رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 20 ديسمبر 2006
العدد 1755

استطلاع: انحسار الإقبال على الكتب الدينية في العراق

                                      

 

الجيران ـ بغداد ـ تشهد مكتبات العراق انحسارا كبيرا في الإقبال على الكتب الدينية على خلاف ماكان عليه الحال قبل سنتين حيث شهد الوضع الثقافي في المجتمع العراقي (هّبة) في الإقبال عليها·

لكن الوضع الآن اختلف تماما ـ حسب استطلاع إذاعي أجرته (إذاعة العراق الحر) بين أصحاب المكتبات وباحثين سياسين، أكدوا الآن هذا الانحسار الكبير، وأن سببه بالدرجة الأولى هو جزع الناس وقرفها من التيار الديني المسلح والمسيّس الذي حول حياة المواطن العراقي الى جحيم والى مصائب لاتعد ولاتحصى · وأجمع الذين أستطلع البرنامج آراءهم على أن هذا الانحسار في تزايد مستمر ووصل الى درجة الاستخفاف بما يطرح هذا التيار من كتب دينية، فبعد سقوط النظام السابق ازداد إقبال المواطنين على شراء وقراءة الكتب الدينية وكانت مبيعات هذه الكتب تسجل أعلى النسب بين مبيعات الكتب، ذلك لأن سقوط نظام صدام أعطى فرصة كافية للقوى الدينية في السيطرة على دولة منهارة بدعم من الاحتلال· وتمكنت القوى الدينية المذهبية السنية والشيعية من تقسيم المجتمع العراقي المتآخي والمتعاون الى أقسام طائفية مذهبية وأصبحت خريطة العراق ترسم بألوانها الطائفية المتناحرة، ودفعت السكان تحت سطوة التعصب المذهبي الى الاحتراب والتقاتل، وأصبح الأرهاب الديني المذهبي المتعصب والغريب عن روح الإسلام السمحة سيفا مصلتا على رقاب الغالبية العظمى من المجتمع العراقي، فحصل التهجير والعزل الطائفي والقتل على الهوية المذهبية· وفقد المواطن العراقي أمنه واستقراره بسبب هيمنة الأحزاب الدينية المتناحرة على الساحة السياسية وعلى الدولة· وأصبح الإسلام السياسي المسلح  في العراق عبارة عن ميليشيات مسلحة تبحث عن ضحاياها بين السكان الآمنين وترهب وتقتل المواطنين من الديانات الأخرى وتنكل بهم وبموروثاتهم ومعتقداتهم، وجراء ذلك أصبح المواطن العراقي في حالة نفور تام من حياته ومن وطنه ومن التيار الديني الذي جعل العراق بلدا يصعب العيش فيه، ومن زعامات هذا التيار التي أصبحت رموزا للعنف وانعدام الإنسانية والأحتراب الطائفي في العراق، وهذا ما أدى أيضا إلى النفور من الثقافة الدينية وعدم الإقبال عليها·

ويؤكد أصحاب عدد من المكتبات تراجع نسبة إقبال المواطنين على شراء الكتب الدينية إلى، %70 وأن هذه النسبة في ازدياد مستمر· ويعزو البعض منهم  ذلك إلى عمليات القتل التي تنفذ باسم الدين وفشل الأحزاب الدينية في إثبات إنسانيتها واحترامها لحياة المواطنين· فضلا عن أن جميع عصابات الجريمة المنظمة والإرهابيين والمهربين باتوا يستخدمون الدين إطارا لعملياتهم·

ويشير الذين تـم استطلاع آرائهم من أصحاب المكتبات والباحثين الى توجه أكبر من قبل العراقيين نحو الليبرالية والعلمانية والى قناعات مخالفة لقناعات الاسلام السياسي المتمثل بالأحزاب الشيعية والسنية وزعاماتها على حد سواء· ومن تلك القناعات التي باتت تتبناها الناس بقوة هي ضرورة قيام دولة علمانية في العراق تفرض العدالة الاجتماعية وحرية الأديان وتكفل سيادة القانون وتعزل الدين عن الدولة· وأصبح الاعتقاد لدى الناس بأن الذين أفشلوا الحياة السياسية في العراق وأخفقوا في تحقيق الأمن والاستقرار هم رجال الدين الذين أصبحوا سياسيين ورجال دولة أكثر مما يكونوا رجال دين مصلحين، وأن منع المرجعيات الدينية بجميع مذاهبها من ادارة الدولة وقيادة الحكومة هو أولى خطوات الأصلاح في هذا البلد·

