
الجيران ـ بغداد:
اتسعت دائرة الحراك السياسي الهادف إلى إخراج البلاد من أزمتها الأمنية بالإعلان عن استقطاب تيارات فاعلة في العملية السياسية نحو جبهة وطنية تسمو في عملها على التخندق الطائفي، بحسب ما أعلن مطلعون على مشاورات الكتل الراعية لها·
وقالت صحيفة (المدى) إن هناك مشاورات تجري بين المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق والحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وحزب الدعوة الإسلامية والحزب الإسلامي العراقي لبلورة نداء يوجه إلى القوى المؤمنة بالتغيير والديمقراطية في العراق لتشكيل جبهة وطنية مفتوحة لإخراج البلاد من أزمتها الأمنية الحالية، ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة إلى إن القائمة العراقية الوطنية تتجه هي الأخرى للمشاركة في تلك المشاورات·
وكانت مصادر سياسية وبرلمانية قد أكدت إن أحزابا كبرى من مختلف الاتجاهات اتفقت على دعم العملية السياسية والحكومة بهدف تحصين "السلم الأهلى"، نافية أي تغيير في رئاسة الحكومة·
وقال النائب عن الائتلاف العراقي الموحد الشيخ جلال الدين الصغير الذي يتمتع بنفوذ في المجلس الأعلى أن "قوى سياسية توصلت إلى اتفاق لدعم الحكومة وتحقيق حال أفضل من السلم الأهلي بهدف تحصينه"·
وأضاف "أنه اتفاق بين قوى سياسية وليس برلمانية"، مؤكدا عدم وجود "أي تغيير في التحالفات البرلمانية"·
من جهته، قال النائب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان "قبل عشرة أشهر كانت هناك رغبة بتكوين جبهة من هذه الأحزاب وهي تعمل الآن على إعادة تكوين هذه الجبهة باعتبارها أحزابا كبيرة تمثل مختلف الكتل ومعتدلة بالنسبة للآخرين"·
وأضاف أن "هذا التحالف عبارة عن نواة للجميع ويشكل إسنادا للحكومة والعملية السياسية وتقويتها (···) ليس موجهاً ضد المالكي"، مشيرا إلى احتمال أن "تخرج الأحزاب ببرنامج يكون مقبولا لدى الآخرين"·
أما النائبة صفية السهيل عضو القائمة العراقية فقالت إن "العمل على إيجاد تحالفات جديدة داخل البرلمان هو عمل مشروع وصحي خصوصا بالشكل الذي نسمع عنه حالياً وهو يدل على نضج ووعي سياسي للقوى السياسية العراقية بأنه لابد من العمل على إيجاد تحالفات من قبل قوى تتفق على برامج سياسية مشتركة بغض النظر عن التوجه القومي والطائفي الذي بنيت على أساسه التحالفات السابقة وخصوصا اذا كان البرنامج السياسي للتحالف الجديد يتفق مع مصلحة المواطن العراقي والعملية السياسية بصورة عامة"·
من جهة أخرى كشف نائب برلماني للمدى أن "هناك ترتيبات تجري لضم القائمة العراقية إلى التحالف الجديد الذي أعلن الرئيس بوش في خطابه الجديد أن أدارته تقف وراء هذا التحالق وتدعم مشروعه السياسي وأنه أوصى الزعماء العراقيين الذين التقاهم بضرورة تشكيله"·