رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 11 يوليو 2007
العدد 1782

البعثة الكويتية السلوفاكية كشفت عن بعض جوانبها
شهاب: الآثار الحضارية في فيلكا تمتد إلى الألف الثانية قبل الميلاد

كتب المحرر الثقافي:

في إطار أنشطة مهرجان "صيفي ثقافي 2" الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، القى مدير ادارةالاثار والمتاحف ورئيس البعثة الكويتية السلوفاكية شهاب عبدالحميد شهاب محاضرة تحدث فيها عن الاكتشافات الأثرية في جزيرة فيلكا، وأهمية هذه المنطقة، التي تحتوي في باطنها اثارا تشهد على الحضارة الضاربة في عمق التاريخ منذ الألف الثاني قبل الميلاد، وحتى الفترات الإسلامية المختلفة، فقد كانت أهم مركز حضاري وتجاري لمملكة دلمون، وكانت مركز الإلهة انزاك، واصبحت مركزا حضاريا مهما خلال الفترة العباسية بعد انتقال مركز الخلافة الى بغداد وأصبح الخليج العربي بحيرة إسلامية عباسية، ومازالت الجزيرة تحتفظ بالكثير من أسرارها مما يستدعي تكثيف العمل الأثري الميداني·

لقد حظيت جزيرة فيلكا باهتمام علماء الآثار منذ خمسينيات القرن الماضي فأصبحت قبلة للدارسين والباحثين في تاريخ الخليج القديم، وبدأت البعثات العلمية تتوافد عليها كالبعثة الدانمركية والامريكية والايطالية والفرنسية·

 

الحكومة الكويتية

 

وعن جهود الحكومة الكويتية للحفاظ على اثار فيلكا يقول شهاب في تسعينيات القرن الماضي قررت الحكومة الكويتية تحويل جزيرة فيلكا الى منتج سياحي، واستلزم هذا الامر من المجلس الوطني اتخاذ قرارا بضرورة تكثيف العمل الاثري في الجزيرة بدعوة عدد من البعثات الاثارية العلمية وتعتبر البعثة السلوفاكية من معهد الاثار بالاكاديمية العلمية اول بعثة يتم التعاون معها عام 2004 واستمر عمل البعثة لثلاثة مواسم متتالية اعمالها في التنقيب الاثري في موقع الخضر المؤرخ بالألف الثاني قبل الميلاد اضافة الى المسح الاثري والمسح الراداري والمسح الجيوفيزقي ورفع بعض المواقع الاثرية الاخرى المنتشرة في الجزيرة·

 

موقع الخضر

 

واستطرد متحدثا عن التنقيب الاثري في موقع الخضر حيث قال: "يقع الموقع في أقصى الجزء الشمالي الغربي من الجزيرة موازيا لساحل البحر ويطل على ميناء طبيعي ربما كان الميناء الرئيسي للجزيرة خلال الألف الثاني قبل الميلاد طول الموقع 150 متر تقريبا وعرضه 50 متر تقريبا ويمثل الموقع اربعة تلال اثرية ثلاثة تقع ضمن نطاق المقبرة الاسلامية وتل طولي محاذي لساحل البحر الذي يطل عليه الموقع والذي اجريت فيه اعمال التنقيب الاثري·

وعلى مدى ثلاثة مواسم متتالية تم تنقيب 700 متر مربع تقريبا كشف عن جدران مبنية من الصخور متوازية ومتقاطعة مع بعضها البعض لغرف تحتوي اغلبها علي جرار للتخزين مصنوعة من الفخار الاحمر المؤرخ بالألف الثاني قبل الميلاد على مستويات مختلفة، ان كمية الجرار التي عثر عليها وضعت تساؤلا لدى البعثة عن السبب بوجود هذا الكم من تلك الجرار فهل يعني ان هذا الموقع يطل على الميناء القديم للجزيرة؟ وهل هذه الجرار كانت تستخدم لتخزين الحبوب والمواد الخاصة بالتجارة؟ أم كانت تلك الجرار للتصدير وخاصة انه عثر على جرار متراصة وجرار قد وضعت في داخل جرار اخرى مباشرة، ومازالت الاعمال الميدانية مستمرة في هذا الموقع لفك لغز تلك الجرا، ولكن اهم ما عثر عليه في هذا الموقع وللمرة الاولى في تاريخ التنقيب الاثري في الجزيرة مدفن (قبر) لانسان دفن بطريقة القرفصاء ونستطيع ان نؤرخ هذا القبر بالعصر البرونزي واكثر تحديدا بالعصر الكاشي والذي حددت فترة من 1600-1450 قبل الميلاد وأرخ بتلك الفترة بسبب العثور على كأس من الفخار الاديمي اللون بالقرب من جمجمة الهيكل وهو مشابهة للذي عثر عليه في موقع المدينة الدلمونية بالجزيرة·

لقد كانت حصيلة اعمال التنقيب 52 ختم دائري الشكل او كما هو متعارف عليه ختم دلموني نسبة الى مملكة دلمون التي كانت مملكة البحرين المعروفة الآن مركزا لها ويعتبر هذا النوع من الأختام من السمات المميزة لهذه المملكة كما عثر على ختم واحد اسطواني الشكل· لقد صنعت غالبية الاختام من الحجر الصابوني، فالاختام الدائرية التي عثر عليها تتميز بظهر مقبب وثلاثة خطوط متوازية وأربع دوائر اما وجهة الختم فاغلبها عليها نقوش لغزلان وأشكال إنسانية والشمس والقمر والنجمة إضافة الى شجرة النخلة، اما الختم الاسطواني فقد نقش عليه كتابة مسمارية وأشكال إنسانية ونستطيع ان نؤرخ هذا الختم بالفترة البابلية· إضافة الى ذلك فقد عثر على الكثير من الأدوات المصنوعة من النحاس او البرونز كالإبر ورؤوس الرماح وأزاميل وصنانير صيد السمك اضافة الى ذلك فقد عثر على بعض الخرز واللؤلؤ وقطع من البتيومين او القار على بعضها دمغات لاختام او لجريد النخيل او للبوص· لقد حرصت البعثة المشتركة في نخل جميع التربة المستخرجة من مربعات التنقيب اضافة الى اخذ عينات للفحص الدقيق للعثور على المواد العضوية، ومازالت اعمال التنقيب الاثري مستمرة في الموقع·

ومن المواقع الاثرية الأخرى التي تم التقيب فيها وقدمت بيانات موقع القصور ومنطقة القرينية، وموقع العوازم·

وقد قامت البعثة الكويتية السلوفاكية بإنشاء قاعدة بيانات تكون مرجعا للباحثين في هذه المناطق، في خطوة نحو توثيق الاثار الكويتية وتسجيلها في المحافل الدولية·

طباعة  

في حلقة نقاشية نظمتها "ثقافية المنبر"
فيصل عبدالنبي: الأقلية الحيوية هي التي تصنع المجتمعات وتطورها

 
مشاهدات سياسية وانطباعات شخصية
"أنا والأمريكان" قراءة في أحداث منطقة الشرق الأوسط

 
اشراقة
 
وجهة نظر
 
قصائد