسية؟

- أولاً هذا الأسلوب متبع قبل صدور الصحف الجديدة، والأمر الآخر نحن في الكويت مجتمع استهلاكي والقيم الاستهلاكية تجذب أفراد المجتمع وتؤثر في قراراته وأسلوبه في الحياة، والصحف كجزء من خطط التسويق تلجأ إلى مثل هذه الخطط الترويجية كوسيلة للإعلان، وهذا يتوافق مع الطبيعة الاستهلاكية للمجتمع، ولكن يجب ألا يكون هذا الأساس لتكوين قاعدة كبيرة من القراء، وهو أمر موجود في الصحف الكويتية وهذا الأمر يقوم به إدارة الاشتراكات والتسويق وليس قرار التحرير ولا الكتاب وأقسام التحرير لتحقيق أقصى درجة في الانتشار في ظل التزاحم والتنافس المختلفة وفي الوقت نفسه يتوافق مع القيم الاستهلاكية لدى القارئ·

طباعة  

في ندوة حول العمل الشبابي في الكويت نظمتها "الطليعة"
التجمعات الشبابية حركت المجتمع الكويتي.. والمطلوب برنامج عمل موحد

 
مجلس الأمة لم يعرقل مشاريع النفط
الحرمي: مجلة "ميد" صنفت مؤسسة البترول في ترتيب متأخر عالمياً

 
استطلاع "الطليعة"
المواطن و الجريدة اليومية...

 
من أجل التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات في مجال محاربة الفساد
خبراء يابانيون في مؤتمر الكويت للشفافية في يناير المقبل

 
من المجلس
 
فالح عبود: قانون النفط سرقة واضحة للنفط العراقي
مشكلتي مع السفير الأمريكي أنني أستخدم تعبير "قوات الاحتلال"