الجيران ـ بغداد: كشفت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤول عراقي رفيع المستوى أن الرئيس الأمريكي جورج بوش تسلم خلال قمته المشتركة مع رئيس الوزراء نوري المالكي في عمان خطة أمنية جديدة تقضي بتسليم القوات العراقية مسؤولية الأمن في بغداد مطلع العام المقبل ويتم نقل القوات الأمريكية إلى محيط العاصمة· وكان الرئيس بوش قد أعلن عن تأجيل الإعلان عن استراتيجيته الجديدة في العراق الى ما بعد الأول من ديسمبر العام الجديد بعد اجتماعات قضاها مع مستشاريه السياسيين والعسكريين في الأسبوع الماضي·
وقال توني سنو المتحدث باسم البيت الأبيض: إن إعلان بوش عن التغييرات التي ينوي إدخالها على سياسته في العراق لن يتم قبل العام الجديد، ولا نعرف متى؟ كما لا نستطيع أن نحدد موعدا لذلك· فيما تحدثت أنباء عن أن الدارة الأمريكية اقتنعت بضرورة إرسال30 ألف جندي أضافي لقواتها العاملة في العراق لتعزيز القدرات العسكرية·
وتحدث سنو عن صعوبة وتعقيد المهمة نافيا أن يكون هذا الوضع يعكس فشلا في عمل الرئيس قائلا: المسألة ليست أنه لا يعرف ماذا يريد أن يفعل، لكنه لن يتسرع تحت الضغط وهو يريد القيام بالأمر على نحو جيد·
وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس أعربت عن قناعتها بأن بوش سيتريث لمدة معقولة إلى أن يشعر أنه أجرى مشاورات كاملة وأنه رسم طريقا يثق به ليسير قدما·
من جهتها نشرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مستشار الأمن الوطني العراقي موفق الربيعي قوله: إن من المهم جدا تقليل تواجد القوات الأمريكية بحيث يبقى وجودها متمركزا في ضواحي بغداد الكبرى·
ونقلت الصحيفة عن الناطق بلسان قائد القوات الأمريكية في العراق غوردن جوندرو أقوله إن الجنرال جورج كايسي يعكف حاليا على دراسة الخطة بهدف وضع تقويم لها، مضيفة أن الخطة ربما تكون عامل جذب لإدارة الرئيس بوش المنشغلة حاليا بدراسة مستقبل الوضع في العراق لكنها قد تنطوي على مخاطر جديدة·
وتقضي الخطة بسحب القوات الأمريكية من داخل مدينة بغداد وإعادة انتشارها في خارج المدينة أي ضواحيها التي تؤوي مجاميع من تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات، فيما تتسلم القوات العراقية مسؤولية فرقتين تعملان داخل العاصمة كما تقضي الخطة بتقليل عدد نقاط التفتيش وزيادة حمايتها وملاحقة قادة فرق الموت في سبعة أحياء لم تحددها بالاسم، بينما يكون دور القوات الأمريكية السيطرة على محيط المدينة وتمشيطه ومنع تغلغل السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة الى داخل المدينة·
ولم تغفل الخطة دور المستشارين الأمريكيين في الوحدات العراقية وطلبت أن يكون دورهم داعما لتلك الوحدات أكثر من كونه استشاريا·
وقال الربيعي: إن الخطة تضع القوات الأمريكية في وضع صعب لأنها ستترك القوات العراقية تعالج أخطاءها بنفسها بعد أن كانت القوات الأمريكية تتلافى تلك الأخطاء·
من جهته رفض رئيس البرلمان الدكتور محمود المشهداني الخطة الأمنية قائلا: إن الأمريكيين ليسوا أغبياء إلى حد ترك العاصمة مسرحا آمنا للميليشيات·
ويرى محلل سياسي أن المشكلة لدى القوات العراقية في معالجتها للتوتر داخل بغداد تكمن في نقص التعزيزات وتأخر وصولها في الوقت المناسب، وقد تحل هذه المشكلة بزيادة حجم القوات لكن المشكلة الأكبر تتمثل في الثغرة التي سيخلفها الانسحاب الأمريكي إلى خارج مدينة بغداد· وغير بعيد عن ذلك قال وزير الخارجية الأسترالي الكساندر داونر أمس: إن انسحاب القوات الأمريكية من العراق سيؤدي إلى"كارثة"·
ونقلت هيئة الإذاعة الأسترالية عن وزير الخارجية الأسترالي الكساندر داونر الذي يجري حاليا المحادثات الأسترالية - الأمريكية السنوية مع نظيرته الأمريكية كوندا ليزارايس في واشنطن قوله: إنه طلب من الإدارة الأمريكية عدم الانسحاب من العراق بصورة سريعة·
وأضافت أن داونر أكد أن عواقب الانسحاب لن تكون كارثة للعراقيين فقط لكنه سيجر الدول المجاورة إلى نزاعات عسكرية من أجل السيطرة على العراق وسيجعل محاربة الإرهاب الدولي كارثة أيضا·
