رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 11 يوليو 2007
العدد 1782

مشاهدات سياسية وانطباعات شخصية
"أنا والأمريكان" قراءة في أحداث منطقة الشرق الأوسط

يتطرق الكاتب الصحافي ابراهيم محمد علي في كتابه "أنا والأمريكان" لحقبة مهمة من تاريخ الامة العربية، ومنطقة الشرق الاوسط تمتد لاكثر من اربعين عاما، عمل خلالها في أكثر من جهة صحافية وإعلامية، حيث عمل محررا بوكالة أنباء الشرق الاوسط، ومراسلات لاذاعة صوت امريكا، ومديرا لمكتبها في القاهرة ويكتسب الكاتب اهميته من عدة جوانب، فمن حيث المضمون العام يتطرق لموضوع بالغ الحساسية ويتم تداوله بالاستمرار وهو طبيعة علاقتنا (نحن في بلاد المشرق) بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي علاقة تعتمد على المصلحة المشتركة، ولكنها لاتخلو من صراع فكري وايدلوجي، خاصة بعد ظهور تنظيم القاعدة وتلك الحرب التي تشنها امريكا على بعض دول المنطقة والكتاب يمنح أهمية خاصة لجمهورية مصر العربية، ودورها الاستراتيجي في المنطقة، وينطلق الكاتب في بعض جوانب الكتاب من خبرات شخصية وأحداث خاصة مرت به، وهو ما يمنح الكتاب شيئا من الطرافة والحميمية وإن كان عاب عليه بعض النقاد هذا المسلك على اعتبار ان طغيان الذاتية في المادة الخيرية يفقدها كثيرا من الحيادية والمصداقية يقول د· أحمد شوقي، استاذ الصحافة والإعلام في الجامعة الأمريكية في القاهرة: قد يعيب البعض ان المؤلف افرد جزءا من الكتاب تحدث فيه عن مشاكله الشخصية من المسؤولين في اذاعة صوت امريكا غير اني اقول ان القارئ سيجد في هذا الجزء صورة حقيقية لشخصية "الأمريكي القبيح" وهي حقيقة كما سيجد صورة اخرى لوجه الامريكي الطيب وهي دليل ان المؤلف كان صادقا ومحايدا كما قلت من قبل اعطى لكل ذي حق حقه·

الجزء المهم في هذا الكتاب الفترة التي عاشها المؤلف مع الأحداث منذ أيام الهزيمة العسكرية في عام 1967 حتى اليوم وذكرياته في السويس ثم مع الجيش الثالث الذي كان محصورا في حرب 1973 ثم فترة الاستفتاءات العديدة وحتى التعديل الدستوري المقترح الذي سيحدد المسار لمستقبل هذه الأمة للأجيال القادمة ويبدو ان العمل يسير بسرعة في اتجاه التعديل دون اعطاء فرصة حقيقية لمفكري هذه الأمة ومثقفيها بالادلاء بآرائهم في هذا الخصوص·

جزء آخر في هذا الكتاب أعجبني الذي تحدث فيه عن رحلاته في المنطقة العربية خاصة تلك التي قد لا يعلم شبابنا عنها شيئا وأخص بالذكر زيارته للجمهورية الصحراوية في الحدود الصحراوية للجزائر ومراحل كفاحها المسلح والديبلوماسي من اجل الاستقلال ولقاءه هناك مع رئيس الجمهورية، هذا الى جانب جولاته في منطقة الخليج العربي·

ويضيف: باختصار هذا الكتاب وجبة جيدة لشبابنا ليته يقرأها ويستفيد منها كما أنه ينفرد بمعلومات مهمة تفيد مؤرخينا إذا ما ارادوا كتابة تاريخ مصر بحيدة تامة بعيدا عن نفاق بعض الكتاب الآخرين·

 

قبل القراءة

 

وقد وضع المؤلف مقدمة لكتابه تحت عنوان "قبل القراءة" جاء فيها·

هذه صفحات متفرقة وضعت فيها جنبا من خلاصة مسيرة مع الصحافة والإذاعة امتدت قرابة اربعين عاما وقد لا يكون بين بعض احداثها والبعض الاخر سوى انني عشتها كلها وسجلت ما أحسست به بكل امانة وصدق· مواقف، لقاءات، حوادث، مواجع وطنية، مهازل انتخابية، اراء شخصية، جولات في دول كثيرة، ربما يكون الزمن قد تجاوز الكثير منها ولكنها تظل صفحة او صفحات في كتاب الزمن وتبقى جزءا لا يمكن الغاؤه من مسيرة التاريخ· وكلي أمل ان يجد فيها القارئ ما يفيده حتى ولو كان مجرد التسلية او التنفيس· كما اتمنى ان يجد شباب الإعلاميين في اسلوب معالجتها ما يضيف الى خبراتهم في هذا المجال· عندها سأكون قد حققت ما كنت اتمناه وهو أن اعطي من خبرتي وتجاربي ما ينفع الآخرين·

