
الجيران - بغداد: افتتح الرئيس العراقي جلال الطلباني السبت الماضي مؤتمر المصالحة الوطنية الثالث في كلمة ألقاها بالنيابة عنه مستشاره الإعلامي كاميران قره داغي· وألقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كلمة في المؤتمر قال فيها: إن جميع العراقيين مدعوون للمشاركة في المصالحة الوطنية باستثناء "الصداميين والتكفيريين"·
وأكد المالكي "أن نجاح المصالحة الوطنية يستلزم توفير عنصرين مهمين الأول القبول بمبدأ الحوار الهادف والثاني الإرادة التي توصلنا الى حلول يرضى بها الجميع"·
وقد شاركت أغلب القوى السياسية في المؤتمر إلا أن الجهات المنظمة لم تعلن بالتحديد عن أسماء القوى السياسية المعارضة التي اشتركت في المؤتمر·
وقال المالكي في المؤتمر إن الحكومة العراقية تفرق "تماما بين البعثيين الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء أبناء شعبنا··· وأولئك الذين ارتكبوا أبشع الجرائم بحق العراقيين ويواصلون اليوم سفك دماء الأبرياء والاغتيالات وتفجير العبوات الناسفة والسيارات المفخخة"·
وأضاف "علينا أن نفرق بين الحالتين لكي لا يلحق الأذى بالصنف الأول ولكي لا يفلت الصنف الثاني من عدالة القانون"·
ودعا المالكي ضباط ومنتسبي الجيش العراقي من جميع الرتب الذين طردوا من الخدمة بعد الغزو الأمريكي للعراق عام2003 الى الانخراط بالتشكيلات الجديدة للجيش الجديد· ولم يعط المالكي أي محددات للرتب العليا للضباط المسموح لهم بالعودة· لكنه قال: إن حكومة الوحدة الوطنية على استعداد لاستيعاب من لديه الرغبة في خدمة الوطن على أساس مهني وبما يتناسب مع حجم الجيش (الجديد) على الاستيعاب· "وأن الحكومة تسعى الى زج الضباط السابقين" في جميع المواقع للاستفادة من طاقاتهم وخبراتهم ومهاراتهم وبما يساعدنا في استكمال بناء قواتنا المسلحة وتسلم المهام الأمنية في جميع المحافظات··· وستقوم الحكومة بصرف رواتب تقاعدية لكل الذين لا يتم استيعابهم·
ودعا المالكي الى إعادة بناء الكيانات السياسية وبما يسمح بتشكيل جبهة سياسية تضم كفاءات متخصصة تكون قادرة على إدارة شؤون البلاد· وقال: لقد تم الاتفاق بين الحكومة العراقية والقوات المتعددة الجنسيات على تسريع عملية نقل المهام الأمنية إلى القوات العراقية وأن القوات الأجنبية ستستمر "بإسناد ودعم القوات المسلحة العراقية لحين استكمال نقل كامل المهام الأمنية"·
وكشف المالكي عن عزم الحكومة العراقية الدعوة الى عقد مؤتمر يهدف إلى توفير الدعم لسياسة الحكومة العراقية وأن الحكومة سترسل قريبا وفودا الى الدول المجاورة للتشاور معها ومعرفة مدى استعدادها لدعم العملية السياسية في العراق "وعلى ضوء استعداداتها للمساعدة·· سندعو إلى عقد مؤتمر إقليمي"·
وأكد المالكي على خطورة التنظيمات المسلحة والميليشيات على الأمن والسلم الاجتماعي وضرورة الإجماع على أن السلاح يجب أن يكون بيد الحكومة فقط لبسط الأمن وفرض سيادة القانون· وأعلن المالكي عن قرب الإعلان عن التعديل الوزاري الذي سبق وأن أعلن عنه "لتنشيط الحياة في مفاصل الدولة وأجهزتها المختلف·· والذي نعتقد أنه أصبح ضروريا في هذه المرحلة الحساسة"·
وقاطع المؤتمر كتلة التيار الصدري البرلمانية وكتلة قائمة الجبهة العراقية للحوار الوطني البرلمانية والتي يرأسها السياسي صالح المطلك·
وقبل ساعات من الموعد المقرر لافتتاح المؤتمر في المنطقة الخضراء المحصنة قتلت قوات عراقية خاصة تدعمها قوات أمريكية متشددا واعتقلت ستة أشخاص آخرين أثناء مداهمات ضد زعيم فريق إعدام في مدينة الصدر (أبو درع) الذي يتمكن في كل مرة من الإفلات وتتهمه الحكومة والقوات الأمريكية بأنه وراء عمليات خطف وقتل وإطلاق صواريخ ضد بعض الضواحي في بغداد·