متابعة وتصوير علي حسين العوضي:
أكد الزميل الصحافي فيصل عبدالنبي على أهمية دور "القلة الفاعلة"" في المجتمعات التي عرفها بأنها القلة الحيوية التي لديها عزة بذاتها وتنقله للمجتمع، ولديها التضحية والإحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع لذلك هي قلة حيوية، ودلل عبدالنبي بشخصيات تاريخية تعتبر قلة فاعلة في زمانها مثل سقراط والجماعات الفيثاغورية وفي العصر الحديث استشهد المحاضر بغاندي وعزته وكيف بثها للهند وماوتسي تونغ وماركس وثورة الخميني ومانديلا ومالكم أكس، وعن لحظة التغيير أو الخطوة الأولى فيها استشهد بحادثة المرأة السوداء التي رفضت التنازل عن كرسيها لرجل أبيض وعندها بدأت الشرارة في أخذ العبيد لحقوقهم في أمريكا، ولايتوقف الأمر على الجانب التاريخي أو السياسي أو الاجتماعي ولكن الأمر يتجاوز إلى كل من خدم البشرية مثل بيل جيتس أو من أوجد موقع "غوغل"·
وأوضح عبد النبي في حلقة نقاشية نظمتها اللجنة الثقافية في المنبر الديمقراطي الكويتي دور الأخلاقيات في تشكيل الأقليات الفعالة أو القيادات المغيرة في التاريخ حيث يجد أن ما جعل سقراط يثور على الوضع الاجتماعي هو انحدار الأخلاقيات الناتج عن التلاعب اللغوي بالكلام من قبل السوفسطائيين إلى أن أصبح نضاله من أجل الأخلاقيات وفلسفتها سبباً لنهاية حياته· كما أن الأمثلة لا تنحصر على الفلاسفة بل على المحركين الرئيسيين في التغيرات الاجتماعية والسياسية عبر تجارب عدة·
من الجدير بالذكر أن المحاضر تجنب إعطاء أي أمثلة من الواقع أو التاريخ الكويتي والذي جعل الكثير من موجهي الأسئلة يتساءلون عن السبب ليجيب بمحاولته تجنب خلق أي حساسيات، تصنيفات، أو تحزبات تنشأ بشكل خاطئ عن الأمثلة· كما أنه اهتم بالتأكيد على أن الأمثلة التي يطرحها ليست بالضرورة أقلية فاعلة إيجابية بالنسبة للجميع لكنها على الأقل تسببت بتغيير جذري بالنسبة لأمة ما أو ربما للعالم كله كالماركسية برؤية لينين الذي خلق من روسيا ثورة جذرية غيرت شكل العالم وأدت إلى خلق دول واندثار دول أخرى·
وأضاف عبدالنبي أنه يمكن التعرف على القلة الحيوية من خلال نشاطها ونتائجها وأفعالها وديناميكيتها المتحركة وتقدم حلول إبداعية للمشاكل ولا يتوقف الأمر على الحلول الجاهزة، إذ دائماً تبتكر حلول للأزمات، إلى جانب اختيارالعادات الجيدة التي تمنحنا النتائج الكبيرة·
وفي تعليق البعض على محاضرة عبد النبي كان هنالك حديث عن العلاقة بين الفرد والمجتمع وكيفية خلق الأقلية الفاعلة التي يتحدث عنها المحاضر وكيف يمكن تطبيق ذلك بشكل أخص في حالة المجتمع الكويتي· كما تحدث البعض الآخرعن تجاربهم في المجتمعات الأخرى التي نأخذها عنها كشرقيين بأنها مجتمعات غربية مليئة بالعباقرة بينما هي في الحقيقة تسير تحت أوامر أقلية فعالة، مما يثير سؤالا حول النداء المشترك في المجتمعات العربية التي تندد بكل المجتمعات المترفة وتطالب بتحويلها إلى مدن فاضلة مليئة بالمثقفين والفلاسفة وهذا لا يعني رفض الثقافة والمعرفة بل الابتعاد عن المطالبة بتحويل الجميع إلى آلات عبقرية تتشارك بشكل مبرمج لقيادة المجتمع وهو ما يختلف عن طبيعة الإنسان حين نتمعن في التاريخ·