ويضيف: ولقد حرصت ان اسجل بعض التواريخ التي جرت فيها الأحداث حتى يتلقاها القارئ وفي ذهنه الظروف التي كانت سائدة وقتها· وكم اذعت تقارير على مدى عشرات السنين اعتبرها المستمع انذاك جرأة ومجازفة ولكنها لو اذيعت او نشرت اليوم لتضاءلت جرأتها وشجاعتها امام ما يكتبه صحافيون وكتاب ومفكرون شجعان في صحف أخرى·

ويتابع قائلا: "ومنذ ألغى الرئيس الراحل أنور السادات الرقابة على الصحف وعلى عمل المراسلين في عام 1974 كنت حرا طليقا، وفي حماية مبادئ الصدق والموضوعية كتبت واذعت ما كان يجب أن يكتب وقلت ما كان من الواجب ان يقال لعرض الحقيقة دون النظر الي من سيرضى عما اقول ودون خوف ممن لا يرضي عما اقول· ولقد تحاشيت التعرض في هذا الكتاب لاحداث جسام وتطورات تاريخية مهمة قمت بتغطيتها اثناء عملي لضخامتها وتشعبها بحيث يحتاج الحديث عنها الى كتب متعددة مثل حرب اكتوبر وما قبلها ومؤتمرات القمة العربية والإسلامية ومراحل التفاوض ومبادرة السلام وزيارة الرئيس السادات للقدس ومراحل الانسحاب من سيناء، والمقاطعة العربية لمصر والحرب العراقية - الايرانية وغزو ثم تحرير الكويت··· وغيرها· كما ان حديثي عن زياراتي لدول عربية دون اخرى لم يكن ابدا تفضيلا لهذه عن تلك فجميع الدول العربية وقد زرتها كلها عدة مرات لها تقديري ومحبتي·

ولقد احترت طويلا في اختيار عنوان او اسم لهذا الكتاب بسبب التنوع والتناثر في الموضوعات في اختيار عنوان او اسم لهذا الكتاب بسبب التنوع والتناثر في الموضوعات التي حواها، لكنني في النهاية اخترت العنوان الحالي لكثرة الموضوعات التي تتحدث عن علاقتي وتعاملي مع الأمريكان وتجربتي الشخصية مع الحياة في امريكا وكيف كانت انطباعاتي في اول زيارة لها وهو ما خصصت له مكانا متسعا في نهاية الكتاب وكيف تغيرت هذه الانطباعات مع تكرار الزيارات واتضاح جوانب كانت غائبة، وهناك موضوعات اخرى مهمة تحدثت عنها ورأيت ان الحديث عنها قد يقدم صورة واقعية للحياة السياسية في مصر من خلال عملية الاستفتاءات والانتخابات التي شهدتها على مدى عشرات السنين الاخيرة وما جرى فيها· قدمتها بوصفي متابعها محايدا، لكن حيادي ابدا لم ينفصل عن شعوري كمصري مهموم بامر وطني في ذات الوقت الذي حرصت فيه على ان اقدم الحقيقة الى المستمع· وكانت حيرتي كبيرة ايضا في ترتيب الموضوعات، وقدر استطاعتي رتبتها كما جاءت في الكتاب دون التزام بتتابع التواريخ ودون تقيد بالاولوية في الأهمية·

وينتهي الى القول: وفي كل الاحوال فان هذه الصفحات لا تخلو من التعبير عن رأي وموقف يركز احيانا على انتقاد ما نعيشه من الأحداث والتطورات والمواقف··· خاصة في مصر·

طباعة  

البعثة الكويتية السلوفاكية كشفت عن بعض جوانبها
شهاب: الآثار الحضارية في فيلكا تمتد إلى الألف الثانية قبل الميلاد

 
في حلقة نقاشية نظمتها "ثقافية المنبر"
فيصل عبدالنبي: الأقلية الحيوية هي التي تصنع المجتمعات وتطورها

 
اشراقة
 
وجهة نظر
 
قصائد