وخلص العديد من الذين تم استطلاع آرائهم إلى أن الفرصة مؤاتية الآن للتيار الليبرالي والعلماني لكي يؤسس في الواقع أطروحاته ويقود المجتمع،لكن هذا التيار ضعيف ومتقاعس جماهيريا ويفتقر الى القيادات الجديرة بالزعامة السياسية،  فضلا عن خوفه من سطوة السلاح والميليشات الملثمة التي تعتمد عليها أحزاب الإسلام السياسي في فرض سيطرتها على الدولة والمجتمع والتي أصبحت تظهر بأسلوب (المافيات) الدينية، إضافة الى افتقار التياراللبرالي الى الوحدة الوطنية وكثرة الخلافات بين زعاماته الضعيفة وعدم مبادرته في تكوين موقع قوي له بين السكان·

ويعتقد مراقبون سياسيون لو أن مرشحي أحزاب الإسلام السياسي السنية والشيعية خاضوا الانتخابات القادمة بما فيها الانتخابات البلدية كأفراد بعيدا عن استخدام ميليشياتهم لما فاز منهم أحد ولما أعطى المواطن العراقي صوته لأي واحد منهم· لكنهم باتباعهم نظام (القوائم) الإجبارية واستخدامهم المليشيات المسلحة لإرهاب الناس وحثهم على التصويت وفرض قوائمهم على الناخبين بأستخدام شعارات دينية جبرية، وإنفاق الأموال رشاوى للناخبين وتزوير الأصوات· جعل كفة فوزهم بالانتخابات الماضية راجحة· أما الآن فأن نسبة فوزهم ستكون ضعيفة بعد أن رأى الناس الكثير من الويلات من تنظيماتهم وميليشياتهم وعنفهم الطائفي وفساد الكثير من زعاماتهم التي تصدت للمسؤولية في بغداد والمحافظات · ومثلما شهد الإقبال على الكتب الدينية في العراق انحسارا كبيرا ومتزايدا سيشهد النفوذ السياسي لهذه الآحزاب تراجعا ملحوظا ايضا بمرور الزمن إذا ماتخلت هذه الأحزاب عن فرض وجودها بالميليشيات العسكرية وبالحرب الطائفية التي توفر لها مناخ البقاء والسطوة على المواطن مثلما يفعل أي نظام دكتاتوري·

طباعة  

تصفح الجيران الصحيفة الإلكترونية الأولى
www.aljeeran.net

 
648 ألف عراقي يقيمون في سورية
 
أخبار في سطور
 
التعديل الوزاري في الحكومة العراقية:
5 بالوكالة بانتظار التعديل الأساسي

 
التحالف الرباعي الجديد جاء بدعم واقتراح من بوش
 
حراك سياسي وتحالفات في الساحة السياسية العراقية للخروج من الأزمة الأمنية
 
بوش يدافع عن قراره إرجاء الإعلان عن استراتيجيته الجديدة في العراق ويكشف عن مساعدته على تكوين كتلة سياسية معتدلة
 
أقوال الصحف العراقية في أسبوع
 
البصرة شهدت اضطرابا أمنيا
 
الخارجية العراقية: علما العراق وسورية يرفعان على سفارتي البلدين في دمشق وبغداد
 
الجلبي يدعو للتعامل مع النفوذ الإيراني ويدافع عن وجود جيش المهدي
 
العراق في 7 أيام
 
إيضاح من الخارجية العراقية حول اجتماع اللجنة العراقية - الكويتية بشان الحدود بين البلدين
 
جماعة زهرة الصبار للمسرح تقدم: دار السلاح
 
التغيير الوزاري العراقي يشمل 6 من الائتلاف و3 من التوافق ويعلن خلال أسبوعين
 
خطة أمن بغداد بحثها المالكي مع بوش..
القوات الأمريكية تنسحب من بغداد مطلع العام المقبل

 
قالوا عن العراق
 
محادثات بين مسلحين وأمريكيين انتهت بالفشل
 
لا للإرهاب.لاللتقسيم.لا للميليشيات
 
مؤتمر المصالحة الثالث انعقد بمشاركة بعثيين قبلوا بالمشاركة السياسية
المالكي يدعو ضباط الجيش السابق الى العودة ويكشف عن مؤتمر إقليمي يجري التحضير له

 
مسامير