
الجيران - واشنطن - إذاعة العراق الحر ـ دافع الرئيس الأمريكي جورج بوش عن تأجيله اتخاذ قرار بشأن تغيير سياسته في العراق حتى الشهر المقبل ورفض بعض التوصيات التي وصفها بأنها قد تؤدي الى الهزيمة·
وبعد محادثات مع كبار المسؤولين بوزارة الدفاع في ختام مراجعة استمرت ثلاثة أيام للسياسة في العراق مع كبار المسؤولين الأمريكيين وخبراء من خارج الوزارة، لم يدل بوش باشارة تذكر على أن تغييرا كبيرا سيحدث في المستقبل القريب في سياسته في العراق، بعدما شكا بعض الديمقراطيين من أن الوقت ضروري وأن الحاجة تستدعي وضع سياسية جديدة سريعا وقال:
"لن أتعجل في إصدار قرار صعب، قرار ضروري كي نقول لقواتنا سنعطيكم الأدوات اللازمة وستراتيجية للنجاح، كما أني أريد لوزير الدفاع الجديد أن يأخذ وقتاً لتقييم الوضع كي يتمكن من تقديم مشورة جدية ومدروسة لي"·
الرئيس الأميركي عبّر عن رفضه بعض الأفكار المقدمة له لصياغة سياسة جديدة في العراق وأكد على ضرورة مساعدة الحكومة العراقية على النجاح قائلا:
"إستمعت الى بعض الافكار التي ستؤدي الى الهزيمة ··· أفكار أرفضها مثل الرحيل قبل إنجاز المهمة، أفكار تتعلق بعدم تقديم مساعدة لهذه الحكومة العراقية على اتخاذ الخطوات الضرورية الصعبة لتتمكن من أداء عملها·"
بوش حاول طمأنة الأميركيين بشأن المهمة في العراق بعد أن أظهرت سلسلة من استطلاعات الرأي العام أن الاميركيين يعتقدون أن الولايات المتحدة تخسر الحرب ويجب عليها ان تغير مسارها، وفي خطوة نادرة ذكر بوش إحصاء عن سقوط خمسة آلاف وتسعمئة من الأعداء بين قتيل وأسير على أيدي القوات الأميركية والعراقية في الشهرين الماضيين، منوهاً الى تداعيات الفشل في إنجاز المهمة وأضاف قائلا:
"ما من شك في ذهني في أن الفشل في العراق يجعل من المرجح جداً أن يقوم العدو بمهاجمتنا، وأن يجعل الناس المعتدلين في الشرق الأوسط يضعون إرادة الولايات المتحدة موضع تساؤل واستغراب، كما إن الحكومات المعتدلة في الشرق الأوسط قد تتخذ قرارات غير منطقية بشأن مستقبلها ··· ستكون كارثة"·
كما حاول بوش أيضا طمأنة الامريكيين بشأن دور السعودية في العراق، بعد أن تحدثت تقارير عن أن السعوديين يعتزمون تقديم دعم للعراقيين السنة في أي حرب بينهم وبين الشيعة اذا سحبت الولايات المتحدة قواتها من العراق، معرباً عن اعتقاده بأن السعوديين ملتزمون بدعم حكومة عراقية تجلب السلام والاستقرار وهي حكومة الوحدة الوطنية·
وكشف بوش أنه يعمل لمساعدة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على تكوين كتلة سياسية من المعتدلين من أجل تحقيق المصالحة بين الفئات المتحاربة في العراق، مؤكداً انه تحدث هاتفياً مع الرئيس العراقي جلال طلباني ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لهذه الغاية·
محادثات بوش مع كل من طلباني وبارزاني تجيء بعد محادثات أجراها مع رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية عبد العزيز الحكيم وأمين عام الحزب الاسلامي طارق الهاشمي ، حيث قال المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو ان الأيام الاخيرة شهدت أحاديث عن تشكيل كتلة معتدلة من القادة السنة والشيعة والأكراد مضيفا أن طلباني وبارزاني مناسبان لمثل هذه الكتلة·
وردا على سؤال حول ما يمكن أن يحدث للشخصيات العراقية البارزة التي لا ترغب في الانضمام الى الكتلة المعتدلة مثلما يبدو الحال مع رجل الدين مقتدى الصدر قال سنو ان على العراقيين أن يحددوا خياراتهم، وأضاف أن الحكيم والهاشمي وطلباني وبارزاني اتفقوا جميعا عبر أحاديثهم مع الرئيس بوش على بعض الاسس الحقيقية واولها دعم الحكومة وثانيها اتخاذ موقف متشدد ضد من يرغبون في زعزعة استقرار الحكومة بارتكاب اعمال ارهابية·
ولم يأتِ سنو على ذكر رئيس الوزراء نوري المالكي بين هؤلاء الزعماء، واكد أن الرئيس بوش لا يقوم بعملية تجميع، مشيراً الى ان محاولة بناء هذا التحالف تجري داخل حكومة المالكي، وأن الرئيس بوش يتحدث مع الشركاء الذين يبدون استعدادا، إلا أن مسؤولاً أميركياً بارزاً قال في وقت لاحق أن بوش يأخذ دور القيادة في ما يصفه بالعملية العراقية لبناء حلف يدعم حكومة بغداد مؤكدا قيام الإدارة الأميركية بتجميع التحالف.